آخر الأخبار

سيد: الخارطة السياحة لا تراعي القيمة الحقيقية للمدن الإسلامية التاريخية

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على الرابط أعلاه للمشاهدة على الموقع الرسمي

قال المؤرخ المصري أيمن فؤاد سيد إن فاس والقيروان وتونس القديمة والقاهرة مدن قديمة لا نظير لها في العالم؛ لكن لا تُظهر كثيرا ولا تبرز في الخارطة السياحية بالشكل الذي تستوجبه، علما أن للمدينة الإسلامية خصوصية نواتها الجامع والسوق والحمام ودار الإمارة وحولها الأحياء المختلفة بأشكال تختلف بين الشرق والغرب، وعندما نخرج منها نجد الأرباض ومدينة الموتى، وهو ما يحضر في العواصم الأولى مثل بغداد والفسطاط والقيروان وفاس، وكذلك في الأندلس، وغيرها.

جاء هذا خلال مشاركة المؤرخ والمفكر المصري أيمن فؤاد سيد في لقاء مع الإعلامي ياسين عدنان، ببرنامج في الاستشراق الذي تعرضه منصة “مجتمع”، حيث تطرق إلى علاقة الغرب بالمخطوطات العربية التي بدأت للتعرف على الدين الجديد في فترة الحروب الصليبية، ثم استمرت مع بدايات المتاحف في أوروبا، واهتمام فرنسا بالمخطوطات الشرقية، ثم فهرستها في مرحلة متأخرة.

وتابع: “نابليون بونابارت أسس مجمع العلم المصري، وطرح أسئلة على العلماء المرافقين له، وخرجت مخطوطات من مصر في زمنه، وبعده في عهد محمد علي باشا مع القنصل العام لفرنسا بمصر، وسواء تعلق الأمر بهذه المخطوطات أو تلك التي سلبت بطرق أخرى من طرف إسبانيا وألمانيا، مثلا، رُفض إرجاعها إلى اليوم.

ونبه المتدخل، في فترة لاحقة من مداخلته، إلى أن “مكتبات الشرق من إشكالاتها عدم الإتاحة؛ فنطلب الكتب من أوروبا وتأتينا بسهولة، وهنا نجد صعوبات في الحصول على مخطوطات من مكتباتنا الشرقية”.

وتحدث أيمن فؤاد سيد عن الطباعة وبدايتها، التي كانت مرحلة مهمة طبّق فيها على التراث العربي ما طبق على نشر التراث الكلاسيكي اليوناني واللاتيني، ومن أوائل الكتب التي نشرت في روما سنة 1593 “قانون الطب” لابن سينا، الذي كان مرجعا بارزا لأوروبا في المجال الطبي.

وسجل المتخصص أن النشر النقدي لم يظهر إلا بعد الطباعة، أي الاهتمام بالنسخ التي وصلتنا منقولة عن نسخ، ونسبة التحريف التي يمكن أن تكون كبيرة، مما يتطلب المقابلة مع النسخ، للوصول إلى أصل النص الأصلي للمؤلف؛ وهو ما يختلف عن مقابلة النصوص في التراث الإسلامي، مثل النسخة السلطانية للبخاري التي كانت عملا أحاديا؛ وفق معايير ضبط النص في تقاليدنا العربية الإسلامية.

نظام الإخراج الذي تطور بعد الطباعة، والذي يبين من أين أتت النسخة، وينجز كشّافات، ومقدمة فيها دراسة، تطلب 100 سنة بعد بدايات ظهوره في الغرب، بفعل الاحتكاك بمؤتمرات المستشرقين، ليبدأ وصوله إلى العالم العربي، عبر أعلام؛ من بينهم أحمد زكي باشا، الذي لما صار سكرتير مجلس النظار بمصر، أوعز بإنشاء لجنة إحياء الآداب العربية التي صارت القسم الأدبي في دار الكتب المصرية، وأخرج كتبا من بينها “الأغاني” و”صبح الأعشى” ودواوين كعب بن زهير وزهير بن أبي سلمى بمنهج علمي.

وحول إعادة النشر النقدي للنصوص التي سبق أن حققها المستشرقون، ذكر المؤرخ أن إعادة النشر النقدي تكون لثلاثة أمور؛ إما ظهور نسخ جديدة تقدم فوائد لا بد أن نستفيد منها، أو أن النسخ السابقة نفدت فلا بد من توفيرها للقراء المحدثين، أو بفعل ظهور مصادر جديدة في الفترة البينية بين الإخراج والمرحلة الجديدة التي نعد فيها الكتاب.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك الخبر

إقرأ أيضا