آخر الأخبار

المعارضة بمليلية تطالب بفتح معبر حدودي ثان لتفادي توقف التجارة مع المغرب خلال "مرحبا 2025" - العمق المغربي

شارك

طالب “ائتلاف مليلية”، المكون الرئيسي للمعارضة في المدينة المحتلة، الحكومة الإسبانية بالتفاوض العاجل مع المغرب من أجل فتح معبر حدودي ثانٍ يساهم في تسهيل حركة العبور وضمان استمرار فتح الجمارك التجارية خلال موسم الصيف، في ظل الأزمة الناجمة عن التوقف المؤقت لعمليات التبادل التجاري عبر معبري سبتة ومليلية.

ويأتي هذا الطلب بعد توقف حركة التبادل الاقتصادي بين المغرب والمدينتين المحتلتين على خلفية عملية عبور المغاربة المقيمين بالخارج “مرحبا 2025″، التي تمتد من 15 يونيو إلى 15 شتنبر، وذلك عقب تلقي الجمارك الإسبانية مراسلة رسمية من نظيرتها المغربية تعلن تعليق مؤقت لعمليات الاستيراد والتصدير، بهدف تسهيل تدفق المسافرين خلال ذروة الموسم الصيفي.

وفي رسالة وجهتها إلى الحكومة الإسبانية، اعتبرت زعيمة المعارضة في مليلية، دنيا المنصوري، أن إغلاق الجمارك التجارية خلال “مرحبا 2025” ليس الحل الأمثل، مؤكدة رفض ائتلاف مليلية لهذا الإجراء، وداعية إلى إيجاد بديل عملي عبر فتح معبر حدودي جديد.

المنصوري انتقدت “الصمت التام” لمندوبة الحكومة الإسبانية بمليلية حيال هذه القضية، وشددت على ضرورة توضيح الموقف الرسمي وتحرك دبلوماسي عاجل، محذرة من أن التخلي عن معبر حدودي سلس قد ينعكس سلبا على مستقبل المدينة الاقتصادي والاجتماعي.

كما وجه الائتلاف انتقادات حادة لمندوبة الحكومة، سبرينا مو، مطالبا إياها بالكف عن “الدفاع عن ما لا يمكن الدفاع عنه”، وانتقد ضعف أداء السلطات المحلية في البحث عن أسواق جديدة تقلل من اعتماد اقتصاد مليلية على المغرب، مما يهدد مستقبل الشركات والمواطنين بالمدينة.

في السياق نفسه، اعتبر حزب “فوكس” أن إغلاق الجمارك يعكس واقعا مفاده أن “إسبانيا ليست مالكة لحدودها وجماركها” وفق تعبيره، مشيرا إلى أن تبرير وزارة الخارجية لهذا القرار “ضعيف جدا”، خصوصا أن إعادة فتح المعابر تمت قبل ستة أشهر فقط وبعد جهود كبيرة.

وقال رئيس حزب “فوكس” في مليلية، خوسيه ميغيل تاسيندي، إن “الادعاء بأن إغلاق الجمارك تم باتفاق خلال فترات الذروة كما يحدث عادة خلال عملية عبور مضيق جبل طارق، هو ادعاء بلا حياء، خصوصا مع انخفاض عدد الركاب بنسبة 20% خلال عمليا العبور لهذا العام”.

من جهته، أشار رئيس حكومة مليلية، خوان خوسيه إمبرودا، إلى أن عملية عبور مضيق جبل طارق والجمارك التجارية “يمكن أن تتعايشا تماما”، معتبرا أن المغرب يهيمن على العلاقات الحدودية مع إسبانيا في مدينتي سبتة ومليلية، وفق ما أوردته صحفية “إل فارو دي مليلية”.

وأكد إمبرودا قلة ثقته في قدرة الحكومة الإسبانية على معالجة الأزمة، متهما إياها بـ”خداع سكان مليلية منذ 2018″، بداية بإعلان تشكيل لجنة فنية لمناقشة إعادة فتح الجمارك، ثم بفرض شروط معقدة لتنفيذها، وفق المصدر ذاته.

واعتبر أن إعادة طرح القضية في البرلمان “لا جدوى منه”، وأن الانتقادات العلنية تهدف فقط إلى كشف حجم الخيبة أمام الرأي العام، مطالبا الحكومة بدعم جهود المدينة في تطوير اقتصادها “نحو الشمال”، عبر تعزيز قطاعات السياحة والتعليم العالي والتكنولوجيا، وعدم ترك مستقبلها الاقتصادي رهينا لظروف خارجية غير مسيطر عليها.

يُشار إلى أن توقف التبادل التجاري عبر معبري سبتة ومليلية بسبب عملية “مرحبا 2025” أثار استياء رجال الأعمال بالمدينتين المحتلتين، حيث اعتبرت الكونفدرالية المليلية لأرباب العمل (CEME-CEOE) أن “ما يجري يؤكد أن الجمارك ليست حرة ولا مفتوحة أمام جميع القطاعات، كما كان عليه الحال قبل إغلاقها سنة 2018، بعد أكثر من قرن من بدايتها”.

وقالت الكونفدرالية إن “المغرب هو من يقرر متى تفتح الجمارك، وبأي نوع من المنتجات، في حين لا يسمح بخروج أي سلعة من المدينتين المحتلتين نحو الداخل المغربي، حتى عبر نظام المسافرين، وهو ما يكرس ما يسمى بقانون عنق الزجاجة” وفق تعبيرها.

وانتقد رئيس الكونفدرالية، إنريكي ألكوبا، ما وصفه بغياب الجدية من الجانب الإسباني في تأمين مصالح المدينة وساكنتها الاقتصادية، مضيفا أن “سبع سنوات من إغلاق الجمارك كانت كافية لإيجاد حل شامل ومنظم”.

وتأتي هذه التطورات في وقت كانت فيه مدريد والرباط قد أعلنتا سابقا التزامهما بتفعيل الجمارك التجارية بشكل دائم، بعد سنوات من الإغلاق بسبب التوترات الدبلوماسية وجائحة كورونا.

وكان وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، قد أكد في فبراير الماضي أن أول عملية عبور تجاري من سبتة إلى المغرب تمثل “سابقة تاريخية”، مضيفا أن البلدين يعملان على تجنب “العودة إلى الوراء” في ملف المعابر، بعد توقيع اتفاق ثنائي في أبريل 2022 عقب استقبال الملك محمد السادس لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز.

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا