آخر الأخبار

تنظيمات مغربية: اعتراف دول كبرى بفلسطين خطوة نحو زوال الاحتلال

شارك

أبرزت منظمات سياسية ومدنية مغربية مدافعة عن قضية فلسطين أن عزم الكثير من الدول القوية في العالم الاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الشهر الجاري يعد تحركا إيجابيا ولو جاء متأخراً بعدما انفضح النفاق الغربي وازدواجية المعايير التي ينتهجها “الشمال العالمي” في تعاطيه مع إحدى أكثر قضايا العالم عدالة واستحقاقاً للدعم.

وأوضحت هذه الهيئات لهسبريس أن “هذا التوجه الدولي الجديد، وإن تأخر عقوداً، يُعد مؤشراً على تغيّر نسبي في المزاج السياسي العالمي تجاه القضية الفلسطينية، خاصة في ظل تزايد الأصوات المنتقدة للانحياز المطلق للاحتلال الإسرائيلي، وتصاعد المطالب الشعبية والرسمية بضرورة إنهاء الاحتلال، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.

خطوة إيجابية

وقال عبد السلام العزيز، الأمين العام لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن اتجاه دول قوية في أوروبا وأقطار أخرى للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولو أنه جاء متأخرًا، إلا أنه يُعد تطورًا إيجابيًا في هذا الوقت بالتحديد، ويعكس تحوّلًا نوعيًا في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية.

وأضاف العزيز، في تصريح لهسبريس، أن “هذا الاعتراف يكتسب أهمية خاصة في ظل تعقيد المشهد الفلسطيني، وتصاعد السياسات العنصرية والدينية التي يقوم عليها الكيان الصهيوني، مما يجعل حل الدولتين، على أساس حدود 1967، أمرًا صعب التحقيق في الوقت الراهن، لكنه يظل ممكنًا إذا توفرت الإرادة السياسية الدولية، خصوصًا من قبل القوى الكبرى المؤثرة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية”.

وأبرز أن “الولايات المتحدة تواصل رفضها للاعترافات المتتالية التي تقدم عليها بعض الدول الغربية والجنوبية، وهو ما يعكس استمرار الانحياز لسياسات الاحتلال، ويؤكد الحاجة الملحّة إلى تحرك دولي واسع يعيد التوازن في التعاطي مع الحقوق الفلسطينية المشروعة، وفي مقدمتها الحق في إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس”.

وأكد أن “وتيرة الاستيطان، التي تصاعدت بشكل غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، تجعل فرص تطبيق حل الدولتين أكثر هشاشة، حيث تواصل إسرائيل توسيع المستوطنات وفرض سياسة الأمر الواقع، وهو ما يتطلب مواجهة سياسية ودبلوماسية قوية من مختلف القوى الحية في العالم”.

وختم الأمين العام لحزب “الرسالة” تصريحه بالقول إن “الشعوب المغاربية، وفي مقدمتها الشعب المغربي، تتابع القضية الفلسطينية عن كثب، وتؤمن بعدالتها، وتُدين الانتهاكات المتواصلة في حق الفلسطينيين”. كما عبّر عن أمله في أن “تُشكّل الاعترافات المتزايدة بدولة فلسطين مدخلًا فعليًا نحو زوال الاحتلال، وبداية لمرحلة جديدة من النضال من أجل تقرير المصير والكرامة والحرية للشعب الفلسطيني”.

موقف الحسم

وقال محمد الرياحي، القيادي بجماعة العدل والإحسان والكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، “نثمّن هذا القرار، وإن جاء متأخراً، بالنظر لمعاناة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض منذ سنوات لمسلسل من التضييق الممنهج، عبر التقتيل والتهويد والاعتقال والاستيطان ومصادرة الأراضي، آخره خطوة الضم”.

وأضاف الرياحي لهسبريس أن “هذا القرار، وعلى أهميته، يُعد وسيلة سياسية رمزية إضافية للضغط على إسرائيل وكبح تماديها في التضييق على حقوق الشعب الفلسطيني في مختلف المناحي والمجالات”، مشيرا إلى أن “هذه الخطوة يمكن اعتبارها أداة لإبراز حقوق الفلسطينيين ونضالهم ومعاناتهم، فضلاً عن حقهم في تقرير مصيرهم وأمنهم”.

وأشار إلى أن “هذه الخطوة ستُسهم في عزل الكيان المحتل دولياً، بعد الجرائم الوحشية التي لا يزال يرتكبها في حق المدنيين بغزة، وكشف حقيقته الوحشية والدموية أمام العالم”. كما أعرب عن أسفه “لمواقف الدول العربية التي لم تَرقَ إلى مستوى اللحظة التاريخية الحاسمة التي تمر بها القضية”، قبل أن يضيف “للأسف نجد أن أغلبها دول مطيعة للكيان المحتل”.

وأكد القيادي الإسلامي أن “العالم اليوم مطالب باتخاذ مواقف صريحة وقوية، ورافضة لممارسات الاحتلال التي تخطّت كل الحدود في غزة والضفة والمخيمات وكل فلسطين، ضاربةً بعرض الحائط مطالب الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة، وعلى رأسها حقه في دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة”، مطالبا الدول العربية بأن “تقوم بخطوات عملية لإسناد سكان غزة، والابتعاد عن البلاغات والبيانات، التي باتت لا تُسمن ولا تُغني من جوع، ولا يعيرها الكيان المحتل أي اعتبار”.

وأفاد أن “العالم مطالب أيضاً بوقف أحلام مجرم الحرب نتنياهو، الذي أعلن بكل صراحة سعيه لتحقيق دولة إسرائيل الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات، وهو ما يُبيّن حقيقة هذا الكيان التوسعية التي ستطال دولاً عربية أخرى”، آملا أن تُسهم “الخطوات الشعبية والرسمية الأوروبية في وقف مسلسل القتل والتهجير في غزة، التي تخطّت فيها ممارسات الكيان الصهيوني كل الخطوط الحمراء”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا