آخر الأخبار

حمان يعتني بمرجع عن تاريخ تطوان

شارك

جهد أخرج فيما يقارب 1000 صفحة عمل ألكسندر جولي الذي أرخ فيه لتاريخ تطوان منذ العصور القديمة إلى بداية القرن العشرين، في ثلاثة أجزاء باللغة الفرنسية، نهض به عبد الحفيظ حمان، وقدّم الباحث سعيد اغزيل، في ورقة توصلت بها هسبريس، لهذا العمل الذي كان أصله مصدرا مهما من المصادر التي اعتمد عليها بشكل كبير مؤرخ تطوان وصاحب مجلدات تاريخ تطوان الفقيه محمد داود.

وذكر القارئ أن الأجزاء الثلاثة من تاريخ جولي هي موجز تاريخي “طغى بشكل واضح على عمل صاحب المذكرات الطابع السوسيولوجي (…) ويذكرنا هذا النمط من المذكرات بأخرى كما هو الشأن بمذكرات مونوغرافية شبيهة لها، سبقت جولي أو أتت بعده، حول طنجة ومنطقتها، ووزان، والقصر الكبير… وسهرت عليها إدارة الشؤون الأهلية ومصلحة الاستعلامات، الشعبة السوسيولوجية، تنسيق ميشو بلير”.

وتجمّع هذه المذكرات “بيانات ومعلومات متعددة الأصناف حول مدينة تطوان، إضافة إلى كونها بحوثا ميدانية وتنقيبات وثائقية وأركيولوجية جمعت بين ما هو سوسيولوجي وأنثروبولوجي وتاريخي”.

خصص القسم الأول من هذا الإصدار لـ”موقع المدينة ومحيطها؛ حيث قسّمه إلى 5 محاور تناول خلالها الموقع الجغرافي والطبوغرافي للمدينة ومداخلها، ومحيطها، وأسوارها، وأبوابها، مع وصف أحيائها وساحاتها ومعالمها العامة، بحيث وصفها وصفا دقيقا فيما يقارب 95 صفحة مقرونة بمجموعة من الرسوم التخطيطية”.

أما القسم الثاني فخصّص لـ”تاريخ المدينة مع التذكير منذ البداية بأن ما يقدمه هو فقط لمحة تاريخية حول المدينة، وليس تأريخا لها. منبها إلى أنه لن يقتصر على الأحداث التي مرت منها المدينة، بل هدفه محاولة إعادة بناء جدول حياتها الداخلية من حيث بنيتها الإدارية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو الشق الأكثر أهمية، منتقدا ما قدمه الإخباريون المسلمون والكتّاب الأوروبيون الذين ركزوا على التاريخ العام للمغرب في بعده الدبلوماسي وأحيانا التجاري. منبها إلى أن المدن المغربية عاشت منذ القديم نوعا من الحياة الخاصة كجزء خاص من كل، وهو ما استدعى استحضار التاريخ لفهم ذلك”.

أما القسم الثالث فموضوعه “الصنائع بتطوان، وبدأه بمعلومات عامة حول تبرير التقسيم الذي تبناه لهذا القطاع، ولتحديد خصوصياته من جهة، وتفضيل القيام بجرد عام تفاديا للسقوط في الانتقائية، ليخلص إلى تقسيم تحكم في فصول هذا القسم، وبدأه بصناعة الجلود ثم الخزف والسيراميكا وصناعة المعادن والخشب والبناء وصناعة النسيج، والصناعة الغذائية، إضافة إلى الصناعة المرتبطة بالصيد البحري وباقي المهن الصغرى الأخرى من قبيل مجلدي الكتب، وصانعي الأغمدة، والسروج، والطبول، والنقاشين على المعادن، وصانعي الغربال، والخراطين، وصانعي القبعات، وصانعي الصنادل، والمُصلحين، وصناعة الحرير، وحفاري الآبار، وصناعة البارود، التبغ، وغير ذلك…”.

وموضوع القسم الرابع هو “حصار تطوان من قبل قبائل جبالة ما بين 1903 و1904، حيث عاصرها وأشار إلى أحداثها ووضعها في سياق الاضطرابات العامة التي عرفها المغرب مع أواخر سنة 1901 وبداية 1902 (…) لتتداعى الأحداث مسرعة بحيث شكلت مادة دسمة لدعم أطروحة مغرب المخزن ومغرب السيبة مع تحول الصراع إلى مواجهة بين القبائل المجاورة”.

وأثنت القراءة على تجميع عبد الحفيظ حمان لهذه المذكرات، ولمؤسسة امحمد أحمد بنعبود، على “عمل متميز من عدة أوجه”؛ لأن “تجميع النص وتقديمه ميسرا للباحثين والمؤرخين لوحده كاف لتقديم الثناء لصاحبه”، ثم “الحرص على تقديم هذا العمل المونوغرافي بدون تدخل من المؤرخ وترك النص على أصله لإخراجه من دائرة النسيان”، وكذا “فتح شهية الباحثين لتناول جوانب من الحياة الاجتماعية لتطوان، وجهة الشمال عموما، ما تزال الأبحاث في صددها قليلة”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا