آخر الأخبار

غارديان: سباق تكنولوجي يهدد غواصات أستراليا النووية

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

تشهد التكنولوجيا العسكرية البحرية سباقا متسارعا قد يغيّر جذريا ميزان القوة في أعماق المحيطات، وسط مخاوف متزايدة من أن يصبح مشروع الغواصات النووية الأسترالية ضمن مشروع " أوكوس " مجرد "توابيت بمليارات الدولارات".

وأورد تقرير لمراسل صحيفة غارديان البريطانية في أستراليا بن دوهيرتي أن أصوات الخبراء تتصاعد بتحذير أستراليا من أن استثماراتها العملاقة في مجال الغواصات ذات الدفع النووي قد تصبح من دون جدوى إذا ما نجحت التقنيات الحديثة في كشف الغواصات وإبطال ميزة التخفي التي جعلت منها "المفترس الأعتى" في المحيطات.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 كلاب روبوتية وأشعة ليزر وميكروويف.. أسلحة لحسم حروب المستقبل
* list 2 of 2 إعلام إسرائيلي: المحتجزون مهددون ونتنياهو حارب الدولة الفلسطينية وسيتسبب بقيامها end of list

وقال التقرير إن الغواصات النووية مثلت على مدى عقود، سلاحا إستراتيجيا بالغ الأهمية، فهي قادرة على التخفي لفترات طويلة في أعماق البحر.

كما أنها تؤدي دورا محوريا في الردع النووي من خلال ضمان "الضربة الثانية" في حال تعرض أي دولة لهجوم.

لكن هذه الصورة المنيعة باتت تواجه تهديدا متزايدا بفعل التطورات المتسارعة في تقنيات الرصد والكشف.

مصدر الصورة غواصات من فئة "سوفران" الفرنسية التي بيعت في البداية إلى أستراليا (الفرنسية)

طفرة في أدوات الكشف

وأوضح بن دوهيرتي أن التقارير البحثية، ومعظمها صادر من الصين ، تتحدث عن طفرة في أدوات الكشف البحري، تشمل شبكات هائلة من أنظمة السونار فائقة الحساسية، وأجهزة استشعار كمية يمكنها رصد أدق الاضطرابات الذرية في المحيطات، وأقمارا اصطناعية قادرة على اكتشاف التغيرات حتى إذا كانت طفيفة في سطح البحر.

وأضاف أن التطورات المتسارعة تشمل، فضلا عن الأدوات المذكورة، معالجة البيانات المعقدة التي أصبحت ممكنة بفضل الذكاء الاصطناعي ، إذ يتيح تمييز الأنماط الدقيقة وسط كم هائل من المعلومات لا يمكن لمحلل بشري استيعابه.

فالصين، الخصم الذي أنشئ تحالف "أوكوس" في الأساس لموازنته، يقول الكاتب، تقود جانبا كبيرا من هذه التطورات.

إعلان

المحيطات الشفافة

ففي العام الماضي أعلن فريق من جامعة "شانغهاي جياو تونغ" عن تطوير جهاز استشعار بحري قادر على رصد الإشارات الكهرومغناطيسية الصادرة عن مروحة غواصة من مسافة تصل إلى 20 كيلومترا، أي ما يعادل 10 أضعاف المدى السابق.

وفي دراسة أخرى نشرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، كشف باحثون من مدينة شيآن عن تطوير جهاز مغناطيسي جوي قادر على تتبع الأثر المغناطيسي الذي تخلفه الغواصات في أعماق البحر.

وعلق دوهيرتي بأن هذه التطورات تعزز المخاوف من أن المحيطات -التي كانت تعد "المكان غير المرئي الأخير على الأرض"- قد تصبح أكثر شفافية خلال العقود المقبلة.

وأشار إلى أن تقريرا أكاديميا بعنوان "المحيطات الشفافة"، شاركت في إعداده الباحثة الأسترالية آن-ماري غريسوغونو عام 2020، أكد أن الغواصات النووية لن تكون قادرة بحلول خمسينيات القرن الحالي على الاختفاء كما في الماضي.

دوهيرتي: هذه التطورات تعزز المخاوف من أن المحيطات -التي كانت تعد "المكان غير المرئي الأخير على الأرض"- قد تصبح أكثر شفافية خلال العقود المقبلة

الدفاع أجدى من الهجوم

ونقل التقرير عن غريسوغونو أن المسألة لا تتعلق بتقنية واحدة فقط، بل بشبكات مترابطة من مجسات وأجهزة رخيصة الثمن تعمل بشكل تكاملي، بحيث لا يؤدي فقدان بعضها إلى انهيار النظام، مما يجعلها أنظمة دفاعية رخيصة لكنها قادرة على تحييد أصول عسكرية باهظة الكلفة.

وتضيف غونو: "إذا كان بإمكانك عبر شبكة رخيصة أن تعطل أصولا عسكرية بمليارات الدولارات، فإن ميزان القوة سينقلب لصالح الدفاع لا الهجوم".

تكامل الأسلحة

ومع ذلك، يورد التقرير، أن الحكومة الأسترالية لا يبدو عليها أنها في وارد التراجع عن مشروع الغواصات النووية الذي تبلغ تكلفتها 368 مليار دولار.

ففي تصريحات حديثة، أكد وزير الدفاع ريتشارد مارلس أن بلاده "واثقة جدا" من أن الغواصات المستقبلية ستظل ركيزة أساسية لقدرات أستراليا الدفاعية.

وأشار إلى أن الاستثمار في الغواصات غير المأهولة "غوست شارك" -وهي مركبات تحت مائية تعمل بالذكاء الاصطناعي- سيكمل قدرات الغواصات المأهولة ولن يحل محلها.

وفي النهاية، يظهر أن السؤال الأكبر أمام أستراليا وحلفائها ليس فقط مدى فعالية الغواصات النووية، بل حجم الرهان الذي يستحق وضعه في هذا المشروع الباهظ وسط ثورة تكنولوجية غير مسبوقة تعيد تشكيل قواعد الصراع تحت سطح البحر، على حد قول الكاتب.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا