أمام مساجد بـ60 مدينة مغربية، خرجت وقفات تضامنية تندد بتجويع وإبادة غزة الفلسطينية، بعد صلاة اليوم الجمعة. ومن المرتقب أن تخرج وقفات أخرى مساء اليوم ذاته، للأسبوع السادس والثمانين على التوالي، بشعار موحد هو: “لا للتجويع، لا للحصار، لا للتطبيع”.
هذه الوقفات عرفتها مدن كبرى وصغرى؛ من بينها، على سبيل المثال لا الحصر، مكناس وسطات والناظور وأكادير وتطوان وجرسيف وأزمور والجديدة والدار البيضاء والقصر الكبير وتيفلت وسلا والرباط ووجدة وزايو وبني ملال… ويجمعها “التنديد بحرب الإبادة التي لا يزال يمارسها الكيان الصهيوني المجرم في حق غزة، واستنكار سياسة التجويع والحصار، والتنديد بالصمت والتخاذل العربي والإسلامي الرسمي ونفاق المنتظم الدولي تجاه ما يقع بفلسطين وغزة، ورفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني بالمغرب”.
سعيد مولاي التاج، عضو المكتب المركزي للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، قال إن الوقفات التي دعت إليها الهيئة سالفة الذكر تأتي “انسجاما مع مواقفنا الثابتة في دعم القضية الفلسطينية، واستنكارًا للجرائم المتواصلة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق المدنيين العزل في قطاع غزة”.
وتابع مولاي التاج، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذا النداء يأتي في ظل استمرار العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة، الذي اتخذ أبعادًا كارثية، بلغت حدّ سياسات الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج، في ظل حصار خانق طال كل نواحي الحياة، واستهداف مباشر للبنيات التحتية والمراكز الصحية والمدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال”.
وفي ظل “هذا الوضع الإنساني الكارثي”، ذكر المصرح ذاته أن المحتجين يعبرون عن استهجانهم “العميق للصمت العربي والإسلامي الرسمي، والتخاذل المريب الذي يطبع مواقف الأنظمة تجاه ما يحدث في فلسطين المحتلة”، وإدانتهم “القوية للمجتمع الدولي، الذي يواصل تعاطيه الانتقائي والمتراخي واللا إنساني مع معاناة إخواننا الفلسطينيين، في خرق سافر للمواثيق الدولية ولقيم العدالة وحقوق الإنسان”.
ثم استرسل عضو المكتب المركزي للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة قائلا بنبرة سخرية: “نستغرب كيف أن الغرب ‘المتحضر والإنساني جدا’ أعلن حالة الاستنفار والطوارئ، وعبأ قواه ومؤسساته وتحالفاته في الحرب على أوكراني؛ لكنه مع الكارثة الإنسانية في غزة لا يحرك ساكنا، رغم الإبادة الجماعية والتطبيع العرقي”.
كما ذكر التاج أن الوقفات تشبثت بموقف أن “كل أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والثقافي مع الكيان الصهيوني تشكل طعنة في ظهر القضية الفلسطينية، ومسا خطيرًا بالسيادة الوطنية والقيم الدينية والتاريخية للمغاربة”، وقدّر أن “صمت المسؤولين يريد وأد النموذج المقاوم وإرغامه على تسليم السلاح والاستسلام”.
ثم ختم تصريحه بقول: “إننا في الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة نجدد دعوتنا لمكونات الشعب المغربي، من أحزاب وهيئات نقابية وحقوقية وجمعوية وكذا الأفراد الأحرار في مختلف المدن والقرى، من أجل تكثيف الضغط الميداني بالمشاركة الفعالة في أنشطة الهيئة كما عهدناها منذ 8 من أكتوبر (…) ونعتبر أن صمود ووعي الشعوب هو الحصن الأخير أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية، والتمكين للعلو الصهيوني المُتَأَمرِك، وهو السند الحقيقي لصمود غزة ولكل المقاومين على الأرض”.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب يشهد بدون انقطاع، منذ 7 أكتوبر 2023، مسيرات ووقفات ومبادرات تضامنية مع فلسطين المحتلة، تنظمها هيئات متعددة، مختلفة الانتماءات الفكرية والسياسية؛ منها منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان، وأحزاب سياسية، ونقابات مهنية، وفصائل طلّابية، وجمعيات، وهيئات مغربية مدافعة عن فلسطين، من بينها الهيئة المغربية للدعم والنصرة، ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع التي من بين مكوناتها “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة”، وأحزاب “الاشتراكي الموحد” و”فيدرالية اليسار الديمقراطي” ودائرة “العدل والإحسان” السياسية، و”النهج الديمقراطي العمالي”، إلى جانب “الحملة المغربية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (بي دي إس).