في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قالت محافظة القدس إن سلطات الاحتلال سلمت اليوم الأربعاء مواطنين فلسطينيين 30 إخطار هدم ووقف بناء في العيسوية وبلدة الزعيّم، شرق القدس المحتلة. في حين قالت منظمة "عير عميم" اليسارية الإسرائيلية إن الحكومة شرعت في اتخاذ إجراءات جديدة للسيطرة على حي الشيخ جراح في المدينة وطرد الفلسطينيين منه.
وذكرت المنظمة -في تقرير لها بعنوان "خنق الشيخ جراح: أدوات جديدة للسيطرة الإسرائيلية والتهجير الفلسطيني"- أن الحكومة الإسرائيلية دخلت مرحلة جديدة وخطيرة في مساعيها للسيطرة على الحي، أحد أبرز أحياء القدس الشرقية وأكثرها رمزية.
وحذرت من أن "الدولة الإسرائيلية تستخدم اليوم أدوات قانونية وتخطيطية وإدارية غير مسبوقة لتحقيق الهدف نفسه: تهجير السكان الفلسطينيين وتثبيت الوجود الاستيطاني في قلب الحي".
ومن جملة تلك الأدوات -وفق التقرير- مشاريع تجديد حضري واسعة النطاق، تضم نحو ألفي وحدة سكنية للمستوطنين الإسرائيليين، مع استبعاد السكان الفلسطينيين تماما.
يضاف إلى ذلك تسجيل الأراضي (تسوية حقوق الملكية) في عدد من القطع، مما أتاح للمؤسسات الحكومية والمستوطنين تسجيلها بأسمائهم، فضلا عن مصادرة المساحات العامة وإعادة تخصيصها لخدمة مؤسسات دينية يهودية ومشاريع قومية دينية.
كما اعتبرت المنظمة أن هذه الآليات "إستراتيجية منسقة تهدف إلى تحويل الشيخ جراح من حي فلسطيني نابض بالحياة إلى جيب مقطع الأوصال تهيمن عليه المستوطنات الإسرائيلية".
ونقل التقرير عن الباحث الإسرائيلي بالمنظمة أفيف تتارسكي قوله إن ما نشهده في الشيخ جراح يمثل مرحلة جديدة في سعي إسرائيل لترسيخ سيطرتها على القدس الشرقية.
وأضاف تتارسكي "بعد سنوات من فشل محاولات الجمعيات الاستيطانية في طرد السكان، باتت الدولة نفسها تتولى القيادة مستخدمة أدوات قانونية وإدارية وتخطيطية جديدة لترسيخ الوجود الإسرائيلي، ودفع الفلسطينيين إلى الرحيل".
كما حذر من أن ما يجري في الشيخ جراح لا يقتصر على حي واحد، بل يعكس سياسة حكومية شاملة لإعادة تشكيل المدينة بأسرها.
يشار إلى أن منظمات استيطانية مدعومة من الحكومة الإسرائيلية تسعى لإخلاء مئات الفلسطينيين في حي الشيخ جراح من منازلهم التي يقيمون فيها منذ خمسينيات القرن الماضي.
وتدعي هذه المنظمات أن المنازل أقيمت على أرض كانت بملكية يهودية قبل 1948، وهو ما ينفيه الفلسطينيون بالحي.
وخلال السنوات الماضية، استولى مستوطنون على منازل بالحي، بينما يواصلون العمل لمصادرة مزيد منها بغرض إقامة مستوطنة على أنقاضها.
ويصر الفلسطينيون على أن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، في حين تقول إسرائيل إن المدينة بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لها.
المصدر:
الجزيرة