في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
واشنطن – يتعرَّض إدخال المساعدات الإنسانية الإغاثية إلى قطاع غزة وتوزيعها لعقبات متعددة يُعقّدها التضييق الإسرائيلي وإغلاق حكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة- المتكرر للمعابر الرئيسية.
بالإضافة إلى ذلك، ترفض إدارة الرئيس دونالد ترامب قيام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( أونروا ) بهذا الدور.
ونصَّت المادة الثامنة من خطة ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة على أن "يتم إدخال المساعدات وتوزيعها في غزة دون أي تدخل من إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية ( حماس )، وذلك من خلال الأمم المتحدة ووكالاتها والهلال الأحمر، إضافة للمنظمات الدولية الأخرى غير المرتبطة بأي من الطرفين (إسرائيل وحماس) بأي شكل كان، وتخضع إعادة فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين للآلية التي تم تنفيذها بموجب اتفاق 19 يناير/كانون الثاني 2025″.
وبحسب تقرير لوكالة رويترز، تدرس واشنطن اقتراحا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة من شأنه أن يحل محل مؤسسة غزة الإنسانية.
وتتراوح الأفكار الأميركية قيد المناقشة بين الإشراف المباشر على توزيع الأغذية في الأراضي التي لا تزال تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية، وتكليف منظمة جديدة بهذه المهمة، وتقديم المساعدات إلى منظمات غير حكومية أخرى لتقوم بمهام التوزيع في المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية.
وقد علَّقت "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي تشكلت في فبراير/شباط الماضي في واشنطن وباركتها الحكومة الإسرائيلية، أعمالها بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار قبل أسبوعين.
واتهمت المؤسسة بانتهاك مبادئ الإغاثة وتسليح المساعدات (جعلها مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية)، حيث استشهد عشرات الفلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء انتظارهم الحصول على الطعام في منفذي توزيع الغذاء التابعين للمنظمة.
ورفضت الأمم المتحدة ومعظم منظمات الإغاثة الرئيسية العمل مع مؤسسة غزة الإنسانية، متهمة إياها بتسليح المساعدات وجعل التجويع ورقة مساومة لتهجير الفلسطينيين قسرا إلى جنوب غزة، وهو هدف حدده بعض القادة الإسرائيليين سابقا.
وفي وقت يقوم فيه عدد من ضباط الجيش الأميركي والمسؤولين المدنيين في مركز التنسيق المدني العسكري، الذي أسَّسته واشنطن داخل إسرائيل، بمحاولة التغلب على عقبات إدخال الطعام وتوزيعه في قطاع غزة، تقول الخبيرة بالمجلس الأطلسي ومديرة الشبكة الدولية للمساعدات والإغاثة والمساعدة أروى دامون، في مشاركة على موقع المجلس، "المنظمات الإنسانية على الأرض في غزة تعرف كيف تنجز المهمة، ولكن هذا إذا سمح لها بذلك".
وتضيف "هذا متروك إلى حد كبير إلى إسرائيل وإدارة ترامب. وإسرائيل لا تزال تتحكم في عدد الشاحنات المسموح لها بدخول غزة والطرق التي يمكن للمنظمات الإغاثية استخدامها للوصول إلى نقاط التوزيع".
من جهة أخرى، يرى السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط والخبير حاليا بالمجلس الأطلسي، أن "الرئيس ترامب، وبدعم من مستشاريه، لا يريد أن يذهب الفضل في دخول المساعدات الإنسانية إلى حماس، كما أن ترامب نفسه ليس حريصا على أن يذهب أي فضل إلى السلطة الفلسطينية".
في حين يشير أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة سيراكيوز بنيويورك البروفيسور أسامة خليل إلى أن "إدارة ترامب تستثمر في الحفاظ على المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار على الأقل حتى تتم إعادة جثث المحتجزين الإسرائيليين المتبقية لدى المقاومة في غزة. ومع ذلك، فإن هذا يعني أن إسرائيل يمكنها الاستمرار في قتل الفلسطينيين في وقت تدّعي فيه أنها تلتزم بشروط الاتفاق".
وقال خليل للجزيرة نت "هناك دينامية (سلوك) مماثلة مع المساعدة الإنسانية، إذ أفادت منظمات الإغاثة بأن الحد الأدنى من المساعدة قد دخل غزة بموجب وقف إطلاق النار حتى الآن، وأن الحالة يائسة".
وأضاف "من غير المرجح أن تمارس إدارة ترامب ضغوطا على إسرائيل لزيادة حجم المساعدات على المدى القصير أو الطويل، وبدلا من ذلك، سيدعي البيت الأبيض ويُرجع الفضل إلى ترامب في تحقيق وقف إطلاق النار، ويلقي باللوم على حماس في أي قضايا تمنع التنفيذ الكامل للاتفاق".
وفي الوقت الذي أكمل فيه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو سلسلة زيارات أميركية رفيعة "لدعم التنفيذ الناجح لخطة ترامب الشاملة لإنهاء الصراع في غزة"، بعد زيارات قام بها في وقت سابق من الأسبوع جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي، ومن قبله مبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ، ومستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، انتقد روبيو الأونروا ووصفها بأنها "شركة تابعة لحماس".
وفي حديثه من داخل مركز التنسيق المدني العسكري، أضاف روبيو أن الأونروا "لن تلعب أي دور" في إيصال المساعدات إلى قطاع غزة.
يذكر أن إسرائيل، وإضافة إلى لوبياتها في الولايات المتحدة ، لم تتوقف منذ هجمات 7 أكتوبر /تشرين الأول 2023 عن تكرار ادعاءات انتماء العشرات من موظفي الأونروا إلى حماس.
وشدد روبيو على أن بلاده مستعدة للعمل مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى لإيصال المساعدات إلى داخل قطاع غزة.
من جهة أخرى، أعلنت منظمة " المطبخ المركزي العالمي " التي سبق أن وقع عدد من موظفيها الدوليين ضحايا لهجمات إسرائيلية، توسيع نطاق جهودها للإغاثة الغذائية في قطاع غزة عقب وقف إطلاق النار، حيث تدير المنظمة حاليا العديد من المطابخ الميدانية وتدعم العشرات من المطابخ المجتمعية بهدف تقديم مليون وجبة يوميا.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة