في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
مُساهمة منها في خلق فرص لتبادل الخبرات وتقوية التعاون في ما بين مختلف المستثمرين في قطاع الصناعات الغذائية، وبينهم وبين الشركات الناشئة في ميدان التكنولوجيات الحديثة المبتكرة لأحدث طرق الرفع من الإنتاجية وتجويد المنتجات الغذائية المصنعة، جمعت غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط سلا القنيطرة جُملة من هؤلاء في نسخة أولى من ورشة نقاش وتشبيك Afterwork Connection RSK، مساء أمس الخميس بالعاصمة المغربية.
وخلال الحدث الأول من نوعه على مستوى المملكة المغربية تعرّف الحاضرون على ممارسات مبتكرة لتقوية الإنتاج في ميدان الصناعات الغذائية، بصمت عليها شركتان شريكتان للغرفة في التنظيم، ناشطتان في ميدان معالجة الهواء والتحكم في الأنظمة الصناعية؛ وعلى دور هذه الممارسات في تنمية الصادرات المغربية من المنتجات الغذائية المصنعة؛ وذلك فضلا عن التعرف على قدرة الفضاء الجامعي المغربي على إمداد الشركات بكفاءات شابة متخصصة في الميدان، خصوصا من كلية العلوم بالرباط.
حسن الصاخي، رئيس غرفة التجارة والصناعة لجهة الرباط سلا القنيطرة، قال في كلمته الافتتاحية للقاء إن “جهة الرباط سلا القنيطرة تتوفر على موارد طبيعية مهمة، وعلى شركات كبيرة ناشطة في ميدان الصناعات الغذائية”، موردا أن “اليوم فرصة للتعارف بين مختلف الفاعلين في هذا الميدان، وكذلك خلق تقارب بين المتدخلين المصنعين والفاعل الأكاديمي؛ فثمة جامعيون بكلية العلوم بالرباط مختصون في الصناعات الغذائية يحضرون الحدث”.
وأكد الصاخي للحاضرين أن “هذا اللقاء هو كذلك مناسبة لتقريب المصنعين من المختبرات المتخصصة في الصناعات الغذائية الناشطة بالجهة، التي تحضر اليوم، خصوصا أن عددا من الشركات العاملة في الميدان لا تعرف بوجود هذه المختبرات، فتضطر إلى الذهاب لمختبرات بجهة الدار البيضاء مثلا”.
وأفاد المتحدث نفسه، في تصريح لهسبريس، بأن “لقاء التشبيك هذا بين مجموعة من رجال الأعمال بجهة الرباط سيمكنهم من التعريف بمنتجاتهم في ما بينهم، وسيمنح صورة عن ميدان الصناعات الغذائية بالجهة”، مبرزا أن “تثمين الموارد الفلاحية للأخيرة، وكذا جعل المواد الغذائية المصنعة قابلة للتصدير إلى عدة وجهات، دور كبير تهدف الغرفة إلى عبه”.
وتفاعلاَ مع سؤال لهسبريس حول تحدي تقوية الصناعات الغذائية في ظل استمرار الجفاف الذي تتضرر منه جهة الرباط سلا القنيطرة شدد المسؤول ذاته على أن “الجفاف من بين الآفات التي تتعرض لها جهتنا، لكن في نهاية المطاف لا يمكن أن نوقف الإنتاج”، متابعا بأن “الصناعات الغذائية بالفعل تعتمد على مواد فلاحية أساسية، لكن بالإمكان استيراد هذه المواد وتثمينها بالمملكة عوض أن نستورد منتجات مصنعة بغرض الاستهلاك”.
من جانبه قال حميد فلو، المدير العام للفيدرالية المغربية للصناعات الغذائية، إن “الموضوع الذي يقاربه اللقاء مهم جدًا، فقطاع الصناعات الغذائية من أهم القطاعات التي ترفع التصدير بالمغرب”، وزاد مستدركا: “إلى حد الآن لم نتمكن حقًا من استغلال الإمكانات التصديرية الكاملة له، ما يعني أن ثمة جهدا يجب أن نبذله لجعل منتجاتنا الغذائية قادرة على تحقيق المزيد من القيمة المضافة؛ وبالتالي تصحيح اللاتوزان التجاري مع العديد من الدول”.
وشددّ فلو في كلمته خلال اللقاء على أن “تحقيق ذلك يمر عبر رافعة الابتكار والبحث والتطوير اللذين يلعبان دورا مهما في هذا الجانب، وكذلك الشأن بالنسبة لتنظيم المجال”، مضيفا: “بفضل دعم وزارة التجارة يتم حاليًا تفعيل مركز تقني في الدار البيضاء سيفتتح هذه السنة، لينصب انشغاله أساسا على تطوير الابتكار في هذا الميدان لدعم المقاولاتت الصغيرة جدًا التي لا تملك القدرة على إنشاء قسم خاص بالابتكار”.
مهدي مولين، المدير العام لشركة AIR PUR، الناشطة في مجال معالجة الهواء، قال: “غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط سلا القنيطرة أتاحت لنا من خلال هذا اللقاء الفرصة من أجل تدارس تثمين الصناعات الغذائية المغربية، وتعزيز حضورها عبر التصدير على المستوى الدولي”.
وأضاف مولين، في تصريح لهسبريس، أن الشركة التي تنشط منذ سنة 2016، وتركز أساسا على النهوض بالزراعة المستدامة والرفع من الإنتاج مع ترشيد الاستهلاك، بما يضمن زيادة الصادرات الغذائية، “جاءت بحلول مبتكرة للفلاحين والناشطين في ميدان الصناعات الغذائية حتى تساهم في نهاية المطاف بتجويد المنتج المغربي على المستوى الدولي، وخصوصا في الأسواق التصديرية، تحديدا الأوروبية والأمريكية الشمالية”.
أما أشرف فتاح، المدير العام لشركة E2CF المتخصصة في الهندسة الكهربائية والتحكم في الأنظمة الصناعية، فأكد أن هذه المقاولة “التي تشغل كفاءات مغربية تكوينها محلي مائة بالمائة تطمح إلى أن تكون مساهمة بشكل فعال في الانتقال بمجال الصناعات الغذائية من الطرق الصناعية التقليدية إلى طرق تتماشى مع متطلبات مصنع INDUSTRIE 4.0”.
وأضاف فتاح في تصريح لهسبريس: “قادرون على إدخال تكنولوجيات حديثة في مجال التصنيع الغذائي، لكي نرفع قيمة المنتجات المنصعة، وعوض الحصول على منتج زراعي واحد نشتق منه عدة منتجات موجهة للتصدير”، مؤكدا أنه “من مثل هذا اللقاء الذي عقد نسخته الأولى، التي تهدف إلى الجمع بين الشركات الناشئة المتخصصة في التكنولوجيات الحديثة والمعامل المتخصصة في الصناعات الغذائية، تتم تقوية التعاون بغرض أجل الدفع بمجال الصناعات الغذائية في المغرب، ومنافسة دول متقدمة”.
وتفاعلا مع سؤال لهسبريس حول التحديات التي قد تعترض توظيف الذكاء الاصطناعي في هذا الميدان، بما أن ثمة دائما دفعا بقلة التكوين في صفوف المتدخلين فيه كما هو الحال عموما بالمغرب، أورد المصرح ذاته: “بطبيعة الحال ثمة صعوبة لإقناع مستثمر في الصناعات الغذائية بإدخال تكنولوجيات حديثة في نشاطه، نظرا لانعدام التكوينات في هذا المجال”، مفيدا بأن “الهدف من مثل هذه التظاهرات في نهاية المطاف هو تكوين وعي لدى جميع المعامل المتخصصة بكون التكنولوجيات الحديثة ليست تهديدا، وإنما فرصة لرفع الإنتاجية والتحكم في الوحدات الصناعية”.