آخر الأخبار

"لانش بوكس" المدرسة.. صداع يومي للأمهات وتحديات التغذية السليمة‬

شارك

مع انطلاق الموسم الدراسي تواجه الكثير من الأمهات المغربيات تحديا يوميا يتمثل في تحضير “اللانش بوكس” لأبنائهن، وهي المهمة التي تنضاف إلى مهمات أخرى متعلقة بأعباء البيت أساسا والعمل المهني ثانيا وغير ذلك من الأدوار الملقاة على عاتق ربات البيوت، إذ تبحث الأمهات عن حل معادلة صعبة بحثا عن توازن صعب يزاوج بين ما يحبه الطفل من مأكولات، وما يحتاجه جسمه من عناصر غذائية أساسية لضمان التركيز والنشاط داخل الفصل الدراسي أو الحضانة.

ويزاد العبء على الأمهات ومعهن الآباء، فإلى جانب ضغوط العودة إلى المدرسة، من اقتناء المستلزمات الدراسية والمحفظة والملابس، وكذا تهيئة الأطفال للانضباط في النوم المبكر والواجبات المنزلية، ينشغل بال أولياء الأمور بالتفكير في وجبة الفطور التي تعد أساسية مع وجبة الغداء للمتمدرسين.

شهادة أم.. صداع يومي

يسرا، أستاذة اللغة الفرنسية بالسلك الثانوي التأهيلي، قالت إن الدخول المدرسي يمثل بالنسبة لها صداعا يوميا للمزاوجة بين مسؤوليات البيت والعمل، مضيفة أن التفكير في إعداد “اللانش بوكس” يأخذ حيزا كبيرا، وذلك بهدف ضمان تركيز ابنتها وانضباطها طوال اليوم.

وأضافت الأم ذاتها في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “أحاول قدر الإمكان أن أوازن بين ما تحبه طفلتي من أكل وما يحتاجه جسمها من تغذية، حتى وإن كان ذلك يتطلب مني وقتا وجهدا إضافيين”، معتبرة هذا الجهد “استثمارا في مستقبلها الدراسي والصحي”.

وأضافت المتحدثة أن “التفكير اليومي في تنويع مكونات علبة الأكل يشكل تحديا، خاصة مع ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية”، مستدركة: “لكن مع ذلك أحاول الابتكار بالمتاح وإيجاد طرق بسيطة لجعل الوجبة مغذية وجذابة في الوقت نفسه”، ومشددة على أن “هذه التفاصيل صغيرة، لكنها بالنسبة للأم كبيرة جدا، لأنها تترجم في النهاية إلى راحة نفسية واطمئنان على أبنائنا”.

نصائح وتوجيهات صحية

سومية بولعساس، اخصائية حمية وتغذية، قالت إن “اللانش بوكس” يجب أن يكون وجبة متكاملة تضم عناصر أساسية، مشددة في المقابل على أن وجبة الفطور تبقى أساسية ورئيسية بالنسبة للطفل، ويفضَّل أن يتناولها في البيت قبل التوجه إلى المدرسة.

وأوضحت الأخصائية ذاتها، في تصريح لهسبريس، أن “وجبة الفطور ينبغي أن تتضمن بالأساس البروتينات والسكريات، الدهنيات، الفيتامينات، الفوسفور والبوتاسيوم، لما لها من دور في تعزيز التركيز والتحصيل الدراسي، وليس مجرد ‘سندويش’ تقليدي يملأ جوف الطفل دون قيمة غذائية”.

وأوردت بولعساس أن “هذا التنوع الذي يبدو في ظاهره سهلا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إدماج خبز كامل الحبوب، الغني بالفوسفور والبوتاسيوم والألياف الغذائية، إلى جانب البروتينات النباتية أو الدهون الصحية مثل زيت الزيتون، إضافة إلى السكريات البسيطة، كالتمر مع كوب حليب أو شاي”.

وحذرت الأخصائية ذاتها من خطورة إدراج بعض أنواع الطعام في “لانش بوكس” الأطفال، أبرزها رقائق البطاطس المقلية، والمشروبات الغازية والعصائر الصناعية، والكيك والحلويات المليئة بالسكر والألوان الاصطناعية، إضافة إلى الشوكولاتة بكثرة، معتبرة أن هذا النوع من الأطعمة يؤثر سلبا على تركيز الطفل داخل الفصل، ومشيرة إلى أن السكريات تُعد السبب الرئيس لاختلال التوازن الغذائي عند الأطفال، لما لها من تأثير مباشر على النواقل العصبية المسؤولة عن التركيز.

كما سجلت المتحدثة أن محتويات علبة الأكل في بعض الأحيان لا تراعي الجانب النفسي للطفل، إذ تلجأ بعض الأمهات إلى تزيينها بألوان وأشكال وحبيبات الشوكولاتة، وهو ما قد يجعل ذهن التلميذ منشغلا بمحتوى العلبة أكثر من اهتمامه بالدرس داخل القسم.

وبخصوص وجبة الغداء أوصت بولعساس بأن تتضمن بروتينات حيوانية، مثل الدجاج أو السمك أو الكفتة المشوية، مع تجنب الأطعمة المقلية، وإرفاقها بكمية من الخضر الغنية بالألياف، وفاكهة موسمية، إضافة إلى قنينة ماء لضمان ترطيب الجسم، ودعت الأسر إلى الاهتمام بالتغذية السليمة، لحماية صحة التلميذ وضمان استعداده الذهني والجسدي ليوم دراسي مليء بالحيوية، منبهة إلى ضرورة التهييء النفسي للطفل ليلا بخصوص “لانش بوكس” الصباح، وتحضير جدول أسبوعي متنوع، يساعد على تفادي التكرار ويشجع الصغار على تناول طعامهم كاملا.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك

الأكثر تداولا بوتين دونالد ترامب أمريكا

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا