توصلت دراسة علمية مغربية حديثة، همّت العشرات من مرضى القصور الكلوي في المرحلة النهائية الخاضعين للغسيل الكلوي بالمغرب، إلى تسجيل ارتفاع درجات جودة الحياة لديهم في المجالات المرتبطة “برضا المريض”، و”تشجيع طاقم الغسيل”، و”جودة التفاعل الاجتماعي”، مقابل انخفاضها في المجالات ذات الصلة بالدورين الجسدي والعاطفي.
الدراسة التي نشرت بمجلة “Annals of African Medicine” العلمية المحكمة، وصفية تحليلية، شملت “80 مريضا يخضعون للغسيل الكلوي المزمن في المركز الوحيد التابع للقطاع العام المتخصص في الغسيل الكلوي بعمالة مكناس”، وهدفت إلى تقييم جودة الحياة لدى هؤلاء وتحديد العوامل المرتبطة بانخفاضها لديهم.
واعتمد الإسهام العلمي، الذي أعده بدر بكزازا وحنان لميح وسعد رشيق، عن مختبر الإيكولوجيا الوظيفية وهندسة البيئة بكلية العلوم والتقنيات بفاس، ومحمد الراوي عن مختبر العلوم وتقنيات الرعاية والصحة بالمعهد العالي لمهن التمريض وتقنيات الصحة بفاس وملحقته بمكناس، على أداة جمع البيانات “KDQOL-SF”، التي تعتبر “الأداة الرئيسية لقياس جودة الحياة لدى مرضى الغسيل الكلوي”.
وأوضح المصدر نفسه أنه “على الرغم من التحسينات الكبيرة في علاج الغسيل الكلوي خلال العقود الأخيرة، لا يزال التعامل مع الأمراض المصاحبة وعوامل الخطر لدى مرضى الغسيل الكلوي يشكّل تحديا صعبا، وما زال مرتبطا بمعدلات وفيات مرتفعة”.
إضافة إلى ذلك، وفق الدراسة ذاتها، “يظل المرضى الخاضعون للغسيل الكلوي المزمن معرضين بشكل خاص للمشكلات النفسية بسبب الضغوط طويلة الأمد المرتبطة بعبء المرض، والقيود الغذائية، والمحدودية الوظيفية، والأمراض المزمنة المُرافقة، والآثار الجانبية السلبية للأدوية والخوف من الموت”.
وفيما يتعلّق بالدرجات المُسجّلة في مجالات استبيان “KDQOL-SF” الخاص بجودة الحياة لدى مرضى الكلى، فقد سُجّلت الدرجة الدنيا (2.5) في مجال “الوضع المهني”، والدرجة القصوى، وبلغت 84.06، في مجال تشجيع طاقم الغسيل.
وأوضح المصدر نفسه أن درجات مكون/مجال الصحة العقلية وصلت إلى 33.91، فيما وصل مكون الصحة الجسدية إلى 36.19.
وانطلاقا من نتائج الدراسة، بدا للباحثين أن “معالجة آثار القصور الكلوي في مراحله النهائية يمكن أن تعزز كلا من الصحة العقلية والجسدية لمرضى الغسيل الكلوي، وبالتالي تحسين جودة حياتهم”، مشددين على أن “المقاربة الشاملة البيولوجية النفسية الاجتماعية هي أفضل طريقة لتحسين جودة الحياة لهؤلاء المرضى”.
جدير بالذكر أن متوسط مدة العلاج بالغسيل الكلوي للمشاركين في الدراسة الاستطلاعية بلغ 4 سنوات. وكان 76.3 في المئة من المرضى يخضعون لجلستين في الأسبوع، بينما 23.8 في المئة كانت لديهم ثلاث حصص.
أما بشأن الأمراض المصاحبة، فإن 39.4 في المئة من المبحوثين عانوا من مرض مصاحب، وفق الدراسة، مشيرة إلى مرض السكري وضغط الدم.
وتشكلت غالبية المرضى (92.5 في المئة) من المستفيدين من التغطية الصحية الإجبارية للمواطنين ذوي الدخل المحدود “أمو تضامن”، 98.8 في المئة منهم عاطلون عن العمل.