يعيش العديد من موظفي المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، على وقع الغضب والاستياء الشديدين، جراء استمرار رفض الإدارة منحهم الحق في رخصهم السنوية، وتغيير مواعيدها، وتأخير رخص الأبوة.
وبحسب ما كشفه موظفون بالمندوبية تحدثت إليهم جريدة “العمق”، فإن إدارة المندوبية اعتادت رفض رخصهم السنوية بدون أي مبررات مقنعة، مشيرين إلى أن من بينهم من لم يستفيد من رخصته الإدارية منذ سنوات طويلة.
وأوضح المتضررون أن إدارة المندوبية تفرض على عدد منهم تغيير مواعيد رخصهم السنوية، دون الاكتراث لمصالحهم والتزاماتهم العائلية المبرمجة، وهو ما يثير غضبا عارما في صفوفهم، لافتين إلى أن هذه الممارسات تستهدف أساسا الموظفن المنخرطين في العمل النقابي.
إقرأ أيضا: سندات طلب “وهمية”.. لجنة افتحاص تفجر اختلالات “مدوية” بمندوبية الكثيري
والأكثر من ذلك، تضيف المصادر ذاته، أن هذا الرفض والتأخير يطال حتى رخصة الأبوة، حيث ترفض الإدارة منحها لعدد من الموظفين إلى بعد مرور أسابيع، وأحيانا بعد مرور أشهر طويلة، وتفرض على بعضهم تجزيئها، وهو ما يضيع الهدف الأساسي من هذه الرخصة.
وسبق أن خاضت النقابة الوطنية لموظفي المندوبية، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، عدة احتجاجات بالرباط، تنديدا بما تعتبره “انتهاك الحريات والحقوق” داخل المندوبية، كما سبقت أن راسلت رئيس الحكومة تطالبه بـ”التدخل الفوري والعاجل لوضع حد لـ”سياسة التمييز والانتقام الممارسة ضد الموظفين”.
الملف يصل البرلمان
وفي هذا الصدد، وجه الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادالية بمجلس النواب، سؤالا كتابيا إلى وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، حول عدم استفادة موظفي وموظفات المندوبية السامية لقدماء المقاومين من رخصهم السنوية ورخص الأبوة.
وقالت البرلمانية الاستقلالية خديجة بوكرن في سؤالها، تتوفر “العمق” على نسخة منه، إن إدارة مندوبية الكثيري “تحرم شريحة كبيرة من الموظفين من الإستفادة من رخصهم السنوية بدون مبرر أو بأعذار غير مؤسسة قانونا، وفي حالات عديدة دون توجيه جواب للمعني بالأمر”.
وأشارت البرلمانية إلى أن هذه الممارسات “تتسبب في تراكم طلبات الرخص الإدارية غير المستجاب لها للموظفين”، موضحة أن منهم من لازال لم يستفيد من رخصته الإدارية لسنوات عدة، رغم تقديمه لطلبات عديدة في الموضوع.
إقرأ أيضا: نقابة المخارق تدعو رئيس الحكومة للتدخل العاجل لوقف “انتهاك الحريات” بمندوبية الكثيري
وكشفت النائبة الاستقلالية أن هناك فئة عريضة من الموظفين يفرض عليهم في الكثير من الأحيان بتغيير تاريخ طلب الاستفادة من الإجازات السنوية، مما يتسبب في ضياع مواعيدهم والتزاماتهم الأخرى التي لا يمكن أن يقضوها إلا خلال رخصتهم السنوية.
ولفتت بوكرن إلى أن عددا من الموظفين تقدموا بطلبات الإستفادة من رخصة الأبوة، والتي لم تمنحها لهم إدارة المندوبية إلا بعد أشهر من ازدياد المولود، ومجزئة في حالات عدة، مشيرة إلى أن ذلك يتنافى مع الغاية من هذه الرخصة.
إقرأ أيضا: الاقتطاع من تعويضات موظفي “قدماء المقاومين” يضع الكثيري في قلب عاصفة جديدة
وأشارت إلى أن الفصل 39 من النظام الأساسي العام للوظيفة العمومية بالمغرب، يحدد أنواع الرخص الإدارية وأشكالها، والتي تعتبر من بين أهم الحقوق المضمونة والمخولة للموظف بحكم النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل في مختلف المؤسسات والإدارات العمومية.
وفي هذا السياق، ساءلت البرلمانية بوكرة، الوزيرة الوصية، عن الإجراءات التي ستتخذوها وزارتها لضمان تمتيع موظفي وموظفات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من رخصهم الإدارية في وقتها، إسوة بباقي زملائهم الموظفين في قطاعات أخرى.