آخر الأخبار

سودانيون عالقون بين أنياب الجوع ونيران المدافع في كردفان

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في مدينة كادوقلي المحاصرة بإقليم كردفان جنوبي السودان، يتملك الخوف قلوب المدنيين جراء تصاعد العنف وتفاقم المجاعة ، ويبحثون عن مخرج من الحصار المطبق، لكن دون جدوى.

ومع انقطاع الاتصالات، أصبح استخدام الإنترنت محدودا ومُكلّفا ويخضع لمراقبة قوات الجيش السوداني التي تسيطر على المدينة، التي أعلنت الأمم المتحدة حالة المجاعة فيها، وحذرت مرارا من تصعيد وحشي يعصف بسكانها.

وأسفرت أحدث الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع ، وهي غارة جوية بطائرة مسيرة على قاعدة تابعة لقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أمس الأول السبت، عن مقتل 6 جنود من بنغلاديش.

حصار مُطبق

في مقابلة أجرتها وكالة الأنباء الفرنسية مع شخصين من سكان المدينة، لم تذكر اسميهما لأسباب أمنية، تحدثا عن تصاعد متسارع في وتيرة العنف وعن حالة الرعب التي يعيشها السكان.

وقال أحدهما: "تعرّضنا مؤخرا لقصف مدفعي عنيف وهجمات كثيرة بالطائرات المسيرة ، نعيش في خوف دائم من التعرّض للقصف العشوائي في أي لحظة. الجميع مجبرون على البقاء في منازلهم".

وأكد أن قوات الجيش تسيطر على المدينة المحاطة بجبال النوبة، بينما تحاصرها قوات الدعم السريع من كل الجهات. مشيرا إلى أن هناك طريقا واحدا إلى خارج المدينة، يؤدي جنوبا إلى دولة جنوب السودان ، أو شمالا إلى مدينة الدلنج المحاصرة أيضا، وقد فتك الجوع بسكّانها.

وقبل عام ونصف، قطعت هذا الطريق الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، الحليف الوثيق لقوات الدعم السريع.

وأضاف المصدر أنه "مع إغلاق هذا الطريق، أصبحت مدينة كادوقلي معزولة تماما عن بقية السودان . ويتمركز مقاتلو الحركة حاليا على المرتفعات الشرقية المطلة على المدينة".

وتابع: "يمكن رؤيتهم بوضوح بالعين المجردة على قمة الجبل، مع مدفعيتهم الثقيلة".

في مرمى النيران

على الجانب الآخر، تتمركز قوات الدعم السريع في مكان يسمح لها بإمطار المدينة بالقذائف ذات العيار الثقيل بشكل عشوائي، ويرد الجيش على القصف من حين إلى آخر.

إعلان

وقال المصدر: "يواجه المدنيون وضعا مأساويا، فنحن معرّضون لخطر الإصابة بنيران المدفعية الثقيلة والرصاص الذي ينهمر فوق رؤوسنا عشوائيا، والهجمات التي تستهدف بوضوح كل شيء في المدينة، ليس فقط الأهداف العسكرية، بل أيضا الأماكن التي يلجأ إليها النازحون" الذين شردتهم الحرب.

ثمار سامة

وفق أحد المصدرين، فإن الإمدادات القليلة التي تصل إلى المدينة المحاصرة "تُهرّب وتُباع بأسعار باهظة لا تستطيع معظم العائلات تحمّلها". وأوضح أن هناك نقصا في كل شيء خاصة الطعام والدواء.

وتعتمد معظم العائلات على محصول محلي واحد تنتجه المنطقة هي الذرة الرفيعة، وقد أصبح الحصول عليها صعبا.

وبينما يزرع البعض خضراوات في فناء منازلهم، اضطر كُثر إلى "أكل ما يجدونه في الغابة للبقاء على قيد الحياة، وبالطبع، تعتمد عائلات كثيرة على التسول"، وفق الشاهدين.

وتحدث المصدر عن حوادث مات أصحابها وهم يحاولون أكل ما يسد رمقهم، فلقوا مصرعهم على نحو مروع، وقال: "أودّ أن أروي لكم قصة 4 أشقاء، تتراوح أعمارهم بين 4 و12 سنة، توفوا بسبب تناولهم ثمار شجرة سامة، بعدما لم يجدوا ما يأكلونه غير ذلك. دُفنوا في المقبرة هنا، وستبقى ذكراهم محفورة في ذاكرتي ما حييت".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا