تعذر على عشرات المواطنين من مختلف المدن المغربية الراغبين في أداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان، بمركز الأمصال واللقاحات “معهد باستور المغرب” بمدينة الدار البيضاء، الاستفادة من اللقاح المضاد الخاص بالتهاب السحايا “المينانجيت”، لأسباب تنظيمية وأخرى لوجستية.
وحسب ما عاينته جريدة “العمق المغربي” من داخل “معهد باستور المغرب”، فإن أغلب المواطنين الذين حجوا إلى المركز من أجل أخذ جرعة من لقاح “المينانجيت” اشتكوا من سوء التنظيم، نظراً لتوافد معتمرين من مختلف المدن المغربية على المركز في الساعات الأولى من صباح الإثنين للاستفادة من المصل المضاد لالتهاب السحايا.
يأتي ذلك، في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة والحماية والاجتماعية، أن اللقاحات المضادة لمرض التهاب السحايا (المينانجيت)، اللازمة لأداء مناسك العمرة أو لزيارة الأماكن المقدسة بالمملكة العربية السعودية، متوفرة بشكل كاف بجميع الصيدليات على مستوى التراب الوطني.
وذكرت الوزارة، في بلاغ سابق لها، أنه يمكن لجميع المواطنات والمواطنين الراغبين في أداء مناسكهم، التوجه بعد اقتناء اللقاح إلى أقرب مركز صحي معتمد لإجراء عملية التلقيح والحصول على شهادة التطعيم الخاصة بهم. كما يمكن لهم الاستفادة من مجموع هذه الخدمات على مستوى مركز الأمصال واللقاحات (معهد باستور المغرب).
وعبر مجموعة من المواطنين عن غضبهم بسبب سوء تدبير عملية الاستفادة من اللقاحات الخاصة بالعمرة التي فرضتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على الأشخاص الراغبين في أداء مناسك العمرة أو زيارة الأماكن المقدسة بالمملكة العربية السعودية، وسط حالة من التخوف في صفوف المعنيين بهذه اللقاحات من ضياع هذه الفرصة الذهبية.
ووفق الروايات الرائجة بين المواطنين الذين انتظروا لساعات طويلة في “معهد باستور”، فإن هذا المركز لا يتوفر على اللقاحات الكافية لتطعيم جميع المواطنين الذين تدفقوا بكثرة منذ فجر الإثنين، في ظل إصرار المسؤولين عن المركز على عدم الإجابة على أسئلة جريدة “العمق المغربي”، رغم طرق أبوابهم عدة مرات.
وتتوفر الجريدة على معطيات تفيد بأن المسؤولين عن المركز أغلقوا الأبواب في وجه المواطنين البيضاويين، بعدما تم وضع جداول في واجهة المعهد تتضمن أسماء المستشفيات والمستوصفات التي تتوفر على نوعية هذا اللقاح في مختلف عمالات العاصمة الاقتصادية، فيما تم الاحتفاظ بالمواطنين الذين جاءوا من مدن بعيدة.
وتسود موجة من الغضب والضغط النفسي بين المواطنين القاطنين بمدينة الدار البيضاء بعد صدور قرار إحالتهم إلى المراكز الصحية الموجودة داخل العمالة التي ينتمون إليها، حيث يتخوف أغلبهم من تكرار السيناريو الذي جرى معهم في المعهد وضياع إمكانية أداء مناسك عمرة رمضان.
هذا، وأكدت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، على أنه يتعين على جميع المواطنات والمواطنين الراغبين في أداء مناسكهم، الحصول على التطعيم المذكور قبل 10 أيام من موعد السفر، مع ضرورة تقديم شهادة التطعيم الخاصة. كما أضافت الوزارة أن الأطفال الذين لا يتجاوز عمرهم عامًا واحدًا، وكذلك الأشخاص الذين سبق لهم أخذ اللقاح ضد هذا المرض خلال مدة لا تتجاوز 5 سنوات، “لا يشملهم هذا الإجراء، شريطة تقديم شهادة تثبت ذلك”.
ودعت الوزارة المواطنات والمواطنين إلى الالتزام التام بالإجراءات الصحية السعودية التي تهدف في المقام الأول إلى الحفاظ على الصحة العامة وسلامة المسافرين.