آخر الأخبار

تقرير نرويجي يكشف عزلة الجزائر أمام دعم دولي متزايد لمغربية الصحراء

شارك

أكد تقرير حديث صادر عن مجلة “جيوبوليتيكا” النرويجية، المتخصصة في العلاقات الدولية والجغرافيا السياسية، بحصوص النزاع الإقليمي بين المغرب والجزائر حول قضية الصحراء، أن “مشكلة الجزائر تكمن في أن موقفها من قضية الصحراء أصبح عبئا في حد ذاته، والعلاقة مع فرنسا خير مثال على ذلك”، موضحا أنه “بعد أن اعترفت باريس في يوليوز 2024 بمطالب المغرب في الصحراء، ردت الجزائر بانتقاد شديد واستدعت سفيرها احتجاجا، ومنذ ذلك الحين توترت العلاقات أكثر، خاصة في مجال التعاون الأمني”.

وأشار التقرير إلى أن “فرنسا تتهم حكومة عبد المجيد تبون بإضعاف التعاون عبر رفضها المتكرر إعادة المواطنين الجزائريين الذين صدرت بحقهم قرارات ترحيل من فرنسا. وقد فاقم ملف بوعلام صنصال – الذي حُكم عليه بالسجن خمس سنوات في الجزائر بعد أن صرح في مقابلة بأن أجزاء من المناطق المغربية الشرقية مُنحت للجزائر من قبل فرنسا عند الاستقلال – التوتر بين البلدين”، لافتا إلى إعلان فرنسا في غشت الماضي تعليق الإعفاء من التأشيرات للدبلوماسيين والمسؤولين الجزائريين، وهو “تحول كبير في السياسة الفرنسية تجاه الجزائر. في المقابل، أخذت العلاقات بين فرنسا والمغرب مسارا مختلفا تماما”.

وذكرت المجلة النرويجية ذاتها أن الملك محمدا السادس وجه رسالة إلى الجزائر بمناسبة الذكرى الأخيرة لعيد العرش، كما سبق لوالده الراحل الحسن الثاني أن وصف الخلافات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر بأنها مثل “خلافات الأزواج، صاخبة وعاطفية”، غير أنه “وبعد عقود، أصبح النزاع أكثر خطورة وتدهورت العلاقات بين البلدين بشكل كبير”، تورد المجلة ذاتها.

وتابعت بأن “أول نقطة خلاف بين البلدين كانت جبهة البوليساريو، وهي حركة انفصالية مسلحة تأسست عام 1973 ضد الوجود الإسباني وحظيت بدعم الجزائر منذ البداية، ولم تُذكر هذه الحركة قط في اتفاقية مدريد، وبالتالي لم يُعترف بوجود دولة صحراوية مستقلة، كما ترغب البوليساريو”، مضيفة: “ردا على ذلك، خاضت الحركة حربا ضد موريتانيا والمغرب للسيطرة على المنطقة، وفي عام 1976 أعلنت قيام جمهورية في الصحراء، وهي لا تزال غير معترف بها من قبل الأمم المتحدة والعديد من الدول”.

وأوضح التقرير أن “البوليساريو خاضت حربا قصيرة ضد موريتانيا وأخرى لسنوات ضد المغرب، إلا أنه تم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار تحت رعاية الأمم المتحدة عام 1991. وبعد 16 عاما، وبالضبط في سنة 2007، عرض المغرب خطة للحكم الذاتي للصحراء حازت على دعم متزايد في السنوات الأخيرة؛ إذ يبلغ عدد الدول التي تدعم حاليا مطالب المغرب أكثر من 116 دولة”، فيما ظلت الجزائر ترفض هذا الحل.

وشدد التقرير على أنه وسط هذه السياسات الدبلوماسية المتباينة، يواصل المغرب دعوته للحوار مع الجزائر لصالح المنطقة كلها، دون تجاوب من هذه الأخيرة، مؤكّدا أن “تحسين العلاقات بين المغرب والجزائر سيفتح الباب أمام تعاون اقتصادي وزراعي وأمني جديد، وهو أمر يحتاجه المغرب العربي للنمو. وهذا ما يفسر مرة أخرى مد المغرب يده إلى القيادة الجزائرية، في مبادرة تحظى بدعم منتدى الحوار المغاربي الذي يدعو الجزائر لقبول مبادرة المصالحة المغربية”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا