وجّهت جمعيات من المجتمع المدني وفعاليات محلية بمدينة تنجداد والجماعات المجاورة، ملتمسا إلى سعيد زنيبر، والي جهة درعة تافيلالت، عامل إقليم الرشيدية، وذلك للمطالبة طالب بإحداث مركز للوقاية المدنية بالمدينة، بالنظر إلى ما وصفوه بـ“الحاجة الملحة لهذه الخدمة الحيوية”.
وأوضحت الجمعيات، في المراسلة التي توصلت جريدة “العمق المغربي” بنسخة منها، أن “مدينة تنجداد، بحكم موقعها الجغرافي وكثافة سكانها واتساع مجالها الترابي، تعرف حوادث متكررة كالحرائق، حوادث السير، وحالات الغرق، بالإضافة إلى تدخلات إنقاذ الأرواح في الحالات الاستعجالية”.
وأوضح الملتمس، الذي يحمل توقيعات فعاليات من المدينة ومحيطها، أن “غياب مركز للوقاية المدنية بالمدينة يؤدي إلى استقدام فرق التدخل من مدن أخرى بعيدة، مما يؤدي إلى تأخر وصول المساعدة ويعرض حياة المواطنين وممتلكاتهم للخطر”.
وفي السياق ذاته، أبرز الموقعون على الوثيقة أن “إحداث مركز للوقاية المدنية بتنجداد بات ضرورة قصوى”، معتبرين في الوقت نفسه، أن “ هذه الخطوة من شأنها أن تعزز الأمن والسلامة، وتقلص من زمن الاستجابة في حالات الطوارئ”.
ويأمل الموقعون على الملتمس أن تتفاعل السلطات المعنية بشكل إيجابي مع هذا الطلب، من أجل الحد من المخاطر التي تهدد الساكنة بسبب تأخر تدخلات الوقاية المدنية، وتحسين البنية التحتية للخدمات الاستعجالية بالمنطقة.
يشار إلى أن استياء كبيرا يعترِي ساكنة جماعة تنجداد بإقليم الرشيدية حيال التعثر الذِي تعرفهُ عدد من الخدمات المرتبطة بالإنقاذ والإسعاف وإطفاء الحرائق، خصوصا ما يتعلق بتوفير مراكز تابعة لجهاز الوقاية المدنية بالجماعة السابق ذكرها، والتي من شأنها السهر على مكافحة الحوادث والكوارث والتخفيف من آثارها.
وعبرت عدد من الفعاليات المدنية في تصريحات متطابقة سابقة لـ“العمق المغربي”، عن استغرابها مما أسمته “تلكؤ السلطات العمومية بخصوص توفير هذه الخدمة الطبية”، واعتبرت أن هذا الأمر يثير الاستغراب، ويطرح أكثر من علامة استفهام.
نورالدين عبو، رئيس الهيئة المغربية لحماية المواطنة والمال العام بتنجداد، قال إن “إنشاء مركز للوقاية المدنية بتنجداد أصبح أمرا ضروريا، بإعتبار أن المدينة تعرف خصاصا مهولا فيما يخص البنية التحتية وتوفر المرافق الضرورية، خاصة تلك المتعلقة بالخدمات الاجتماعية، كما أن ساكنة تنجداد ودائرتها لازالت تنتظر تدخلا وازنا من أجل النهوض بها، قصد تشجيع الاستقرار بها واستقطاب أنشطة إقتصادية واجتماعية تمكن من تحسين مستوى عيشها”.
وأشار عبو ضمن تصريح سابق لجريدة “العمق المغربي”، أن “تنجداد تعد واحدة من المدن التي تحتوي على عدد مهم من الواحات المليئة بأشجار النخيل، والتي تتعرض مؤخرا لتكرار الحرائق، مما يهدد بشكل كبير المنظومة البيئة بالواحة، خصوصا مع تواجد بعض المنازل بالقرب من غابات النخيل، الأمر الذي يهدد الساكنة بشكل كبير أثناء نشوب أي حريق”.
وسجل المتحدث ذاته أن “ إنشاء مركز تابع لجهاز الوقاية المدنية بالمنطقة، من شأنه أن يقدم خدمات تتعلق بمكافحة الحرائق والفياضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية، وكذا إنقاذ أرواح المواطنين والمواطنات من كل خطر يمكن أن يلحق بهم، ومن كل أمر يدعو للقلق”.
وأشار الفاعل المدني، أنهم“ قاموا بالعديد من اللقاءات التشاورية مع مختلف الفاعلين المحليين والتي رافقتها مراسلات إلى مختلف ممثلي المصالح الإدارية محليا وجهويا والتي شملت كل من قائد قيادة فركلة ورئيس الدائرة ووالي جهة درعة تافيلالت ورؤساء الجماعات الثلاثة بحوض فركلة”.
ولفت المصدر ذاته، أن“جميع فعاليات المجتمع المدني بحوض أفركلة الكبرى، وكل المجالس المنتخبة والسلطات المحلية مدعوة إلى الانخراط الجاد والمسؤول من أجل التدخل للتخفيف من هذه الظاهرة والترافع لإنشاء مركز للوقاية المدنية بتنجداد”.
وطالب عبو الجهات الوصية بـ“ التسريع بإنشاء مركز تابع لجهاز الوقاية المدنية بدائرة تنجداد، بإعتبار أن هذه الخدمة أصبحت مطلبا ملحا وآنيا، والعمل على تزويده بالوسائل والمعدات الضرورية حتى تتمكن الساكنة من الاستفادة من خدماته النبيلة”.