آخر الأخبار

تراجع المساحات المزروعة وجشع الوسطاء يرفعان أسعار البطاطس في المغرب

شارك

فسّر مزارعون للبطاطس بمناطق فلاحية مغربية غلاء أسعار هذه المادة الحيوية لتصل إلى 7 دراهم للكيلوغرام الواحد ببعض الأسواق بتضافر “تراجع المساحات المزروعة بفعل الجفاف وندرة المياه وجشع الوسطاء الذين يتسببون في المحصلة في رفع سعر تسويق المنتج للمستهلك النهائي إلى ضعف ثمن شرائه من الضيعات”.

وأفادت المصادر المهنية ذاتها بأن سعر بيع البطاطس بضيعات منطقة كيكو مثلا لا يتعدى في الوقت الحالي 3 دراهم ونصف الدرهم على أقصى تقدير بالنسبة للصنف الأعلى جودة.

وأوضحت مصادر هسبريس أن “الجشع الذي يفاقم غلاء هذه المادة بالأسواق سيحول دون استفادة المواطن المغربي من الانخفاض المتوقع في أسعار التسويق بالضيعات بداية شتنبر، إذا لم يتم تشديد المراقبة”.

موحى أرشون، أمين الفلاحين بمنطقة كيكو بإقليم بولمان، قال إن “أسعار البطاطس من داخل ضيعات المنطقة تتراوح بين 3 دراهم و3 دراهم ونصف الدرهم للكيلوغرام الواحد، حسب الجودة”.

وأشار أرشون، في تصريح لهسبريس، إلى “وقوف تراجع المساحات المزروعة من هذا المنتج الحيوي وجشع الوسطاء وراء غلاء أثمان تسويقه للمستهلك المغربي”.

وأورد أمين الفلاحين بمنطقة كيكو بإقليم بولمان أن “المساحات المزروعة بالبطاطس تراجعت، بفعل الجفاف وندرة المياه، من 3 آلاف هكتار عادة إلى ما بين 1400 و1600، هذا الموسم الفلاحي”، مردفا أن “هذا جاء نتيجة ندرة الماء وجفاف عدد من الآبار التي يسقي منها الفلاحون ضيعاتهم”.

واستبعد المتحدث ذاته “وجود تأثير حاسم لإلغاء دعم زراعة الخضروات الأساسية، هذه السنة؛ حيث تمّ ذلك في شهر أبريل شهرين قبل بدء زرع البطاطس عادة بمنطقة كيكو”.

وضمن العوامل المناخية المساهمة أيضا في غلاء أسعار البطاطس، أورد أرشون، كذلك، “الضباب الذي ضرب ضيعات فلاحية عديدة بمكناس، فأثر سلبا على محاصيل البطاطس والبصل”، مُتوقعا بأن “ينعكس هذا التأثير على أسعار المنتج الأخير بكيكو”.

كما اتهمّ المزارع نفسه “الوسطاء بالمساهمة في غلاء أسعار تسويق البطاطس إلى المستهلك المغربي؛ كما هو الحال بالنسبة لأثمان القرع الأخضر “الكورجيط”، حيث تباع بضيعات المنطقة بـ4 دراهم لتصل المواطن بـ10 دراهم أو 12 درهما حسب المنطقة”، موردا أن “هذا الجشع يؤثر على الفلاحين، حيث يدفع لتراجع طلب المواطنين”.

في المقابل، توقّع أمين الفلاحين بمنطقة كيكو بإقليم بولمان أن “تطرأ انفراجة في أثمان البطاطس شهر شتنبر المقبل، بعد دخول مناطق إيموزار كندر وإيموزار مرموشة وصفرو ونواحي بولمان على خط التسويق”، مشددا على أن “أثمنة البيع بالضيعات سوف تتراجع؛ لكن إن لم يتم تشديد المراقبة سوف تبقى مرتفعة بالجملة والتقسيط”.

وعزا علاء الشريف العسري، مزارع البطاطس بجماعة العوامرة إقليم العرائش، ارتفاع أسعار هذا المنتج، بدوره، إلى “تراجع المساحات المزروعة، خاصة بعد أن أوقفت الدولة التصدير صوب الأسواق الإفريقية لفترة، قبل أن تستأنفه، فضلا عن ارتفاع كلفة الزراعة”.

ولفت العسري، في تصريح لهسبريس، إلى أن “التغيرات المناخية رفعت كلفة زراعة البطاطس، حيث ارتفعت أسعار البذور المستوردة من 7 و8 دراهم إلى ما بين 16 و18 درهما للكيلوغرام الواحد، موازاة مع تضاعف أثمنة المبيدات مرات عديدة”.

وأورد المزارع نفسه أن “هذا الارتفاع في الكلفة يوازيه تراجع في مردودية الضيعات الفلاحية بفعل الرياح المفاجئة وارتفاع درجات الحرارة؛ ما دفع الكثير من الفلاحين إلى الامتناع عن زراعة البطاطس، أخيرا”.

وشدد العسري على أن “الفترة التي جرى طيلتها إيقاف تصدير البطاطس إلى الدول الإفريقية ساهمت في تهاوي بيع المنتج داخل الضيعات إلى ما بين درهمين و3 دراهم؛ ما قلّص حافزية الزراعة بالنسبة للمزارعين”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا