قال عز الدين ميداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، إن “الامتحانات الخاصة بطلبة الطب والصيدلة داخل الكليات مرت في ظروف جيدة وأثمرت نتائج جد إيجابية، في حين يتم اليوم العمل على أجرأة محضر التسوية الموقع بين وزارتي التعليم العالي والصحة بإشراف من رئيس الحكومة”.
وأوضح ميداوي في مجلس المستشارين، اليوم الثلاثاء، أن “كليات الطب والصيدلة اجتازت مرحلة الامتحانات، واسترجعت نوعا من الهدوء، بينما نطمح للعودة إلى الوضعية العادية”، مشيدا بالمجهودات التي “بذلها كافة المتدخلين لتجاوز الأزمة، بمن فيهم مؤسسة الوسيط”.
كما أكد “مواصلة العمل على هذا الموضوع بشراكة مع الجامعات وكليات الطب وشبكة عمداء هذه الكليات، حيث ما زلنا مركزين ومستمرين في الحوار والنقاش والمتابعة”، مشددا على أن “الإشكال تجاوزناه ونحاول العمل على تحسين ظروف التكوين”.
صلة بالموضوع ذاته، لفت فريق الاتحاد المغربي للشغل بمجلس المستشارين الانتباه إلى “مجموعة من الإشكالات التي يعرفها التكوين الطبي على مستوى كليات الطب بالمغرب، بما فيها ضعف الميزانية، مما يؤثر على جودة البنية التحتية والتكوينية، وضعف تجهيز الكليات ونقص الولوجيات لبعض الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
كما شددت أمينة حمداني، المستشارة عن الفريق ذاته، على وجود إشكاليات أخرى ذات راهنية، منها “الكم الكبير من المعلومات النظرية التي تؤثر على قابلية الطلبة للتحصيل العلمي، خصوصا مع صعوبة الولوج إلى تدريبات ذات جودة عالية، مما يستوجب من الحكومة اتخاذ تدابير ضرورية، من ضمنها توفير السيولة لتنفيذ البرامج والرفع من المنح للطلبة وتوفير التجهيزات”.
على صعيد آخر، لفت وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إلى “كون ما يناهز 27 ألف طالب أجنبي يتابعون دراساتهم بالمغرب، ينحدرون من 164 دولة؛ 85 في المائة منهم من بلدان القارة الأفريقية”. وزاد: “تم خلال السنوات الأربع الأخيرة توقيع 33 اتفاقية مع الشركاء الدوليين، منهم 10 دول أفريقية و18 دولة أفريقية”.
مجيبا عن السؤال الذي يخص انفتاح الجامعة المغربية على محيطها الأورو-متوسطي، سجّل ميداوي “كون هذا الجانب يعد من الركائز الأساسية لسياسة بلادنا، إذ يتم العمل على تنزيل التوجيهات الملكية، لا سيما الواردة في الخطاب الملكي والمتعلقة بالدبلوماسية الموازية والأكاديمية والعلمية”.
واقترح محمد البكوري، مستشار برلماني عن فريق التجمع الوطني للأحرار، “إحداث مؤسسات جامعية للبحث العلمي تابعة للاتحاد الأفريقي، مع الانفتاح على دول جنوب شرق آسيا التي تعرق طفرة متقدمة في هذا المجال، إلى جانب الرفع من عدد الطلبة الأجانب بالمغرب وتقديم منح محفزة بالنسبة لهم والانفتاح على الدول الأنجلوساكسونية”.
ولدى إجابته عن سؤال بخصوص إدماج خريجي المؤسسات الجامعية في سوق الشغل بالمغرب، أوضح ميداوي أن “الوضعية بالنسبة للجامعات ممتازة، إذ إن النتائج بالنسبة لمؤسسات الاستقطاب المفتوح تناهز 70 في المائة”.
على الرغم ذلك، فإن السيرورة، بحسب الوزير، “تقتضي العودة إلى التقييم رفقة الشركاء، خصوصا في الوقت الحالي الذي تتطور فيه المهن، مع قدوم الذكاء الاصطناعي الذي سيمحي مهنا”، مشيرا إلى أنه “عندما نتحدث عن هذا الموضوع عادة ما ننسى المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود”.