احتفالات في #إثيوبيا بالجهوزية النهائية لـ #سد_النهضة استعدادًا لافتتاحه رسميًا بعد 14 عامًا من التشييد والبناء pic.twitter.com/N57axp1HPb
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) September 8, 2025
اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بالجدل عقب إعلان إثيوبيا اليوم الثلاثاء افتتاح سد النهضة ، أكبر مشروع مائي لتوليد الطاقة الكهربائية في البلاد، وسط استمرار الخلاف مع دولتي مصب نهر النيل ، مصر و السودان .
وأثار ظهور رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وهو يبكي خلال الاحتفال بافتتاح السد موجة واسعة من التعليقات والتفاعل على مواقع التواصل، حيث اعتبر كثيرون هذه اللحظة دليلا على الأهمية الرمزية للمشروع بالنسبة لإثيوبيا.
وتساءل العديد من المعلقين عبر المنصات الرقمية عن طبيعة الرد المصري والسوداني على الخطوة الإثيوبية، خاصة بعد أن أصبح السد أمرا واقعا.
كما وصفت بعض الصحف المصرية هذه الخطوة بأنها استفزاز علني بعد إقامة احتفال ضخم بمناسبة اكتمال بناء السد بحضور رئيس الوزراء الإثيوبي وكبار المسؤولين.
يحق له أن يبكي ويفتخر.. لكن لا تنس أن دموع آبي أحمد ليست ماء النيل
فالسد قد يكون فخرا لإثيوبيا لكنه تحدٍ خطير لجيرانها
الفخر مشروع لكن المسؤولية أعظم— النمر العربي (@2030FHD) September 9, 2025
ورأى كثير من المدونين أن آبي أحمد يؤجج التوتر من جديد مع مصر والسودان، مشيرين إلى أن الدبلوماسية المصرية والسودانية لم تنجح في ثنْي إثيوبيا عن المضي قدما في المشروع، أو حتى التوصل إلى اتفاق يحد من انعكاساته السلبية، وخصوصا على مصر دولة المصب.
وأشار ناشطون إلى أن خيارات مصر والسودان باتت محدودة جدا في ظل إعلان أديس أبابا تشغيل السد دون التوصل إلى اتفاق ملزم، معبرين عن استيائهم من أداء القاهرة والخرطوم خلال السنوات الماضية في مواجهة المشروع الإثيوبي.
وكتب أحد المدونين قائلا: في رأيي بُني السد أساسا للإضرار بمصر وأمنها المائي، بل يهدف أيضا إلى تعطيل السد العالي كمخزون مائي إستراتيجي لمصر. هذه أهداف مرسومة ومخططة منذ خمسينيات القرن الماضي، وضعها مكتب الاستصلاح الأميركي، وتدعمها تقارير أميركية معلنة تم نشرها عام 1964.
منذ فترة طويلة أتحدث عن سد النهضة وعن خطره الإستراتيجي و القومي على مصر و أن هذا المشروع تم تنفيذه بتحريض صهيوني وبتمويل خارجي ، وأن هذا المشروع يمسك مصر من عنقها لإخضاعها للسياسات الأميركية والمصالح الإسرائيلية .
تدشين السد تم البارحة فإنفجرت دموع أبي أحمد التي سالت على خدوده. pic.twitter.com/z3TPWoPFNg— General Mounir Shehadeh (@MounirShehadeh) September 9, 2025
من جهة أخرى، رأى بعض المعلقين أن سد النهضة بالنسبة للإثيوبيين يمثل مشروعا سياديا في المقام الأول قبل أن يكون مشروعا اقتصاديا، وأكدوا أن إثيوبيا تمكنت، منذ انطلاق المشروع عام 2011، من تجاوز التحديات السياسية والاقتصادية بفضل تلاحم مواطنيها والتفافهم حول هذا المشروع كرمز للسيادة الوطنية والاستقلال في اتخاذ القرار.
وأوضح آخرون أن السد قد اكتمل وامتلأت بحيرته بالفعل، ومع ذلك لم تتراجع حصة مصر من مياه النيل حتى الآن. وأكدوا أن مصر لم تعترض في أي وقت على مبدأ بناء السد وحق إثيوبيا في توليد الكهرباء وتحقيق التنمية، بل كان اعتراضها الدائم على غياب اتفاق ملزم بشأن تشغيل السد، وضرورة إشراكها في إدارة المنشأة، لا سيما في فترات الجفاف الممتد.
وأضافوا أن نقطة الخلاف الجوهرية تتعلق بآليات تشغيل السد في أوقات الجفاف، حيث تطالب مصر بأن تقوم إثيوبيا بإطلاق جزء من المخزون المائي خلف السد، وعدم الاكتفاء بتمرير ما يرد من الأمطار فقط، لأن ذلك يهدد حصة مصر المائية بشكل كبير في الأوقات التي لا تحتاج فيها إثيوبيا فعليا لمياه النيل.
يقع سد النهضة الإثيوبي الكبير -وفق التسمية الإثيوبية- على نهر النيل الأزرق في إقليم بني شنقول/قماز بشمالي غربي إثيوبيا على بعد نحو 30 كيلومترا من الحدود مع السودان، بالقرب من نقطة التقاء النيل بنهر بيليس، أحد روافد النيل الأزرق.