في إطار النهوض بالشأن الديني وتعزيز إشعاعه العلمي والثقافي، احتضنت مدينة قلعة مكونة (إقليم تنغير) ندوة علمية صوفية تحت عنوان “ترسيخ المنهج الصوفي في التبليغ لتحقيق الحياة الطيبة”، نظمها المجلس العلمي المحلي لتنغير، بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية، وتعاون مع عمالة إقليم تنغير.
وحضر هذه الندوة مولاي إسماعيل هيكل، عامل إقليم تنغير، إلى جانب نخبة من العلماء من داخل المغرب وخارجه، خاصة من دول إفريقيا جنوب الصحراء، مما أضفى على الندوة بعدا علميا وروحيا دوليا، بالإضافة إلى ممثلي المصالح الأمنية، ورؤساء وممثلي المصالح اللاممركزة، وفعاليات من المجتمع المدني، ومريدين وزوار من مختلف الجنسيات.
وأبرزت عدد من المداخلات أهمية اللقاء ومحوريته في تجديد الخطاب الديني على أسس التصوف السني الأصيل، حيث ألقى محمد المرتضى البومسهولي كلمة باسم الزاوية، تلتها كلمة لحسن بوعدين، رئيس المجلس العلمي المحلي لتنغير، ثم كلمة للعلامة الدكتور محمد أصبان، رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الرباط- سلا- القنيطرة. كما تدخل كل من المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بتنغير، والعلامة محمد فمير بصفته ممثلا للعلماء الوافدين من جنوب إفريقيا.
ونظمت بالمناسبة جلسات علمية أطرها نخبة من العلماء، وشملت خمس مداخلات نوعية، منها حلاوة الإيمان، ومكارم الأخلاق كثمرة من ثمار الإيمان، ومعرفة الله كطريق للفلاح، إلى جانب تجربة صوفية بين المغرب وجنوب إفريقيا، وأسباب نجاح أهل التصوف في الدعوة إلى الله.
وساهمت هذه المداخلات العلمية الدينية في إغناء النقاش، وتعميق الفهم حول دور التصوف في بناء الفرد والمجتمع، خاصة مع توفير الجهة المنظمة ترجمة فورية باللغتين العربية والإنجليزية، مما مكن المشاركين من مختلف الجنسيات من تتبع أشغال الندوة بسلاسة وفعالية.
وشهدت المدرسة القرآنية “أزلاك” بجماعة آيت سدرات السهل الشرقية تنظيم فعاليات الملتقى القرآني الثالث (زاوية مولاي عبد المالك)، بحضور عامل إقليم تنغير، إلى جانب رئيس المحكمة الابتدائية، ووكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية، ونخبة من العلماء والضيوف المرموقين. كما عرف هذا الملتقى الديني حضور عدد من رؤساء المجالس العلمية المحلية والسلطة المحلية والمصالح الأمنية والخارجية.
وتضمن البرنامج الرسمي للملتقى تلاوات قرآنية، جماعية وفردية، وكلمات توجيهية وتوعوية، وحفلا لتتويج حفظة القرآن الكريم من طلبة المدرسة، إضافة إلى توزيع الإجازات على المتخرجين الذين أتموا حفظ كتاب الله العزيز. واختتمت فقرات الملتقى برفع الدعاء الصالح لأمير المؤمنين الملك محمد السادس.