تمكنت مدرسة “1337” من الفوز بالمسابقة المغربية للبرمجة الجماعية Moroccan Collegiate Programming Contest (MCPC)، التي نظمت خلال الفترة بين 19 شتنبر الجاري و21 منه بالرباط، بعد منافسة محتدمة جمعت 72 فريقا من مدارس وجامعات مختلفة عبر المغرب.
وأفاد بلاغ صادر للمناسبة، توصلت هسبريس بنسخة منه، أنه بعد ثلاثة أيام من المنافسة المكثفة، وحصيلة من الأرقام القياسية، وكأس طال انتظاره، توجت مدرسة “1337” بلقب النسخة الجديدة من المسابقة، التي احتضنتها كلية الحوسبة التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنيةUM6P بالرباط، بعدما قدمت أطوارها عرضا مثيرا، حكم خلاله المنطق والاستراتيجية، والقدرة على تحمل إيقاع المنافسات.
وأكد البلاغ ذاته، رهان 72 فريق يمثلون مدارس وجامعات من مختلف أنحاء المغرب على حظوظهم في هذه الدورة، قبل تأهل 44 فريقاً مكونا من ثلاثيات، تمثل 31 مؤسسة من 17 مدينة، إلى النهائي، وذلك بعد عملية انتقاء دقيقة، فيما تنافس 132 مشاركاً في قاعات تحولت إلى ساحات برمجية حقيقية، على حل مسائل خوارزمية متقدمة، بين استراتيجيات “الهروب السريع” ومحاولات جريئة للإجابة على أصعب التحديات.
وفي ختام هذه المعركة الرقمية، اعتلى فريق مدرسة “1337” منصة التتويج، متقدما على فريق المدرسة المحمدية للمهندسين (EMI)، والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بوجدة، والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير، وكلية الحوسبة بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P CC).
ونجحت ستة فرق مغربية، للمرة الأولى، في انتزاع بطاقتها للمشاركة في البطولة الإفريقية والعربية للبرمجة الجماعية (ACPC)، المزمع تنظيمها في مصر في دجنبر 2026، حيث تؤكد هذه النتيجة الدور المحوري لمسابقة MCPC كمنصة انطلاق نحو القمة العالمية، باعتبارها تمثل المسار المؤدي إلى نهائيات العالم في البرمجة الجماعية ICPC World Finals، الحدث الأبرز في البرمجة التنافسية على المستوى الدولي.
وتعكس هذه الدورة، بعيدا عن نتائجها، دينامية نظام بيئي مغربي آخذ في الترسخ، حيث تستثمر المؤسسات، ويعمل المدربون، غالبا ما يكونون مشاركين سابقين أصبحوا مرشدين، على نقل خبراتهم، فيما يتدرب الطلبة على التفكير السريع، والبرمجة الدقيقة، والتعاون الفعال.
وفي مدرسة “1337”، الفائزة الكبرى، تم بناء هذا الإنجاز عبر انضباط جماعي صارم. تحت إشراف مدربهم جلال معوني، وهو خريج المدرسة ومنافس سابق، استعدت الفرق من خلال مسابقات تجريبية، ومراجعات شيفرات برمجية بأسلوب التعلم التعاوني، وتدريبات مكثفة تحاكي أجواء المسابقات. وقد أثمرت هذه الاستعدادات الصارمة، وصولا إلى تتويج فريف “الفريق الخارق” Al Fari9 Al Khari9 في القمة.
وبهذا الخصوص، أوضح جلال معوني، أن لهذا الفوز طعما خاصا، مؤكدا بالقول، “لقد وضعنا أخيرا حدا لإحباط استمر سبع سنوات. كنا دائما قريبين من القمة دون أن نصل إليها. كثيرون وصفوا 1337 بأنها مجرد مدرسة كود، لكن طلابنا أثبتوا العكس، حيث بنوا وفشلوا وتعلموا وثابروا، قبل أن يحصدوا الكأس هذه السنة”.
وبهذا الرقم القياسي في عدد المتأهلين، يثبت المغرب مكانته كفاعل رئيسي في الساحة الإقليمية، فيما تبدأ الفرق المتأهلة رحلتها نحو بطولة ACPC، ومنه إلى النهائيات العالمية ICPC World Finals، وهو المسار الذي يؤكد أن المملكة لم تعد تكتفي بالمشاركة فحسب، بل تطمح إلى التألق في أعلى مستويات البرمجة التنافسية.