آخر الأخبار

دراسة: تحديات أخلاقية تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في تفسير القرآن

شارك

أكدت دراسة حديثة نشرت ضمن العدد الأخير من “مجلة المؤتمرات العلمية الدولية”، الصادرة عن “المركز الديمقراطي العربي”، حول “الآثار الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تفسير القرآن”، على أهمية “التطوير المستمر للأطر الأخلاقية في التفسير القرآني لمواكبة التطورات المعاصرة والتحديات الجديدة”، مبرزة أن “العمل التفسيري عمل حيوي ومتجدد يتطلب مراجعة مستمرة للمناهج والأدوات والضوابط الأخلاقية”.

وأوضحت الدراسة التي أعدها الباحث هيثم حسين عفتان الفهداوي، من مديرية أوقاف بغداد، أن “مدى احترام أطر الاستقلالية والمسؤولية، وعدم التحيز والحساسية الثقافية في خوارزميات الذكاء الاصطناعي، يؤثر على قبول وثقة المستخدمين في التفسيرات الآلية للقرآن الكريم، إذ إن تطبيق هذه الأطر الأخلاقية بشكل فعال يعزز ثقة وموثوقية التفسير، ويقلل من المخاطر الأخلاقية المرتبطة بالتفسير الآلي”.

وكشف الدارس أن “المجالات الدينية لم تعد بمنأى عن تأثيرات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة، إذ شهدت السنوات الماضية ظهور تطبيقات وبرمجيات متطورة تستهدف خدمة النص القرآني، بدءًا من مساعدات التلاوة والحفظ، وصولًا إلى محاولات تقديم تفسير آلي للآيات القرآنية”، معتبراً أن “هذا التطور وإن كان يحمل في طياته إمكانيات هائلة لتعزيز فهم النص الديني ونشره على نطاق واسع إلا أنه يثير في الوقت نفسه تساؤلات أخلاقية حول مدى مشروعية وصحة الاعتماد على الخوارزميات والأنظمة الآلية في تفسير كلام الله تعالى”.

وتابع الباحث ذاته بأن “جذور هذه الإشكالية تكمن في طبيعة النص القرآني المقدس وخصوصيته التي تميزه عن سائر النصوص، فالقرآن الكريم ليس مجرد نص تاريخي أو أدبي يمكن تحليله وفهمه باستخدام الأدوات التقنية التقليدية، بل هو كلام الله المنزل الذي يحتاج إلى منهجيات علمية دقيقة ومتخصصة في التفسير، تراكمت عبر أربعة عشر قرنًا من الاجتهاد العلمي والفقهي الذي قام به علماء الأمة المسلمة”.

وأكد صاحب الدراسة أن “تقنيات الذكاء الاصطناعي ليست محايدة أخلاقيًا، كما قد يبدو للوهلة الأولى، فهذه التقنيات تحمل في جوهرها قيم وتوجهات مطوريها ومصادر البيانات التي تدربت عليها، وهذا يعني أن أي نظام ذكاء اصطناعي مصمم لتفسير القرآن قد يحمل تحيزات مذهبية أو ثقافية معينة، دون أن يكون المستخدمون على وعي بذلك، ما قد يؤدي إلى انتشار تفسيرات مغلوطة أو منحازة للنص القرآني”.

وشددت الدراسة على أن “التحديات المعاصرة التي يواجهها العالم الإسلامي في عصر العولمة والتقنية الرقمية تتطلب مقاربة متوازنة تجمع بين الانفتاح على الفرص التقنية الجديدة والحفاظ على الثوابت الدينية والأخلاقية، ولهذا يصبح البحث في الآثار الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تفسير القرآن ضرورة علمية ودينية ملحة، تهدف إلى وضع الأسس النظرية والعلمية للاستفادة من هذه التقنيات بطريقة تخدم النص القرآني دون الإضرار بقدسيته أو تحريف معانيه”.

وأبرزت الوثيقة ذاتها أن تطبيق الأطر الأخلاقية (الاستقلالية والمساءلة والتحيز والإنصاف ثم الحساسية الثقافية)، في سياق تفسير النص القرآني وتكاملها، يحقق عدة فوائد منها “ضمان جودة العمل التفسيري ودقته العلمية، وتحقيق التوازن بين الأصالة والمعاصرة في التفسير، وبناء ثقة بين المفسرين والمجتمع، إلى جانب تعزيز مكانة التفسير كعلم رصين ومؤثر في المجتمع”.

وخلص الفهداوي إلى أن “هذه الأطر الأخلاقية تشكل منظومة متكاملة لضبط العمل التفسيري وتوجيهه نحو تحقيق أهدافه النبيلة، فهي ليست مجرد مبادئ نظرية، بل ضرورات علمية لضمان جودة التفسير وفعاليته في خدمة النص القرآني والمجتمع الإسلامي، ذلك أن تطبيقها من المفسرين يتطلب تطوير وعي أخلاقي ومهارات متخصصة تمكنهم من التعامل مع التحديات المعاصرة بحكمة وعدالة”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا