أكد لحسن بن إبراهيم سكنفل، رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيرات تمارة، أن الحوار بين العلماء والفاعلين المؤسساتيين يمثل جسرا نحو الهداية والصلاح والتوفيق، مشيرا إلى أهمية التشاور في تحقيق التنمية الشاملة، ومستشهدا بالحديث النبوي القائل: “ما خاب من استخار ولا ندم من استشار، والله هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل”.
وأضاف سكنفل، بشأن اللقاء المنظم من قبل المجلس العلمي الأعلى مع خبراء التنمية وممثلي مؤسسات الدولة حول مشروع خطة “تسديد التبليغ”، الأحد الماضي، أن المجلس العلمي الأعلى، باعتباره مؤسسة دستورية، يضطلع بدور رئيسي في تأطير المواطنات والمواطنين دينيا عبر المجالس العلمية الجهوية والمحلية، مشيرا أن المجلس يعمل على التفاعل مع مختلف مؤسسات الدولة والهيئات السياسية والاقتصادية والحقوقية، بالإضافة إلى الخبراء في مجالات التنمية، مشيرا أن هذا الانفتاح يهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة التي تشمل الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفكرية.
وحول استدامة هذا النوع من الحوارات بين العلماء والفاعلين المؤسساتيين، شدد سكنفل، في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، على أن هذا الحوار يعد شكلا من أشكال التعاون على البر والتقوى، وهو مبدأ قرآني أكد عليه قوله تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى”. مضيفا أن هذا التعاون يمثل نهجا أصيلا في الدولة المغربية التي تستند إلى نظام البيعة الشرعي، حيث تعمل إمارة المؤمنين على رعاية الشأن الديني وضمان استمراريته وفق مقاصد الشريعة الإسلامية.
كما أشار إلى أن العلماء، باعتبارهم نوابا عن أمير المؤمنين، يحرصون على الاستماع إلى خبراء الدولة والاستفادة من معارفهم، في حين يسعى الخبراء بدورهم إلى الاستماع لنصائح العلماء وأخذها بعين الاعتبار، قائلا “هذا التعاون هو أساس النجاح وسبيله، واستمرار مثل هذا الحوار مع كل مكونات المجتمع، على اختلاف توجهاتها، واجب شرعي وفريضة دينية ومسؤولية وطنية”.
وأشار سكنفل إلى أن هذا اللقاء “يشكل مساهمة في العمل على حفظ كرامة المواطنات والمواطنين في وطن حر مستقل تصان فيه الحرمات وتضمن فيه الحقوق”، مؤكدا على ضرورة خفض كلفة الحياة عبر تعزيز القيم الأخلاقية والدينية التي تدعو إلى التضامن والتعاون بين أفراد المجتمع، مضيفا أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تصحيح التدين وتسديده حتى يكون له أثر إيجابي على سلوك الأفراد.
وحول تأثير خطة “تسديد التبليغ” على منهجية التأطير الديني، أوضح أن هذه الخطة تهدف إلى ربط الشعائر التعبدية بآثارها على سلوك الفرد، وذلك في إطار المنهج النبوي في التبليغ الذي يجعل من العلماء ورثة لميراث النبوة، قائلا “إن العلماء، سواء كانوا أعضاء في المجلس العلمي الأعلى أو المجالس الجهوية والمحلية، يعتبرون مبلغين عن الله ورسوله، وهم مطالبون بمساعدة الناس على تحسين واقعهم والتخلص من الممارسات التي تتعارض مع مستلزمات الاستخلاف”.
وأضاف أن التأطير الديني يهدف إلى تحقيق استقامة الأفراد عبر حثهم على القيام بالطاعات والابتعاد عن المعاصي، مما يؤدي إلى صلاح المجتمع بأسره، مؤكدا أن هذه الاستقامة لا تتحقق إلا بتسليم الأمر لله وإخلاص العبودية له، وهو ما يساعد على التخلص من أمراض القلوب مثل الأنانية والحسد والبغض والكراهية.
وفيما يتعلق بالوسائل التي يعتمدها المجلس العلمي لتحقيق هذا الهدف، أشار سكنفل إلى دور خطب الجمعة التي تبين شرع الله وتوضح نهج الرسول صلى الله عليه وسلم في الالتزام بالشعائر التعبدية، مؤكدا على أهمية دروس الوعظ والإرشاد التي تتابع الواقع الاجتماعي وتتناول المخالفات الشرعية بهدف تصحيحها وتوجيه الناس نحو السلوك القويم.