آخر الأخبار

قسم دستوري وموكب احتفالي..تقاليد متجدرة لتنصيب الرئيس الأمريكي - العمق المغربي

شارك الخبر

يستعدّ دونالد ترامب لتسلم زمام السلطة للمرة الثانية كرئيس للولايات المتحدة، في حفل تنصيب يُقام داخل مبنى الكابيتول هربا من الصقيع القارس الذي يجتاح العاصمة واشنطن.

وينص التعديل العشرون في الدستور الأمريكي على أن فترة ولاية الرئيس تنتهي عند ظهر يوم 20 يناير، ليعقد بعدها حفل تنصيب الرئيس المنتخب، وعلى الرغم من أن الدستور يقتصر على اشتراط أداء الرئيس المنتخب لليمين الدستورية، إلا أن التقاليد البروتوكولية تضفي طابعً آخر على الحدث.

وإلى جانب الصقيع الذي فرض نقل المراسم إلى داخل مبنى الكابيتول، حارماً أكثر من 200 ألف شخصٍ من حضور الحفل الذي كان مقررا في الهواء الطلق، تلقي وفاة الرئيس الأسبق جيمي كارتر بظلالها على الحدث، حيث نكست الأعلام حداداً عليه بامر من الرئيس جو بايدن، الأمر الذي أثار استياء ترامب.

إرث طويل

وسيؤدي دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الـ47، مراسم تستند إلى إرث طويل من التقاليد الوطنية، تبدأ بالصلاة في كنيسة سان جون التاريخية بواشنطن، ثم التوجه إلى البيت الأبيض لتناول الشاي، وسط عروض موسيقية في الحديقة الغربية لمبنى الكابيتول.

وتحت سماء منكسة حداداً على الرئيس الأسبق جيمي كارتر، سيؤدي دونالد ترامب اليمين الدستورية أمام رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، على أن يُلقي بعد ذلك خطاب التنصيب الذي سيُحدد من خلاله رؤيته للأربع سنوات القادمة، أمام حضور محدود لكبار الشخصيات والمسؤولين الدوليين والمحليين، وأفراد عائلة ترامب.

ويبدأ احتفال تنصيب ترامب بقيام نائب الرئيس المنتخب جي دي فانس بتأدية اليمين الدستورية ويكرر نفس القسم الذي يستخدم منذ عام 1884، مثل أعضاء مجلس الشيوخ والنواب وغيرهم من الموظفين الفيدراليين وهو كالتالي:

“أقسم رسميًا أنني سأدعم وأدافع عن دستور الولايات المتحدة ضد جميع الأعداء، الأجانب والمحليين، وأنني سأحمل الإخلاص والولاء له، وأنني أتحمل هذا الالتزام بحرية، دون أي تحفظ ذهني أو غرض للتهرب، وأنني سأقوم بأداء واجبات المنصب الذي سأتسلمه بأمانة وإخلاص”.

بعد ذلك سيحضر الرئيس الامريكي غداء تستضيفه اللجنة المشتركة للكونجرس بشأن مراسم التنصيب، ثم سينطلق موكب من مبنى الكابيتول على طول شارع بنسلفانيا صوب البيت الأبيض.

مراسم التنصيب

ومن المنتظر أن يصاحب مراسيم تنصيب ترامب احتفالات جمعت لها تبرعات تجاوزت 170 مليون دولار، تضم عروضًا للألعاب النارية، بحضور شخصيات بارزة من عمالقة صناعة التكنولوجيا، وأصدقاء من عالم الأعمال، إضافة إلى نجوم الإعلام المحافظ، كما سيتوافد آلاف من أنصار ترامب من مختلف أنحاء البلاد للمشاركة في هذا الحدث.

تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية المثال الأبرز للنظام الرئاسي في العالم، وهو نظام سياسي يتميز بانفصال واضح بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، مستندا في ذلك إلى التوازن والمراقبة المتبادلة، بما يسمح بتعزيز الديمقراطية وحماية الحقوق.

وشهدت الولايات المتحدة الأمريكية ثلاث مراحل رئيسية قبل تأسيس اتحادها الحالي، بدأت الأولى في عام 1776 بإعلان الاستقلال عن بريطانيا، حيث كانت المستعمرات الأمريكية تحت الحكم البريطاني تواجه تهميشا سياسيا واقتصاديا. أدى ذلك إلى تشكيل تحالف بين الولايات الثلاث عشرة.

وامتدت المرحلة الثانية من 1777 إلى 1787، وكانت تعرف بمرحلة الاتحاد التعاهدي، حيث حاولت الولايات الحفاظ على استقلالها الذاتي مع الحد الأدنى من المركزية. إلا أن هذا النظام أثبت ضعفه، مما أدى إلى الحاجة لإطار قانوني أكثر قوة وتماسكا.

في عام 1787، ُأُقر دستور فرجينيا الاتحادي إطارا سياسيا وتنظيميا يوازن بين السلطات ويحافظ على حقوق الولايات ضمن اتحاد قوي وفعال، ليؤسس بذلك للمرحلة الثالثة وهي مرحلة الاتحاد الفدرالي، التي لا تزال قائمة حتى اليوم.

ويُعد رئيس الولايات المتحدة الشخصية المركزية في النظام السياسي، حيث يجمع بين رئاسة الدولة والسلطة التنفيذية. ينتخب الرئيس من قبل الشعب من خلال المجمع الانتخابي، مما يعزز شرعيته الديمقراطية.

النظام الرئاسي

يتولى الرئيس مهمة تنفيذ القوانين الاتحادية التي يصدرها الكونغرس، ويشرف على الإدارات الفدرالية لضمان سير عملها بكفاءة، بالإضافة إلى ذلك، يتمتع الرئيس بصلاحيات واسعة في التعيينات الإدارية، حيث يقوم بتعيين كبار المسؤولين الحكوميين مثل الوزراء والسفراء وقضاة المحكمة العليا، وذلك بموافقة مجلس الشيوخ.

فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، يتحمل الرئيس مسؤولية إدارة العلاقات الدولية للولايات المتحدة، وتشمل هذه المسؤولية التفاوض على المعاهدات الدولية وتوقيعها وتعيين الدبلوماسيين، فضلا عن تلقي أوراق اعتماد السفراء الأجانب، وبهذا، يكون الرئيس الموجه الرئيسي لدبلوماسية الولايات المتحدة.

وبصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، يحدد الرئيس السياسات الاستراتيجية العسكرية ويتخذ القرارات المتعلقة بالعمليات الحربية في الخارج كما يُعتبر الرئيس مسؤولا عن اتخاذ القرارات العسكرية الطارئة التي تساهم في حماية الأمن القوم، فيما يظل إعلان الحرب رسميا من اختصاص الكونغرس.

من الناحية القضائية، يتمتع الرئيس بسلطة تعيين قضاة المحكمة العليا، مما يمنحه دورا محوريا في تشكيل النظام القضائي للبلاد. كما له الحق في إصدار العفو الخاص عن المدانين بجرائم اتحادية.

في أوقات الأزمات الكبرى، مثل الحروب أو الكوارث الوطنية، يتمتع الرئيس بصلاحيات استثنائية تتيح له اتخاذ تدابير طارئة لحماية وحدة الاتحاد وسلامته، تشمل هذه حجز الأموال أو الأشخاص لأغراض الدفاع الوطني.

ولا يحق للرئيس حل الكونغرس أو التدخل في أعماله التشريعية، وفي المقابل، لا يمكن للكونغرس عزل الرئيس أو وزرائه إلا في حالات المساءلة الدستورية، فيما تمارس السلطة القضائية، التي تتولاها المحكمة العليا، دورها في مراجعة القوانين والتأكد من دستوريتها.

و يسعى ترامب إلى طي صفحة الانتقادات التي لاحقت حفل تنصيبه الأول عام 2017، والتي تمحورت حول أعداد الحضور المُقارنة بتنصيب سلفه باراك أوباما.

وفي خطاب ألقاه أمام أنصاره في واشنطن عشية التنصيب، وهو الأول من نوعه منذ خطابه في السادس من يناير عام 2021 الذي سبق اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول، تعهد ترامب بالعمل بسرعة غير مسبوقة، وبإصدار أوامر تنفيذية كثيرة في أيامه الأولى في البيت الأبيض، مؤكدا أنه سيتخذ قرارات حاسمة وسريعة لحل المشاكل التي تواجه البلاد.

العمق المصدر: العمق
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا