كشف وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، عن المشاريع التي تعتزم وزارته تنفيذها سنة 2025، من بينها مواصلة إحداث 25 مركبا سينمائيا ومدينة متخصصة في الألعاب الإلكترونية فضلا عن مواصلة إعادة ترميم المآثر التاريخية المتضررة من زلزال الحوز.
وحسب العرض الذي قدمه بنسعيد أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب لمناقشة الميزانية الفرعية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، فإن هذه الأخيرة برمجت عددا من المشاريع برسم سنة 2025 في قطاع الثقافة، بداية بمشروع ترمیم و تثميم موقع سجلماسة الأثري، حيث يعتبر هذا المشروع من المشاريع الهامة، والذي يهدف إلى إعطاء صورة جديدة للموقع تعكس تاريخه الكبير وجعله جاذبا للسياح المغاربة والأجانب، وتم رصد حوالي 141 مليون درهم لهذا المشروع.
ومن بين المشاريع المبرمجة في 2025، مواصلة إعادة ترميم المآثر التاريخية المتضررة من زلزال الحوز، حيث تتم حاليا، حسب عرض بنسعيد، عملية ترميم 8 مشاريع بغلاف مالي يفوق 130 مليون درهم وستتواصل الأشغال بالمشاريع المتبقية خلال سنة 2025 وعددها 15 مشروعا.
كما برمجت الوزارة عددا من المشاريع برسم سنة 2025 في قطاع الثقافة بمجموع 52 مليون درهم، حيث بلغت ميزانية البرامج المتعلقة بالمسرح 20 مليون درهم، و10 ملايين في الكتاب والنشر و10 ملايين درهم للمهرجانات و6 ملايين للموسيقى وفنون الرقص ومثلها للفنون التشكيلية.
وفي ما يخص تنفيذ الأوراش والمشاريع الجارية، فخصصت الوزارة 65 مليون درهم لإحداث فضاء للمعارض بالرباط بشراكة مع قطاعات أخرى و40 مليون درهم لتعزيز البنيات الثقافية وتنويع العرض الثقافي بجهة الشرق وأزيد من 15 مليون درهم لبناء مركب ثقافي بفاس، فضلا عن 14 مليون درهم لبناء المركب الثقافي الشطر الثاني بمدينة تازة.
كما خصصت مليونين ونصف لترميم وتثمين قصبة المهدية التاريخية بالقنيطرة، و30 مليون في إطار اتفاقية شراكة تتعلق بالتمويل التكميلي لمشروع تثمين تراث مدينة الرباط، و50 مليون لإنشاء المتحف الوطني للآثار وعلوم الأرض بالرباط و30 مليون درهم لتحسين المشهد الحضري المدينة الرباط.
أما ترميم وتأهيل المدينة العتيقة لتازة وربطها بمحيطها وترميم الأسوار التاريخية فسيكلف 20 مليون درهم، فضلا عن أزيد من 141 مليون لترميم وتثمين موقع سجلماسة بالريصاني، و15 مليون تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لطنجة 2020 – 2024، و20 مليونا لترميم قصبة تمارة و15 مليون لحاضرة الفنون والثقافة بمدينة الصويرة.
الصناعة السينمائية في 2025
خصصت الميزانية الفرعية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل حيزا لإحداث مدينة الإنتاج السينمائي بورزازات، حيث سيتم إنجاز هذا المشروع بمدينة ورزازات في إطار شراكة متعددة الأطراف بمبلغ إجمالي يصل إلى 240 مليون درهم سيساهم فيه قطاع التواصل بمبلغ 60 مليون درهم.
ويهدف هذا المشروع حسب المصدر ذاته، إلى إحداث منطقة مستدامة للصناعة السينمائية موجهة لفائدة الشركات الكبرى المتخصصة في الإنتاج السينمائي على المستويين الوطني والدولي مع التركيز على مرحلة ما بعد الإنتاج و كذا لفائدة المقاولات الصغرى والتوسطة العاملة في المجال تتضمن فضاءات مجهزة لتوطين المشاريع السينمائية، مع تعزيز الإشعاع الدولي لمدينة ورزازات وجلب الاستثمارات الأجنبية.
كما ستعرف سنة 2025 مواصلة إنجاز مشروع إحداث 25 مركبا سينمائيا جديدا بكلفة إجمالية تقدر ب 305 مليون درهم، حيث التزم القطاع بالمساهمة بثلث هذا المبلغ وذلك بهدف التشجيع على الاستثمار في الصناعات الثقافية والفنية، مع تأهيل وإعادة فتح القاعات السينمائية المصنفة ضمن التراث الوطني وإطلاق دراسة جدوى لبلورة نموذج اقتصادي يمكن من تأهيل وإعادة فتح القاعات السينمائية المصنفة ضمن التراث الوطني.
الألعاب الإلكترونية
من جهة أخرى، سيتم، حسب عرض وزير الشباب والثقافة والتواصل، إحداث مدينة متخصصة في الألعاب الإلكترونية إطلاق مشروع إحداث أول مدينة متخصصة في الألعاب الإلكترونية بالمغرب، والذي يندرج ضمن المشاريع المهيكلة لقطاع التواصل، بكلفة تقديرية تبلغ حوالي 360 مليون درهم، ساهم قطاع التواصل بمبلغ 120 مليون درهم لتمويل هذا المشروع.
وسيتم إنجاز هذا المشروع النموذجي بمدينة الرباط على شكل أبراج على مساحة تناهز 5 هكتارات على أن يتم فيما بعد تعميمه على مستوى الجهات حسب خصوصية كل جهة وسيتم انطلاق أشغال البناء نهاية سنة 2024.
كما سيتم تشييد حلبة (ARENA) للألعاب الإلكترونية في إطار مشروع مدينة الألعاب الإلكترونية بالرباط ووكذا إعادة تأهيل سوق الجملة القديم بالدار البيضاء ليتضمن حلبة للألعاب الإلكترونية إضافة الحاضنات للمقاولات الصغيرة جدا في المجال.
وتعهد بنسعيد بجعل المغرب منصة رائدة في صناعة الألعاب الإلكترونية على المستوى الإفريقي والدولي هيكلة البيئة الاقتصادية لصناعة الألعاب الإلكترونية من خلال جلب المستثمرين الأجانب في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية وخلق نظام اقتصادي قادر على توفير 6000 فرصة شغل جديدة للشباب المغربي في أفق 2030 بما فيها 3300 فرصة شغل مباشرة.
كما تهدف هذه المشاريع لجعل قطاع صناعة الألعاب الإلكترونية رافعة للنمو الاقتصادي حيث من المتوقع أن يحقق سنة 2024 رقم معاملات على المستوى الوطني يقدر بحوالي 2.27 مليار درهم متجاوزا بذلك باقي الصناعات الثقافية والفنية الأخرى، كما تسعى الوزراة، حسب المسؤول الحكومي، إلى رفع رقم المعاملات من السوق العالمية خلال الأربع سنوات المقبلة، مع إطلاق مسالك تكوينية في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية بالمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما.
إلى ذلك، يعتزم قطاع التواصل خلال سنة 2025 تنظيم للناظرة الوطنية الأولى حول واقع وآفاق قطاع الإشهار في المغرب، وتهدف هذه المناظرة إلى فتح النقاش بين مختلف المهنيين والفاعلين في المجال لمناقشة التحديات الراهنة واستشراف سبل تطوير قطاع الإشهار وتعزيز دوره في التنمية الاقتصادية.
كما تروم هذه المناظرة المرتقبة، حسب المصدر ذاته، تناول مواضيع متنوعة بما في ذلك التنظيم القانوني للإشهار وأخلاقيات المهنة والتحولات الرقمية ودور الإشهار في الترويج للثقافة والقيم الوطنية للخروج بتوصيات عملية تمكن الوزارة بتشاور مع المهنيين من وضع تصور شامل الإصلاح القطاع والارتقاء به إلى مستوى المعايير الدولية.