في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تلقت أوكرانيا من الولايات المتحدة مقترحاً جديداً للسلام يُلزم كييف بالتنازل عن أراضٍ تحتلها روسيا، وبخفض عديد جيشها إلى أقل من النصف، على ما أفاد مسؤول كبير مطلع على الاقتراح، الأربعاء.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن مسودة الاقتراح تنص على "الاعتراف بشبه جزيرة القرم ومناطق أخرى سيطرت عليها روسيا"، و"خفض عديد الجيش إلى 400 ألف جندي".
تابع المصدر: "نتلقى إشارات تدفعنا إلى الاعتقاد بأن علينا الموافقة على هذا المقترح".
وقُتل ما لا يقل عن 25 شخصاً وأصيب أكثر من 90 آخرين، الأربعاء، في واحدة من أسوأ الضربات الروسية على غرب أوكرانيا، وخاصةً لفيف وإيفانو فرانكيفسك وتيرنوبل.
وكان الكرملين رفض، الأربعاء، التعليق على تقارير نشرها موقع "أكسيوس" الأميركي تشير إلى أن واشنطن وموسكو تعدّان وسط أجواء من التكتم خطة سلام لإنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ نحو أربع سنوات.
وجاء الحديث عن المقترح الأميركي الجديد، بعيد لقاء بين زيلينسكي وإردوغان في أنقرة، حيث أعرب الرئيس الأوكراني عن أمله في استئناف عمليات تبادل السجناء مع روسيا "بحلول نهاية العام".
وقال مسؤول أوكراني إن الاجتماع الذي عُقد بدون حضور روسي يهدف إلى "إعادة إشراك" الولايات المتحدة في عملية السلام المتعثرة، رغم أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لم يكن حاضرا، في ظل مواصلة روسيا ضرباتها على المدن الأوكرانية والبنية التحتية للطاقة.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن هذه الضربات تُظهر أن "الضغط على روسيا لم يكن كافيا".
وسخر وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا قائلاً: "هكذا تبدو "خطط السلام" الروسية في الواقع".
من جانبه، أعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، الأربعاء، عن "صدمته" إزاء الغارة الجوية الروسية على تيرنوبل.
واعتبر تورك في بيان أن الهجمات الأخيرة "أضاءت مجددا وبشكل مؤلم على فظاعة الصواريخ القوية بعيدة المدى مرفقة بالاستخدام المتزايد لأسراب المسيّرات من القوات الروسية" في أوكرانيا.
ودان المستشار الألماني فريدريش ميرتس "التكثيف الهائل" للضربات الروسية. وعلق في مؤتمر صحافي: "لا علاقة لهذا بأهداف عسكرية، إنها حرب إرهاب بحتة ضد السكان المدنيين الأوكرانيين".
منذ عودته إلى البيت الأبيض في مطلع العام، قدّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه وسيطا في هذا النزاع، مع أنّ واشنطن كانت داعما عسكريا وماليا رئيسيا لكييف على مدى السنوات الأربع الفائتة.
إلا أن جهود ترامب لم تُفضِ إلى وقف القتال، وفرض الرئيس الأميركي خلال أكتوبر (تشرين الأول) عقوبات على قطاع النفط الروسي.
وعلى الرغم من عقد جولات مفاوضات كثيرة بين روسيا وأوكرانيا هذا العام في إسطنبول، لا تزال مواقف الطرفين متعارضة تماما بشأن شروط السلام، وإقرار وقف إطلاق النار.
تطالب روسيا التي تسيطر على حوالى 20% من أراضي أوكرانيا، كييف بالتنازل عن خمس مناطق والتخلي عن مشروعها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). ترفض كييف هذه المطالب، وتدعو إلى نشر قوات غربية في الأراضي المتبقية تحت سيطرتها، وهي فكرة تعتبرها روسيا غير مقبولة.
وتأتي رغبة كييف في استئناف المفاوضات في وقت عصيب جدا للجيش الأوكراني.
تبدو مدينة بوكروفسك الواقعة في الشرق قاب قوسين من السقوط، وسيطر الجنود الروس على منطقة دنيبروبيتروفسك هذا الصيف، ويتقدمون منذ أيام عدة في منطقة زابوريجيا (جنوب)، حيث كانت الجبهة في حال جمود إلى حد كبير لعامين.
المصدر:
العربيّة