قال يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، إن “الحكومة مستعدة لإطلاق حوار فوري مع المحتجين” من حركة “جل زد” الشبابية، ليكون “النقاش جادا يؤدي إلى نتائج ملموسة”، مشددا على “ضرورة هيكلة هذا الحوار بشكل واضح ومنظَّم، حتى يتم التوصل إلى حلول فعلية، ويتم وضع الاقتراحات على الطاولة بشفافية، لضمان مصداقيته”.
وأضاف السكوري خلال حضوره في ندوة الناطق الرسمي باسم الحكومة، التي تنعقد كل خميس بعد اجتماع مجلس الحكومة، أن “ما حدث يضعنا في لحظة مهمة في تاريخ بلادنا، لأننا أمام تعبيرات مجتمعية، وتحديدا شبابية تجمع أجيالا متقاربة حول قضية أولويات”، موردا أن “هذا هو فهم الحكومة لما يتم التعبير عنه”.
وشدد وزير التشغيل على أن “من واجب الحكومة، كما هو الحال في أي بلد، أن تستمع إلى هذه التعبيرات بشكل عملي، وأن تترجم ذلك إلى إجراءات ملموسة”، وتابع: “نحن في مرحلة تعتبر بطبيعة الحال مرحلة ذات أولوية، أولاها أن يكون هناك تعبير واضح وصريح من طرف السلطة التنفيذية بأنها استوعبت الرسالة جيدا”.
وزاد السكوري: “نتحدث هنا عن الشباب الذين نظموا تجمعات أو مظاهرات سلمية، وهم شباب يمكن أن يكونوا من أبناء أي شخص منا”، وزاد: “إذن، الرسالة الأولى هي أن هؤلاء الشباب الذين عبّروا عن نوع من عدم الفهم أو عدم التقدير لأولويات السياسة المتبعة في بلدهم، يجب على الحكومة أن تصغي إليهم، وأن تبحث في ما يمكن القيام به، ولماذا لم يتم تحقيق ما يطالب به هؤلاء الشباب بالطريقة التي يتطلعون إليها”.
وأكد أنه “في هذه العملية التواصلية أو التحاورية، يجب أن نصل إلى معرفة ما إذا كانت هناك أمور قمنا بها ولم نتواصل حولها بما يكفي”، معتبرا أنه “يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا؛ فلو قلنا إن المشكلة كلها تختزل في ضعف التواصل، فهذا غير صحيح، لأن تعبيرات الشباب لها أيضا علاقة بواقع معاش تعيشه أسرهم ومجتمعهم”.
ومضى شارحا: “نؤكد في الحكومة على صدق المقاربة، وصدق النية، وصدق العمل الذي يجب أن يلي ما يجري”، مضيفا: “يجب أن نقول إن الغالبية العظمى من شبابنا الذين خرجوا للتعبير عن مطالبهم لا يتحملون مسؤولية الأحداث التي تقع في الليل، والتي يحدث فيها إخلال بالنظام العام، واعتداء على الممتلكات وخصوصيات الناس”.
وتحدث الوزير عن كون “فهم الحكومة نابع من إدراكها لوجود برامج ومبادرات. وقد أطلقنا عددا منها، لكن لم نتمكن من تنفيذها جميعا في وقت واحد”، وتابع: “تنظيم الحوار، أقولها بصراحة، ليس بالأمر السهل، لأن هذا التعبير المجتمعي ليس له تنظيم كلاسيكي معروف، بحيث يكون هناك مجموعة من الأشخاص يمكن الجلوس معهم ومناقشة مطالبهم والتوصل إلى نقاط واضحة ومحددة”.
وزاد وزير التشغيل: “رسالة الحكومة هي أنها مستعدة للحوار في آجال قصيرة، ولكن في إطار من الشفافية”، وتابع: “عندما تتحاور مع شخص، يجب أن تراه ويراك. ونحن كوزراء ومسؤولين حكوميين على قطاعات مختلفة نبذل مجهودات كبيرة، ربما وُفّقنا في بعض الأمور وربما لم نُوفّق في أخرى، ويمكننا أن نحلل ذلك”، ولكن المهم “هو المضي بالحوار قدما في الوقت الحالي”.