أعلن بلاغ لوزارة الداخلية الإسبانية عن تحقيق رقم قياسي جديد من حيث عدد التنقلات فيما يخص عملية “مرحبا 2025″، مشيرة إلى أهمية الإعداد الجيد للآلية والتنسيق الوثيق مع المغرب في هذا الصدد.
ووفق البلاغ، فقد سجل الشهر الأول من عملية مرحبا ارتفاعا بنسبة 5,6 في المائة في عدد المسافرين، و6,9 في المائة في عدد العربات التي تم نقلها عبر الموانئ الإسبانية، مقارنة مع عملية 2024، مؤكدا بذلك المنحى التصاعدي الذي تم رصده خلال السنوات الأخيرة.
وفي هذا الإطار، أشاد وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، اليوم الخميس، بالسير الجيد لعملية “مرحبا 2025″، وبـ”التنسيق المثالي” القائم مع المغرب من أجل ضمان نجاح هذه العملية.
وقال الوزير الإسباني، خلال زيارة إلى مدينة طريفة الساحلية لتفقد سير العملية: “ما كان لهذا النجاح أن يتحقق لولا التعاون الوثيق والتنسيق المثالي مع جارنا وشريكنا، المغرب، الذي نحافظ معه على تواصل دائم، سواء خلال مرحلة الإعداد أو طيلة فترة تنفيذ العملية”.
وخلال زيارته، عقد الوزير الإسباني أيضا اجتماعا مع القنصل العام للمغرب بالجزيرة الخضراء، إدريس السوسي، ومع ممثل مؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي تقدم الدعم للمغاربة المقيمين بالخارج خلال عبورهم السنوي لمضيق جبل طارق، حسب البلاغ ذاته.
مارلاسكا خلال زيارته مرافق ميناء طريفة، الذي يعتبر ثاني أكبر ميناء في العملية من حيث عدد المسافرين، عقد اجتماع عمل مع ممثل الحكومة في الأندلس، بيدرو فرنانديز، ونواب الحكومة في قادس، بالإضافة إلى مسؤولي الحماية المدنية وقوات الأمن المحلية.
وبحسب الداخلية الإسبانية، فقد سجلت عملية مرحبا في عام 2024، رقما قياسيا بـ3.4 ملايين تنقل، وهو الأعلى منذ انطلاقها عام 1986، وسط توقعات بتسجيل رقم قياسي جديد في صيف 2025.
وحتى 8 يوليوز الجاري، تم تسجيل 409 ألف مسافر و103 آلاف مركبة عبر موانئ الجزيرة الخضراء، أليكانتي، ألمرية، ملقا، موتريل، طريفة، فالنسيا، سبتة وميليلة، وفق المصدر ذاته.
ووفق معطيات رسمية للمديرية العامة للحماية المدنية والطوارئ لوزارة الداخلية الإسبانية، أوردتها وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية “إيفي”، فإن عدد الركاب الذين عبروا مضيق جبل طارق منذ انطلاق العملية في 15 يونيو المنصرم بلغ أكثر من 348 ألف شخص، إلى جانب نحو 89 ألف مركبة.
وبحسب المصدر ذاته، فإن هذه الأرقام تمثل زيادة بنسبة 10.2% في عدد المسافرين، و10.8% في عدد العربات، مقارنة بسنة 2024، رغم تراجع عدد الرحلات البحرية بنسبة تقارب 9%.
وتعد الرحلة البحرية الرابطة بين ميناء طنجة المتوسط وميناء الجزيرة الخضراء الأكثر استخداما خلال هذه العملية، حيث استحوذت على نحو 47.3% من إجمالي العابرين، متبوعة بخط الجزيرة الخضراء – سبتة بنسبة 20.1%، ثم ألميريا – الناظور بـ10.7%، وطريفة – طنجة المدينة بـ8.5%.
وتشير السلطات الإسبانية إلى أن عملية “مرحبا” تسير حتى الآن في أجواء عادية دون تسجيل حوادث كبيرة، حيث تم تقديم 1214 مساعدة اجتماعية و176 حالة تدخل طبي في عدد من الموانئ مثل ألميرية ومالقة وموطريل وأليكانتي.
وينتظر أن تشهد الأيام الأخيرة من يوليوز وبداية غشت ذروة حركة العبور، بالتزامن مع العطل الصيفية، مما دفع السلطات الإسبانية إلى تعزيز التنسيق الأمني، وتوفير مسارات خاصة للجالية المغربية، مع إعداد مناطق ظل ومراقبة طبية لمواجهة موجات الحرارة، وفق المصدر ذاته.
يُشار إلى أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن أطلقت يوم 10 يونيو الماضي، عملية مرحبا لاستقبال المغاربة المقيمين بالخارج، بتعليمات من الملك محمد السادس، حيث قامت بتفعيل عمليات استقبال ومرافقة الجالية بشكل متزامن في نقط عبور محددة بالمغرب وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا.