فازت الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، بجائزة نوبل للسلام الجمعة.
وقالت لجنة نوبل النرويجية في بيان، إنه تمّ منحها الجائزة بسبب "عملها الدؤوب في تعزيز الحقوق الديمقراطية لشعب فنزويلا ونضالها من أجل تحقيق انتقال عادل وسلمي من الدكتاتورية إلى الديمقراطية".
وأضاف البيان أنّ ماتشادو تستوفي "جميع المعايير" التي وضعها ألفريد نوبل للجائزة. ووَضح أنّ الحائزة على الجائزة "تجسد الأمل في مستقبل تُصان فيه حقوق المواطنين".
ولم يُمنح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، جائزة نوبل للسلام، بعد إعلانه التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وعبّر ترامب صراحة عن رغبته في الحصول على الجائزة التي فاز بها أربعة من أسلافه من رؤساء الولايات المتحدة.
وفي أول تعليق لها على فوزها بالجائزة، قالت ماتشادو إنها مصدومة لسماع خبر فوزها بجائزة نوبل للسلام هذا العام.
وفي مقطع فيديو أرسله فريقها الصحفي لوكالة فرانس برس، قالت ماتشادو: "أنا مصدومة!".
وأضافت ماتشادو، البالغة من العمر 58 عاماً، والتي تقيم في مخبأ في فنزويلا منذ أغسطس/آب 2024: "ما هذا؟ لا أصدق".
واختفت زعيمة المعارضة الفنزويلية عن الأنظار بعد الانتخابات التي جرت في يوليو/تموز من ذلك العام.
كما نُشر الفيديو الذي كانت تتحدث فيه مع زميلها في المعارضة إدموندو غونزاليس، على حساب غونزاليس على موقع إكس.
وكان غونزاليس قد ترشح لرئاسة فنزويلا عوضاً عن ماتشادو بعد منعها من خوض السباق. وهو اليوم يعيش في المنفى.
تعتبر ماتشادو أشدّ المعارضين لحكم الرئيس الفنزويلي الحالي، نيكولاس مادورو، الذي تولى السلطة عام 2013 ويواجه انتقادات وإدانات دولية واسعة بسبب "تقويضيه الديمقراطية وانتهاك حقوق الإنسان" في فنزويلا.
وصف رئيس جائزة نوبل، يورغن واتن فريدنس، العمل الديمقراطي في فنزويلا "بالخطير".
وقال إنّ ماتشادو "دافعت عن انتخابات حرة ونزيهة قبل أكثر من عشرين عاماً - مُفضّلةً صناديق الاقتراع على الرصاص"، كما يقول.
وأضاف أنها أمضت سنواتٍ في العمل من أجل الحرية.
وكانت ماتشادو أعلنت قرار العيش مختبئة في بلادها، في رسالة نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال في الأول من أغسطس/آب 2024 بعنوان: "أستطيع إثبات هزيمة مادورو".
وكتبت فيها: "أكتب هذا من مكان اختبائي، خوفاً على حياتي وحريتي وحريات مواطنيّ من الدكتاتورية التي يقودها نيكولاس مادورو".
وفي الرسالة، ذكرت أن لديها دليلاً على أن نيكولاس مادورو لم يفز في الانتخابات، وقالت إنه "من غير المعقول" أن يُقرّ بالهزيمة.
كما قالت في رسالتها أنّ "الفنزويليون مستعدون للتخلص من الديكتاتورية. هل سيدعمنا المجتمع الدولي؟".
وتشير فانيسا بوششلوتر، محررة شؤون أمريكا اللاتينية والكاريبي في بي بي سي نيوز أونلاين، إلى أنّ ماتشادو "واصلت الضغط من أجل الحصول على دعم دولي وهي مختبئة داخل فنزويلا".
وتضيف أنها أسست علاقة وثيقة مع أعضاء إدارة ترامب، الذين أشاد بها الكثيرون منهم لرفضها الاستسلام حتى في مواجهة التهديدات المتكررة بالاعتقال.
وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قد وصفها بأنها "تجسيد للصمود والمثابرة والوطنية".
وتذكر بوششلوتر، أن العلاقات بين إدارة ترامب والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو توترت بشدة في الأسابيع الأخيرة، حيث نشرت الولايات المتحدة عدداً من السفن الحربية لدوريات في المياه قبالة سواحل فنزويلا بحثاً عن قوارب محملة بالمخدرات.
وقصفت الولايات المتحدة عدة قوارب زعمت أنها كانت محملة بالمخدرات، مما أسفر عن مقتل 21 شخصاً على الأقل.
وكانت الولايات المتحدة قد ضاعفت في أغسطس/آب 2024، المكافأة المرصودة مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال الرئيس الفنزويلي لتصل إلى 50 مليون دولار، متهمة إياه بأنه "أحد أكبر تجار المخدرات في العالم".
ويُعدّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أشدّ منتقدي مادورو، الذي عاد إلى منصبه في يناير/كانون الثاني عقب انتخاباتٍ شابتها مزاعم تزويرٍ للأصوات. وقوبلت نتائجها برفضٍ واسعٍ من المجتمع الدولي.
علّق مدير الاتصالات في البيت الأبيض، على فوز ماتشادو بجائزة نوبل للسلام بالقول بإنّ "لجنة نوبل أثبتت أنها تُفضّل السياسة على السلام".
وفي منشور على موقع إكس، كتب ستيفن تشيونغ، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب "سيواصل إبرام اتفاقيات السلام، وإنهاء الحروب، وإنقاذ الأرواح".
وأضاف أنّ الرئيس يتمتع "بروح إنسانية، ولن يوجد من يضاهيه في قدرته على تحريك الجبال بقوة إرادته".