احتضنت سفارة المملكة العربية السعودية بالرباط، مساء اليوم الثلاثاء، احتفالية كبرى بمناسبة الذكرى الـ95 لليوم الوطني السعودي، التي اختير لها هذه السنة شعار “عزنا طبعنا”. وعرفت الأمسية حضورا وازنا جمع مسؤولين سعوديين ومغاربة، وممثلين عن السلك الدبلوماسي، ورؤساء حكومات سابقين، ووزراء، ونوابا برلمانيين، إلى جانب شخصيات سياسية وفنية وثقافية ورياضية كذلك.
الاحتفال افتتح على أنغام النشيدين الوطنيين المغربي والسعودي، قبل أن يلقي أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، كلمة أبرز فيها عمق الروابط التاريخية والروحية بين المملكتين الشقيقتين.
وقال في هذا الصدد إن “المغرب والسعودية شقيقتان، ليس فقط بلغة الدبلوماسية، بل بلغة الإيمان والمحبة والسلام، فمنذ بزوغ الإسلام وقلوب المغاربة متعلقة بتلك الديار الطاهرة، وهذا ما يظهر جليا في مواسم الحج والعمرة”.
وأكد التوفيق أن العلاقات بين أمير المؤمنين الملك محمد السادس وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان تجسد “مشاعر صادقة من التاريخ والإيمان”، مبرزا أن البلدين يتآزران في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية ويؤيدان بعضهما البعض في مشاريعهما الاستراتيجية، مما يعكس قوة الأخوة الراسخة.
من جانبه، رحب سامي بن عبد الله بن عثمان الصالح، سفير المملكة العربية السعودية بالمغرب، بالحضور الذي لبى دعوة المشاركة في هذه المناسبة الوطنية.
وقال في كلمته إن اليوم الوطني السعودي يعد محطة تستحضر فيها الدروس والعبر، يتم الوقوف من خلالها وقفة فخر واعتزاز بما تشهده بلاده في عهد خادم الحرمين الشريفين من تنمية شاملة واستقرار راسخ.
وأشار السفير إلى أن المشاريع الكبرى التي انطلقت في إطار “رؤية السعودية 2030” تعكس استمرار مسيرة الحلم السعودي الذي بدأ بشعار “نحلم ونتحقق”، مؤكدا أن المملكة تراهن على تعزيز نمو الاقتصاد وتنمية الرأسمال البشري ودعم القطاع الخاص.
كما نوه المسؤول الدبلوماسي السعودي بنجاح تنظيم موسم الحج لهذه السنة، الذي اعتبره “ترجمة للجهود المتواصلة في خدمة ضيوف الرحمن”.
وفي السياق ذاته، شدد الصالح على أن العلاقات المغربية السعودية وصلت إلى مرحلة متقدمة من التكامل والتعاون، بفضل ما يميزها من توافق وتشاور مستمرين على المستويين السياسي والاقتصادي، مشيرا إلى أن هناك عملا متواصلا من أجل رفع وتيرة الاستثمارات السعودية بالمغرب، كما رفع أصدق التهاني إلى الملك محمد السادس وإلى الشعب المغربي، متمنيا للبلدين مزيدا من التطور والازدهار.
وعرف الحفل أيضا لحظات فنية تقليدية جسدت التراث السعودي، من خلال عروض فولكلورية عكست غنى الموروث الثقافي للمملكة، إلى جانب خيمة تقليدية أعيد من خلالها تقديم القهوة السعودية والتمر وباقي المأكولات الشعبية التي أضفت لمسة تراثية خاصة على أجواء الأمسية.
وفي تصريح لهسبريس على هامش الحفل، قال عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن “المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال ترتبط بعلاقات عميقة مع المغرب منذ البداية، وهذا لا يمكن التعبير عنه إلا بالأخوة الحقيقية”.
بدوره، أكد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق، أن العلاقات بين المملكتين “تتجاوز البعد السياسي والاقتصادي لتجسد روابط أخوية صادقة وتاريخية”، مشددا على ضرورة تطوير المبادلات التجارية والاستثمارات المشتركة لتواكب مستوى العلاقات التاريخية.
وأردف في حديثه مع هسبريس: “مثلما يلعب المغرب دورا محوريا في الغرب والعالم الإسلامي، تقوم السعودية بدور مماثل في المشرق، وهو ما يجعل البلدين مكملين لبعضهما البعض”.
أما الفنان رشيد الوالي فكشف في تصريحه لهسبريس أنه يحرص كل سنة على حضور هذه المناسبة الغالية لما تحمله من رمزية أخوية، مشيرا إلى أنها تجسد احتفاء متبادلا بين المملكتين.
وأضاف أن “انفتاح السعودية على مجالات الإبداع والفنون يجعلنا كفنانين نتطلع إلى آفاق جديدة للتعاون المشترك، خاصة في مجالات الدراما والسينما”.
وتحولت الاحتفالية التي جمعت نخبة من السياسيين والدبلوماسيين والفنانين، إلى منصة جديدة لتجديد التأكيد على أن العلاقات المغربية السعودية، قيادة وشعبا، تمثل نموذجا في التآزر الأخوي والتعاون المثمر بما يخدم استقرار وازدهار البلدين والمنطقة العربية والإسلامية ككل.