منذ نشأتها قدّمت السينما الأمريكية نفسها بوصفها النافذة الكبرى على العالم، ولم تكتفِ بتوثيق الواقع، بل صنعته، وصنعت أبطاله وأشراره، وحدوده وحدوده الممزقة، ومظالِمه ومُخَلّصيه، وأحزانه وشعائره. وظهرت هوليود كصوتٍ ينطق بالحقيقة، أو كما أرادت أن يُرى، لكنها سرعان ما تجاوزت الفنون لتصبح منظومة خطاب شامل، يجمع بين السياسة والاقتصاد والعسكرة والثقافة والفكر والتقنية والجماليات، وحتى الميتافيزيقا، وأعادت قراءة العالم من منظورها، طارحة مجموعة من الأسئلة: من يملك الحق في رواية التاريخ؟ ومن يتحكم في الذاكرة الجمعية لكوكبٍ بأكمله؟ وهل يستطيع شعب واحد أن يعيد تشكيل الماضي كما يشاء، ويختار ما يرويه وما يُسقطه، وما يُضخّمه وما يُخفيه، ليصوغ بذلك وعي أجيال لا تنتمي إليه؟ وإن كانت الكاميرا سلاحًا، فهل صارت هوليود جيشًا؟.
ما هي هوليود؟ إنها أكثر من صناعة ترفيه، إنها مؤسسة خطاب، إنها ترسانة بروباغندا. من رحم الرأسمالية المتوحشة ولدت هذه القوة الناعمة، ولم يكن تأسيسها حدثًا بريئًا أو محايدًا، فقد جرى دعمها، في لحظات مفصلية، من قبل مؤسسات الدولة، البنتاغون، وكالة الاستخبارات، البيت الأبيض، وتم توظيفها كأداة ترويج لقيم أمريكية يتم تصديرها خارج الحدود، وتُقدّم على أنها كونية، بل واجبة.
وهي لم تكتفِ بصناعة الحلم الأمريكي، بل أعادت إنتاج أحلام البشرية والتاريخ العالمي كافة وفق رؤيتها. وكانت القصة الكبرى دائمًا هي نفسها: أمريكا تنقذ العالم؛ من الغزاة، من النازيين، من الشيوعيين، من الإرهابين، من الكوارث الطبيعية، من الفقر، من الجهل، ومن نفسها. ووسط هذا كله تُختزل شعوب الأرض إلى خلفية رمادية يتحرك أمامها البطل الأبيض، الوسيم، المنكسر قليلًا، لكن المنتصر في النهاية. ونجد في قول توم هانكس في فيلم Saving Private Ryan “إنقاذ الجندي رايان” (1998) للمخرج ستيفن سبيلبرغ: “آمل أن يكون هذا الرجل يستحق ذلك، عليه أن يعود إلى المنزل، ويكتشف علاجًا لمرض ما، أو يخترع مصباحًا يدوم لفترة أطول”. لكن هذا “الرايان” هو نفسه رمز لفردية أميركية تُعلّمنا أن حياة جندي واحد تستحق أن يموت من أجله جيش، لأن هذا الجندي هو مستقبل الأمة، أو كما توهم الأمة نفسها.
لا تحكي هوليود فقط، فهي تصوّر. ولا تكتفي الكاميرا بنقل الحدث، بل تصيغه ضمن منظومة رؤية شاملة. الزوايا، الألوان، الموسيقى، المؤثرات البصرية، كلها أدوات تُستخدم من أجل إنتاج معنى واحد يُدفع للمُشاهد دون أن يشعر. ولا يظهر مشهد سقوط برلين إلا عبر أعين الجندي الأمريكي، والنصر في نورماندي يُنسب لمن نزل من السفن لا لمن قاوم قبلهم، والهولوكوست يُذكر، بينما المجازر في فيتنام أو العراق تُحوّل إلى دراما عن الجنود العائدين بعقد نفسية، لا عن الضحايا الممزقة أجسادهم. وفي فيلم American Sniper، “القناص الأمريكي”، (2014)، للمخرج كلينت إيستوود، يردد البطل كريس كايل: “أنا مستعد للقاء خالقي والإجابة عن كل طلقة أطلقتها”، لكن لا أحد يسأل: من يجيب عن أولئك الذين لم يُمنحوا فرصة الإجابة، والذين كانوا مجرد أهداف في منظار القناص الأمريكي؟.
تطرح السينما الأمريكية نفسها كوسيط محايد، لكنها محمّلة بشحنات أيديولوجية كثيفة من الرأسمالية، الفردية، النزعة الإنسانية المتعالية، تفوق العرق الأبيض، الهوس بالبطولة، تقديس المؤسسة العسكرية، كلها قيم تُمرّر تحت عباءة القصة الجذابة. ونجد في فيلم Gladiator “المصارع” (2000)، للمخرج ريدلي سكوت، نوعا من التبرير حيث يقول ماكسيموس: “ما نفعله في حياتنا يتردد صداه في الأبدية”. لكن هوليود لم تكن تريد للصرخة أن تصدر من بطل إفريقي أو شرقي، بل دائمًا من ذلك الرجل الذي يشبه قيصرًا جديدًا، قادمًا من أمريكا لا من روما. ويعاد اختراع التاريخ ليكون مرآة تُرى فيها الذات الأمريكية، وتُنسى فيها وجوه الآخرين وتاريخهم.
وكم مرة شاهدنا الفراعنة في صورة مشوّهة؟ وكم مرة تحوّلت الحضارة الصينية إلى خلفية لأكشن صاخب؟ وكيف يظهر العرب؟ غالبًا إما إرهابيين أو أثرياء أغبياء أو غارقين في الصحراء والجهل. وتُختزل إفريقيا إلى مرضى، جياع، أو شعوب بحاجة إلى من “ينقذها”. وتُستدعى أوربا حين يُراد الإعلاء من شأن الحليف الغربي، أما أمريكا اللاتينية فدائمًا هي موقع للجريمة والمخدرات والعنف…
ونرى شخصية روبن ويليامز في فيلم Dead Poets Society “حلقة الشعراء المفقودين” (1989)، للمخرج بيتر وير، وهو يصعد فوق الطاولة ويردد: “بغض النظر عمّا يقوله لك الآخرون فإن الكلمات والأفكار قادرة على تغيير العالم”. لكن هوليود لا تترك فرصة للكلمات الأخرى، ولا للأفكار التي لا تنبع من قلب مؤسستها، فهي تخلق الواقع وتمنح الشرعية لمن يحكي القصة، أما من لا يملك الكاميرا فيُحذف من الرواية.
صنعت السينما الأمريكية من التاريخ مادة خاما تُعالجها وفق حاجاتها النفسية والسياسية، ففي أفلامها عن الحرب العالمية الثانية تُقدّم أمريكا كمنقذ وحيد، وتُغيب دور شعوب كاملة. وحتى فيلم مثل Schindler’s List “لائحة شندلر”، (1993) للمخرج ستيفن سبيلبرغ، لا ينجو من ثقل التأويل الأمريكي، إذ يُقدم البطل كمخلّص فردي، لا كجزء من حراك جماعي أو مقاومة عضوية.
ويُصوّر المخرج بن أفليك في فيلم Argo”أرغو” (2012) إنقاذ الرهائن من إيران كإنجاز مخابراتي أمريكي خالص، بينما يُهمّش تمامًا دور الكنديين، وتُشوّه صورة إيران بكاملها. ولا تعكس الأفلام الواقع، فهي تعيد إنتاجه ضمن قالب يخدم السردية المركزية: أمريكا محور العالم، مركز الخير، المُتضرر دائمًا، والبطل أبدًا.
وتحمل صناعة الجمال في هوليود وظيفة أساسية. وتُؤلف الموسيقى التصويرية كي تحرّك مشاعر بعينها، وتُختار الألوان كي تمنح انطباعًا دون وعي؛ حتى الإضاءة تُصمم لترسّخ معاني محددة. ويظل العدو دائمًا في الظل، البطل في النور. وتظهر الصحراء العربية داكنة، خانقة، بينما شوارع نيويورك مغمورة بالضوء، حتى في أكثر لحظات الخراب.
