آخر الأخبار

إصدار جديد يؤرخ لـ"ذاكرة بوجنيبة"

شارك

ذاكرة ذاتية مدونة لبوجنيبة، البلدة المنجمية في نواحي خريبكة، كتبها عبد العزيز راجل، مدونا طفولته، وما نقلته ذاكرة الأم، ومؤرخا للنسيج الاجتماعي مع ثقافاته وعاداته، ولجزء من المشهد الاقتصادي والسياسي.

وجاء في تقديم المؤلف الجديد أن المؤلف قد اختار الكتابة عن الذات من أجل “لفت الانتباه إلى تدوين التاريخ المحلي، لحفظ الذاكرة الجمعية للمنطقة، التي تضم أماكن وشخصيات وأياما تذكرية وتقاليد في المعيش اليومي والمناسباتي وغيرها”، خاصة أن بوجنيبة ومحيطها “من القرى المنجمية الأولى بالمغرب، التي اكتشف فيها الفوسفاط في العشرينيات من القرن الماضي وتحتاج إلى تأريخ بعين أخرى لا بعين المستغل والمستعمر”.

وحكى عبد العزيز راجل “ذكريات طفولة صاحبه، التي بالرغم من بؤسها فقد كانت تتخللها لحظات جميلة”، في فضاء “هذه البلدة التي تسمى بوجنيبة، وهي بلدة لالة فاطنة بنت أحمد، الولية الصالحة المعروفة لدى الساكنة”، حيث تناول “ذكريات الأماكن والأشخاص والمظاهر الاجتماعية والعادات التي كانت تتسم بها”.

مصدر الصورة

ومن بين ما يقرأ في الكتاب: “أهدتني أمي بسردها الماتع بعضا من شذرات طفولتي الأولى، إنها السجل الأول لحياتي. فقررت أن أدون ما حكت لي دونما ترتيب، حتى حان وقت التسويد، حيث ربطت هذه الذكريات من الماضي بسياق مكاني ‘بوجنيبة’ (…) وسياق زماني حقبة أواخر الثمانينات. فبدأت أعتصر ذاكرتي، لأستقطر منها ما اختزنته من ذكريات زمني الهارب والمنفلت، لأقول إن طريقي كانت وعرة”.

هذه الطريق لم تكن معبدة “شأني شأن أمثالي من جيلي، لم أكن محظوظا بمركز أبي وغناه أو نفوذه، أو انتمائه إلى سلالة مباركة تغدق عليه الأعطيات. ولأحكي الطفل الذي كنته أو الذي كان، أكتب لذاتي لتأطير حياتي في ماض أمتلكه (بسلبياته وإيجابياته) كما أن من دواعي الكتابة حول بلدة بوجنيبة أو “البجابج” كونها كانت “فريدة من نوعها، ضمت فسيفساء من أناس من مناطق متعددة من ربوع الوطن، حجوا إليها هروبا من الفقر والقهر، وبحثا عن لقمة العيش”.

وورد في الورقة التقديمية لـ”إ. البوزيدي”: “كان هاجس ثنائية الهامش والمركز متواريا خلف سرده، ويعتبر أن أبناء المنطقة برمتها تعرضت للإقصاء ولم تحظ بالاهتمام اللازم. ولذلك، معظم الشباب هاجر إلى الخارج أو في اتجاه المركز. وبما أن صاحب الكتيب ركز على الطفولة، فقد أشار إلى التهميش الذي كان يعاني منه وأمثاله من الحرمان من فرص الانضمام إلى نوادٍ رياضية خارج البلدة، وكذا الاستفادة من فرص التخييم والمشاركة في الأنشطة الثقافية خارج الإقليم”.

وتابعت الورقة سالفة الذكر: “كتب الأستاذ عبد العزيز وريقاته ‘الطفولية’ بأسلوب بسيط وواضح، مقتصدا في سرد بعض الأحداث والشخوص، وأحيانا متوسعا في الحكي كما في حديثه عن غار ‘الجوطون’ وهي إحدى المغارات التي كانت وسط الكاريان كان يستخرج منها الفوسفاط، وهو بمحاذاة مع مزار لالة فاطنة بنت أحمد. وحاول وصف ‘مي غليمة’ تلك المرأة / العجوز التي تقطع مسافة طويلة من مدينة واد زم إلى خريبكة، راجلة دون مبالاة بصعوبة الطريق، حيث يتشوق القارئ إلى المزيد حول هذه الشخصية الغريبة وغيرها؛ لكن سرعان ما ينتقل الكاتب إلى موضوع آخر، من قبيل طقوس الموت والأعراس وطبيعة الأجواء التي تمر فيها فصول السنة”.

وتذكر الورقة أن المؤلف قد أورد “بعض الإشارات الغاية في الأهمية التي تتحدث عن بوجنيبة في بساطتها ونشاطها المتميز، وتشَكل أحيائها واحدا واحدا، رغم التنافس الذي كان بينها في مجال فرق الأحياء لكرة القدم، والتفاوت الذي كان بينها في بنياتها التحتية، بحيث كان فريق أولمبيك بوجنيبة يشكل الهوية الأساس لبوجنيبة”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا