في إطار البرنامج السنوي للتعاون الثنائي بين المغرب وبوركينا فاسو أجرى وفد من الدرك الملكي المغربي ووحدة الإنقاذ والإغاثة التابعة للقوات المسلحة الملكية زيارة عمل إلى هذا البلد الإفريقي ما بين 18 و21 من الشهر الجاري، حسب ما أفاد به بلاغ لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة البوركينابية.
وحسب المصدر ذاته شملت الزيارة عدداً من المؤسسات العسكرية في البلاد، من بينها المركز الوطني لإزالة الألغام، والمركز الوطني للهندسة العسكرية، إضافة إلى قيادة الدرك الوطني البوركينابي، مبرزاً أن المباحثات التي أجريت على هامش هذه الزيارة تركزت على سبل تطوير التعاون في مجالات استعمال الكلاب البوليسية وتفكيك العبوات الناسفة يدوية الصنع.
وأتاحت الزيارة للوفد العسكري المغربي، الذي ترأسه المقدم (ليوتنان كولونيل) نبيل شقير من الدرك الملكي، فرصة الاطلاع على خبرات وحدات الهندسة العسكرية البوركينابية، والتعرف على أداء عناصر الوحدة الخاصة للتدخل التابعة للدرك الوطني (USIGN). كما تبادل الجانبان تجارب عملية عززت فرص التعاون المستقبلي في مجالات الأمن والدفاع.
وفي 19 من الشهر الجاري استقبل العقيد ناتاما كواجري، قائد أركان الدرك الوطني البوركينابي، الوفد المغربي بمقر قيادة الوحدة الخاصة للتدخل التابعة للدرك الوطني (USIGN). ويأتي هذا الاستقبال تتويجاً للعلاقات العريقة التي تربط البلدين، والتعاون المتميز القائم بين الدرك الملكي المغربي والدرك الوطني لبوركينا فاسو، خاصة بعد زيارة سابقة قادت ممثلين عن الأخير إلى المغرب.
وحسب بلاغ للدرك الوطني البوركينابي اطلع الوفد المغربي خلال اللقاء على عمل مجموعة الكلاب البوليسية التابعة للوحدة الخاصة للتدخل، كما تابع عرضاً قدمه النقيب سانباويندي روبرت كومباوري، قائد هذه الوحدة، خاصة ما يتعلق بمهام هذه المجموعة في مكافحة الإرهاب وحماية الأشخاص والممتلكات.
وعقب ذلك تابع أعضاء الوفد المغربي سلسلة من العروض الميدانية نفذها عناصر مجموعة الكلاب البوليسية بالملعب متعدد الرياضات بمعسكر “باسبانغا”، فيما أعرب المقدم نبيل شقير، رئيس الوفد المغربي، عن إعجابه بأداء المجموعة، مذكّراً في الوقت ذاته بتجربة الدرك الملكي المغربي الذي يتوفر بدوره على وحدة للكلاب البوليسية أُنشئت منذ 4 غشت 1975.
كما عبّر المسؤول المغربي ذاته عن بالغ امتنانه للدرك الوطني البوركينابي على حسن الاستقبال الذي حظي به الوفد، وهو ما دوّنه في كلمة بسجل الزوار جاء فيها: “سيظل هذا الحدث مرجعاً وذكرى ثمينة”، مؤكداً أهمية التزام جهاز الدرك الملكي المغربي بدعم ومواكبة الدرك البوركينابي في مواجهة التحديات المطروحة أمام وحدة الكلاب البوليسية التابعة لـ(USIGN).
وفي يوليوز من العام الماضي، وعلى هامش زيارة قادت اللواء كاسوم كوليبالي، وزير الدفاع وقدماء المحاربين في بوركينا فاسو، إلى الرباط، التقى خلالها بكل من عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالدفاع الوطني، والفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، وقع البلدان اتفاقية للتعاون العسكري تهم تبادل الخبرات والتدريب بين المؤسسات العسكرية؛ فيما أكد الوزير البوركينابي أن بلاده تولي أهمية كبيرة لتعزيز الشراكة العسكرية والدفاعية مع المغرب.
وفي ماي الماضي، وفي إطار الدينامية المتواصلة التي يشهدها التعاون المغربي–البوركينابي في مختلف المجالات العسكرية، استقبلت مديرية التاريخ العسكري وفداً من ضباط القوات المسلحة البوركينابية، وذلك في إطار دورة تكوينية لفائدة مكوّني الأمن العسكري.
وتكتسي الشراكة بين المغرب وجمهورية بوركينا فاسو في المجال العسكري أهمية خاصة بالنسبة لهذه الأخيرة، التي توجد في قلب منطقة الساحل المليئة بالتحديات الأمنية والتهديدات الإرهابية المتصاعدة، إذ إن تعزيز التعاون مع المغرب، الذي راكم خبرات مهمة في مكافحة مختلف التهديدات، يمثل رافعة أساسية لدعم جهود واغادوغو في مواجهة المخاطر التي تهدد استقرارها وأمن مواطنيها، ورفع كفاءة تدخلاتها الأمنية ضد المخاطر المعقدة في هذه المنطقة المشتعلة أمنيا.