كشف موقع “Defence Web” أن المملكة المغربية طلبت شراء صواريخ جو-جو من طراز AIM-120 AMRAAM بقيمة 175 مليون دولار، بالإضافة إلى قنابل صغيرة القطر GBU-39B من الولايات المتحدة الأمريكية.
وحسب الموقع نفسه، فقد تمت الموافقة على مبيعات الطلبين من قبل وزارة الخارجية الأمريكية في 20 ديسمبر، مع تسليم الإخطارات ذات الصلة إلى الكونغرس. كما أكدت وكالة التعاون الأمني الدفاعي (DSCA) طلب المغرب لشراء 500 قنبلة صغيرة القطر GBU-39B من بوينغ (SDB-I)، واثنين من القنابل التدريبية غير المتفجرة GBU-39 (T-1)/B، بالإضافة إلى جولات تدريبية، وقطع غيار ودعم بتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 86 مليون دولار.
مواجهة التهديدات
وأشار المصدر ذاته إلى طلب المغرب لشراء ما يصل إلى 30 صاروخ جو-جو من طراز AIM-120C-8 من شركة RTX، مع قسم توجيه AIM-120C-8، بالإضافة إلى أطقم القياس عن بُعد وقطع غيار ومعدات أخرى بتكلفة إجمالية قدرها 88.37 مليون دولار.
وفي هذا السياق، قالت وكالة التعاون الأمني الدفاعي: “سيساهم البيع المقترح في تحسين قدرة المملكة المغربية على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية من خلال ضمان امتلاكها ذخائر جو-جو حديثة وقادرة على القيام بمهمتها في تأمين حدودها ومياهها الإقليمية، ومكافحة الإرهاب والاتجار غير المشروع، واستخدام أسطولها الجديد من طائرات F-16 Block 72”.
وشدد موقع “Defence Web” على أن القوات الجوية الملكية المغربية تمتلك أسطولًا من طائرات إف-16 من نوع C/D بلوك 50/52. وفي خطوة لتعزيز قدراتها الجوية، وافقت الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 2019 على تحديث هذه الطائرات إلى أحدث نسخة وهي إف-16 بلوك 70/72. وتقدر قيمة هذه الصفقة بـ 985.2 مليون دولار، مما يعكس التزام المغرب بتحديث ترسانته العسكرية.
وحسب التقرير، فقد وافقت وزارة الخارجية الأمريكية في مارس 2019 على بيع 25 طائرة F-16C/D Block 72 جديدة للمغرب بقيمة 3.7 مليار دولار، وذلك لاستبدال طائرات Mirage F1 التي تسلمها المغرب في السبعينيات وطائرات Northrop F-5E/F Tiger IIs التي تسلمها في الثمانينيات.
وأضاف أن الطائرات الجديدة ستُرفق مع صواريخ AIM-120C-7 AMRAAM، وقنابل موجهة من طراز Paveway II، وقنابل صغيرة القطر GBU-39/B، بالإضافة إلى مجموعة من الأسلحة الأخرى. ومن المتوقع أن تنتهي شركة لوكهيد مارتن من إنتاج هذه الطائرات للمغرب بحلول ديسمبر 2026.
الأسلحة الذكية
في خطوة لتعزيز قدراتها القتالية، شدد التقرير على طلب المغرب في أواخر عام 2022 أنظمة إطلاق أسلحة ذكية من نوع BRU-57/A من شركة L3 Harris. هذه الأنظمة المتطورة تسمح لطائرات إف-16 بحمل ضعف كمية الأسلحة الذكية مقارنة بالأنظمة التقليدية، مما يضاعف قدرة الطائرات على تنفيذ مهامها القتالية بدقة عالية.
وتشهد طائرات إف-16 المغربية تطويرًا كبيرًا في قدراتها القتالية بفضل إضافة مجموعة متنوعة من الأنظمة والأسلحة المتطورة. فبالإضافة إلى الأنظمة الأساسية، تم تجهيز هذه الطائرات بوحدات استهداف متقدمة مثل Sniper من لوكهيد مارتن، وأنظمة استطلاع مثل DB-110 من Goodrich، ونظام حرب إلكترونية متطور من Raytheon، كما تم تزويدها بأحدث الأسلحة الموجهة مثل صواريخ سايدويندر ومافريك وقنابل بافيواي، مما يجعلها قادرة على تنفيذ مجموعة واسعة من المهام القتالية.
وأفادت التقارير بأن القوات الجوية الملكية المغربية أظهرت اهتمامًا بالطائرة الصينية L-15 Falcon، التي تتوفر بنسختين، واحدة تحت الصوتية والأخرى فوق الصوتية. وتعد الطائرة طائرة تدريب خفيفة. ورغم أن المغرب كان يعتمد تقليديًا على معدات الدفاع الغربية، فقد يكون هذا الاهتمام بالطائرة L-15 نتيجة لتوافر بدائل غربية محدودة، مثل طائرة T-7A الأمريكية. ومع ذلك، لا تزال هناك شكوك بشأن دمج طائرة تدريب صينية ضمن أسطول المغرب الذي يعتمد بشكل رئيسي على المعدات الغربية، بما في ذلك طائرات F-16 والترقيات لطائرات Mirage F1، وفقًا لتقرير ADIT’s The Bulletin.
السباق نحو التسلح
وحسب الموقع المختص في المجال الدفاعي، فإن المغرب يستمر في تعزيز قوته العسكرية بميزانية دفاعية قدرها 133 مليار درهم (13 مليار دولار) في عام 2025، بزيادة قدرها 7.25% عن عام 2024، تشمل المشتريات المخطط لها طائرات ودبابات وأنظمة دفاع جوي.
وتعرف منطقة شمال إفريقيا سباقًا محمومًا نحو التسلح بين المغرب والجزائر، إضافة إلى إسبانيا، في ظل تنافس إقليمي ونزاع يتعلق بالصحراء. ووفقًا لخبير العلاقات الدولية محمد شقير، فإن هذا التسابق يعكس محاولة كل طرف تعزيز قدراته العسكرية وضمان توازن استراتيجي في المنطقة، حيث أصبحت التكنولوجيا العسكرية المتطورة محورًا رئيسيًا للصراع غير المباشر بين هذه الدول.
وأشار شقير في تصريح سابق لـ “العمق” إلى أن المرحلة الحالية من سباق التسلح تتميز بالتركيز على اقتناء أحدث الطائرات الهجومية، مثل إف-35 بالنسبة للمغرب، و”سوخوي 57″ بالنسبة للجزائر، مضيفًا أن المغرب اتجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على هذه الطائرات، مستفيدًا من علاقاته الاستراتيجية مع واشنطن، إضافة إلى غياب اعتراض إسرائيلي، خاصة أن إسرائيل تمتلك هذا النوع من الطائرات بشكل حصري في المنطقة.
أكد المتحدث ذاته أن سباق التسلح الحالي يعد وسيلة لمنع الحرب المباشرة بين المغرب والجزائر، حيث يسهم في خلق حالة من الردع المتبادل. ومع ذلك، يعتبر هذا التسابق شكلًا من أشكال الحرب غير المباشرة، إذ تسعى كل دولة لاقتناء أسلحة متفوقة أو مضادة للأسلحة التي يمتلكها الخصم.
وأضاف شقير أن أي حرب مباشرة بين البلدين ستكون كارثية على المنطقة، وستواجه رفضًا دوليًا بسبب تداعياتها السلبية على استقرار شمال إفريقيا. وبالتالي، فإن سباق التسلح يظل وسيلة لضمان التوازن الإقليمي، مع استمرار استبعاد خيار الحرب المباشرة.
وخلص خبير العلاقات الدولية، محمد شقير، إلى أن استمرار التنافس على اقتناء أحدث التكنولوجيات العسكرية يبقى السباق نحو التسلح في شمال إفريقيا عاملًا أساسيًا لإعادة تشكيل موازين القوى.