ولا يُستخدم المكان كمجرد موقع تصوير، بل كرمز. ويتحول العالم بأسره إلى خشبة مسرح يؤدي عليها الأمريكي روايته الخاصة، بينما الآخر يُسحب إلى الخلف، يُطمس، أو يُعاد تشكيله.
من خلال مشاهداتي ومتابعتي المتواصلة لسنوات طويلة أتتبع فيها تطور السينما الأمريكية وتحولاتها وتقلباتها من الأبيض والأسود حتى التقنية الرقمية والذكاء الاصطناعي، ومن الخطاب الكلاسيكي إلى التفكيك ما بعد الحداثي وما بعد الحقيقة، أجدني دائمًا أعود إلى سؤال مركزي من هو البطل في هوليود؟ ولماذا يبدو أكبر من الحياة في كل مرة يظهر فيها على الشاشة؟.
ولا يتبع تشكيل البطل في السينما الأمريكية الصدفة ولا يأتي نتيجة توجيه فني معزول، بل ينبع من منظومة سردية كبرى تتشابك فيها الأيديولوجيا والسياسة والاقتصاد؛ وتتحول إلى سرديات كونية تسعى إلى ترسيخ رؤية الولايات المتحدة الأمريكية عن ذاتها وعن الآخر وعن العالم كمسرح دائم للحسم والصراع والخلاص.
ويمتلك البطل الهوليودي جسدًا صلبًا لكنه غالبًا محطَّم داخليًا يحمل ماضيا معذبًا، لكنه لا يتوقف أمامه طويلًا، ينظر دائمًا نحو الأفق يهرب من الحب لكنه ينقذ العالم؛ ولا يسعى إلى البطولة لكنها تفرض نفسها عليه، لا يتكلم كثيرًا لكنه دائمًا محور الحدث، وإن تكلم جاء صوته عميقًا مشبعًا بالحكمة أو بالثأر أو بالإيمان بشيء ما أكبر من الجميع.
ويظهر جون رامبو كوحش كاسر في فيلم First Blood “الدم الأول” (1982) للمخرج تيد كوتشيف، حيث يعبر عن هذه القوة التي يملكها بقوله: “كنت أستطيع قتلهم جميعًا، كنت أستطيع قتلك في المدينة، أنت القانون، لكن هنا أنا هو القانون”. وتكشف هذه العبارة ليس فقط تمرد الجندي العائد من الحرب، وإنما إعادة تموضع السلطة في يد الفرد الخارج عن النظام الذي يصبح من خلال آلامه رمزًا لمظلومية الدولة وبطلاً في آن واحد.
فقد خلق البطل بوصفه مُخلّصًا دائمًا للمجتمع. ويُظهر البعد الرمزي لهذه السينما البطل الأمريكي لا يخوض معاركه دفاعًا عن الذات فقط بل عن قيم يُراد تعميمها: الحرية والديمقراطية والنظام العائلي والعدالة الفردية وحتى السوق المفتوح، إذ كثيرًا ما يظهر وكأنه ضامنٌ للنظام العالمي ذاته.
ورغم ما يبدو من انفصال بين أفلام الحرب وأفلام الأبطال الخارقين وأفلام الأكشن والدراما إلا أن ما يوحدها هو هذا البطل الذي يتحرك داخل البنية النفسية نفسها. وهذه البنية ترى العالم تهديدًا دائمًا للفرد وتمنحه مهمة استثنائية لحمايته ثم تكافئه بنوع من الاعتراف الرمزي أو الخسارة النبيلة.
وفي فيلم The Dark Knight “الفارس الأسود”، (2008) للمخرج كريستوفر نولان، يقول بروس واين في حوار عميق مع ألفريد: “أحيانًا الحقيقة لا تكفي، أحيانًا يستحق الناس أكثر، أحيانًا يستحق الناس أن يُكافأ إيمانهم”. ولا يبحث البطل هنا عن انتصار شخصي بل يتحمل عبء الخديعة النبيلة من أجل بقاء النظام الأخلاقي. وهنا تتجلى الأبعاد الفلسفية العميقة التي تُغلّف الشخصية من الخارج بالظلمة لكنها تمنحها نورًا داخليًا يُرى فقط عند الذروة.
تشكيل البطل في السينما الأمريكية لا ينفصل عن السياق الاقتصادي الذي يحتضنه، فهوليود جزء من منظومة رأسمالية لا تنتج الأفلام فقط، بل تنتج رموزًا تُستهلك ثقافيًا وتُباع وتُسوق وتُحول إلى ماركات تجارية، حيث يلبس البطل الحذاء المناسب والسلاح المناسب والسيارة المناسبة، وتتحول سماته إلى علامات تجارية تدور داخل السوق العالمية ويعاد استنساخها في كل القارات.
كما يتجلى البعد النفسي لشخصية البطل في الأزمات الداخلية التي يحملها معه دائمًا: جراح طفولة، اغتيال أحبة، شعور بالذنب، أو مأساة شخصية، أو فقدان المعنى، أو مشاعر غارقة في التقصير، وكلها تُستخدم لإضفاء إنسانية مخففة تخفف من سلطوية الشخصية وتحولها إلى كائن يتألم مثلك لكنه يتصرف عكسك، أي هو امتداد رغبتك المكبوتة في التصرف والانتصار والبقاء.
ويُلاحظ أيضًا كيف تُمنح البطولة دائمًا لمعانا تُظهر أمريكا بصورة الوطن الأخلاقي الذي يحمي العالم من الخراب ويعاقب الخارجين عن القانون الدولي، أو يبرر العنف بوصفه ضرورة عليا حتى في أكثر المواقف إخلالًا بالشرعية مثلما فعل البطل في Man on Fire “رجل مشتعل”، (2004) للمخرج توني سكوت، حين قال دينزل واشنطن مجسدا شخصية كريسي: “الغفران بينَهم وبين الله، مهمتي فقط أن أُرتب اللقاء”. وينزاح القانون هنا لصالح الانتقام تحت غطاء أخلاقي يمنح للبطل تفوقًا أخلاقيًا مطلقًا.
وتنحاز هذه السينما الأمريكية اجتماعيًا إلى رؤية الطبقة الوسطى وهي تحاول دائمًا تمثيل البطل بوصفه فردًا عاديًا من خلفية متوسطة أو فقيرة، يصعد بفعل الإرادة والمحنة والخطر والعمل المستمر ليتحول إلى صوت الأغلبية الصامتة. ويحمل البطل هنا تطلعات الناس البسطاء وتطلعات الطبقة المتوسطة ومخاوفها، ويحارب من أجل أطفالهم وعائلاتهم كما في فيلم Independence Day “يوم الاستقلال” (1996) للمخرج رولاند إيميريش، حيث يتحول رئيس الدولة نفسه إلى مقاتل مرددا قولته الشهيرة: “أنا طيار مقاتل، مكاني في السماء”. وتصبح القيادة هنا فعل مشاركة لا موقع سلطة مجردة، وتتحول السياسة إلى تجسيد ميداني للبطولة الرمزية.
وأظهر التحول الكبير في تمثيل البطولة خلال العقود الأخيرة تعقيدًا أكبر مع تصاعد الحروب الحديثة وتفكك الحدود الأخلاقية وتزايد التوتر بين الداخل والخارج. وقد أصبحت البطولة مرتبطة بالتضحية دون مكافأة كما فيThe Hurt Locker “مستودع الألم” (2008) للمخرج كاثرين بيغلو، حيث تنفصل الشخصية عن المجتمع تمامًا وتجد معنى حياتها في الخطر نفسه.
ويقول الجندي: “تحب اللعب بتلك الأشياء، تحبها أكثر من زوجتك”. وتعكس هذه العبارة انزياح المعنى من الأسرة إلى الحرب ومن العلاقة الإنسانية إلى العلاقة مع الموت المتكرر.
وتُكرّس السينما الأمريكية ببعدها الثقافي البطل بوصفه حاملًا للهوية الوطنية والرمزية الجماعية، وامتدادًا تاريخيًا لأساطير الغرب الأمريكي والكشافة الأوائل وتضاريس الحدود المفتوحة وهي تمثل عمقًا ايديولوجيًا يسكن أغلب السرديات، حيث البطل يُعيد دائمًا تأسيس الأمة من خلال فعله الفردي ويُعيد تعريف الانتماء الأمريكي كل مرة على طريقته.
ويتحول البطل سياسيًا إلى امتداد مباشر للسياسات الخارجية الأمريكية، مجسدا التدخل في الشرق الأوسط وفي إفريقيا وفي أمريكا الجنوبية وغيرها… دون سياقات معقدة، بل عبر حبكات تبسيطية تجعل من كل الآخر تهديدًا ومن الذات ضرورة للحسم والبقاء.
وتحمل شخصية البطل كذلك بُعدًا رمزيًا يُضفي على السينما الأمريكية طابعًا دينيًا أحيانًا يتلبّس فيه البطل دور المخلّص المتألم الذي يحمل خطايا العالم ويصلب في معركة ما، ثم يعود للحياة متحولًا إلى رمز كما في The Matrix Revolutions “الثورات المصفوفة” (2003) من إخراج الأخوين واتشوسكي، حين يختار البطل نيو الموت لينقذ البشرية فيقول: “كل شيء له بداية، له نهاية”. ويُعيد البطل هنا تفعيل الأسطورة الميتافيزيقية في إطار سيبراني ورقمي معاصر.
من خلال هذه الرحلة الطويلة التي خضتها ناقدًا ومتابعًا وباحثًا مازلت أرى في السينما الأمريكية مرآةً مشروخة لوعيها عن ذاتها، مرآة لا تعكس الحقيقة بقدر ما تبتكرها بطريقتها وتُعيد صياغتها وتُصدّرها لمن يشاهد البطل الأمريكي؛ هو أمريكا كما تتخيل نفسها وكما تريد للعالم أن يراها في شخصية رجل وحيد، غالبًا أبيض، غالبًا مكسور داخليًا، غالبًا منتصر خارجيًا، يحل مشاكل العالم دون أن يسأل أحد رأيه.
ويُقدَّم البطل دائمًا بوصفه الصوت النهائي للحقيقة والتاريخ والديناميات الاجتماعية والنفسية التي تتحرك فيه دون عشوائية، وإنما على قدر محسوب بكل دقة لضمان أكبر قدر من التأثير والتعميم والتكرار.
والسؤال: لمن نترك التاريخ؟ هل نملك حق الاعتراض؟ وهل تستطيع الشعوب أن تسترد رواياتها؟.
هل الكاميرا أداة تحرر أم قيدٌ جديد؟ وماذا يحدث عندما تتحول الذاكرة الجمعية للبشرية إلى سيناريو مكتوب في استوديو في لوس أنجلوس؟ ومن يكتب التاريخ في زمن الصورة؟ ومن يصدّقه؟.
وهل نملك ترف الصمت بينما العالم يُعاد تأثيثه وفق معايير لا تشبهنا؟.
في فيلم “المصفوفة”The Matrix (1999) من إخراج الأخوين واتشوسكي، يقول مورفيوس: “المصفوفة موجودة في كل مكان، إنها تحيط بنا من كل جانب حتى الآن، في هذه الغرفة ذاتها”، وهو تعبير عن الفكرة الجوهرية للسينما الأمريكية، أن العالم الذي نظنه حقيقيا قد يكون مجرد وهم محكم، تم تصميمه بعناية لتهدئة وعينا، فيما الحقيقية مغيبة خلف ستار من الصور والرموز والأسرار والألاعيب والخدع المحكمة…