أكد شيخ الزاوية البصيرية مولاي إسماعيل بصير، أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف يعد مناسبة تستوجب الدعاء الخالص لأمير المؤمنين وملك البلاد، معتبرا أن هذا الدعاء يمثل “رأس الأمة ومن أوجب الواجبات”. وجاءت هذه التصريحات ضمن فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي لعام 1447هـ، التي تنظمها الزاوية البصيرية ببني عياط في إقليم أزيلال على مدى أسبوع كامل.
واستشهد خادم الطريقة البصيرية، بقول الإمام أحمد بن حنبل والعديد من العلماء الربانيين “لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام”، مشددا على أن الاحتفال بمولد المصطفى هو من صميم التعبير عن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وشهد مقر الزاوية أمس الجمعة، لقاء حاشدا حضره ما يزيد على 850 شخصا من طلاب العلم والأئمة والفقهاء والقيمين الدينيين الذين قدموا من مختلف المدن والقرى المغربية للمشاركة في الذكرى. وشمل البرنامج المسطر لهذه الذكرى قراءات جماعية للقرآن الكريم، وترديد الأمداح النبوية، وإخراج عدة سلك لكتاب الله، بالإضافة إلى قراءة جماعية لقصيدتي البردة والهمزية.
وأضاف مولاي إسماعيل بصير أن إحياء الطريقة البصيرية لهذه المناسبة سنويا عبر برنامج علمي وتربوي واجتماعي، هو تجديد لأواصر المحبة والتعظيم اللازمين في حق المصطفى، وهي رؤية لم تغب عن هذه الطريقة الصوفية منذ تأسيسها على يد الشيخ سيدي إبراهيم البصير. وقال إن الطريقة تعبر عن فرحتها بخاتم الأنبياء بما هو مشروع من العبادات والطاعات، امتثالا لقوله تعالى: “قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا”.
وأشار المصدر إلى أن من أهم مقاصد الاحتفال هو إذكاء معاني الشوق في الوجدان وإحياء بواعث العزم في القلوب للعمل بمقتضيات أحكام الشريعة، إذ لا سبيل لإدراك معاني القرب إلا بميثاق الاقتداء بالأخلاق والشمائل النبوية الشريفة.
ومن المنتظر أن يحل المريدون من كل المدن المغربية وبعض الدول الأخرى، وخاصة من فروع الطريقة التي تتجاوز الخمسين فرعا، بمقر الزاوية في ليلة السابع من ربيع الأول، للمشاركة في مجلس خاص بالذكر والمذاكرة يترأسه خادم الزاوية. وسيتم اختتام موسم الاحتفالات يوم الأحد 19 ربيع الأول 1447هـ، بتنظيم حفل إعذار جماعي لأبناء القبيلة والمريدين، وهو نشاط اجتماعي سنوي تنظمه جمعية الطريقة البصيرية.