آخر الأخبار

حرب غزة: "إسرائيل ترتكب جرائم حرب" - إيهود أولمرت في هآرتس

شارك
مصدر الصورة

في جولتنا اليوم بين الصحف، نستعرض معكم عدداً من مقالات الرأي حول حكومة بنيامين نتنياهو، وموقف حُلفاء إسرائيل في الخارج بل ومواقف سياسيين في الداخل الإسرائيلي، من سياسات تلك الحكومة في قطاع غزة.

ونستهل جولتنا من هآرتس الإسرائيلية والتي نشرت مقالاً بعنوان "كفى، طفح الكيل! إسرائيل ترتكب جرائم حرب"، بقلم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت.

وبدأ أولمرت بالقول إن حكومة إسرائيل تشنّ حالياً حرباً بلا غاية، وبلا أهداف أو تخطيط واضح، وبلا فُرَص للنجاح.

ورأى أولمرت أن إسرائيل منذ قيام دولتها لم تشنّ مثل هذه الحرب، قائلاً إن "العصابة الإجرامية" التي يرأسها بنيامين نتنياهو جاءت بسابقة لا مثيل لها في تاريخ إسرائيل في هذا الصدد.

واعتبر أولمرت أن العمليات العسكرية الأخيرة في غزة لا علاقة لها بأهداف الحروب المشروعة، إنما هي "حرب سياسية خاصة" ونتيجتها المباشرة هي تحويل قطاع غزة إلى "منطقة كوارث إنسانية".

ولفت رئيس الوزراء السابق إلى الاتهامات القوية التي وُجّهتْ، على مدار العام الماضي من حول العالم، إلى حكومة إسرائيل بسبب مسلكها العسكري في غزة، والتي تضمّنتْ اتهامات بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب.

"الحلقة المُفرَغة للحرب"

وقال أولمرت إنه، سواء في نقاشات عامة جرتْ داخل إسرائيل أو على منصّات دولية، رفض تلك الاتهامات بقوة رغم أنه لم يخشَ انتقاد الحكومة الإسرائيلية.

ودافع أولمرت بالقول إن إسرائيل لم تكن ترتكب جرائم حرب في غزة، وإذا كانت هناك أعمالُ قتْلٍ كثيرة قد وقعتْ، فإن أياً منها لم يكن بأوامر رسمية من الحكومة باستهداف مدنيين عشوائيا.

ونوّه أولمرت إلى أن أعداداً كبيرة من المدنيين الأبرياء قد سقطوا قتلى في غزة، على نحو يصعب تبريره أو قبوله – لكن كل هذه الأعداد كانت نتيجة "الحلقة المُفرَغة للحرب" على حدّ تعبيره.

ورأى أولمرت أن هذه الحرب المستعرة في غزة كان ينبغي أن تنتهي في مطلع عام 2024، قائلاً إنها مستمرة بلا مبرر، وبلا أي هدف واضح ولا رؤية سياسية لمستقبل غزة والشرق الأوسط بشكل عام.

وقال أولمرت إن الجيش الإسرائيلي، المكلّف بتنفيذ أوامر الحكومة، تصرّف في العديد من الوقائع بقسوة وبعدوانية مُفرِطة – إلا أنه فعل ذلك بدون أي أوامر أو تعليمات أو توجيهات من قيادة عسكرية باستهداف مدنيين عشوائياً.

"وعليه، وعلى حدّ علمي حتى ذلك الوقت، لم تكن هناك جرائم حرب قد ارتُكبت"، وفقاً لصاحب المقال.

"قبل أنْ تنبذنا الأمم ونُستدعى أمام الجنائية الدولية"

مصدر الصورة

واستدرك أولمرت بالقول "إن ما نفعله الآن في غزة هو حرب تدمير: وقتْل إجراميّ للمدنيين بطريقة عشوائية ووحشية لا حدود لها".

وأضاف أولمرت: "ونحن إذْ نفعل ذلك، لا نفعله بسبب فقداننا السيطرة في قطاع محدّد، ولا بسبب انفعالات مُفرِطة من جانب بعض الجنود في بعض الوحدات القتالية، إنما نفعل ذلك نتيجة لسياسة حكومية – غير مسؤولة وخبيثة ومتعمّدَة".

وأكّد أولمرت: "نعم، إسرائيل ترتكب جرائم حرب".

ولفت رئيس الوزراء السابق إلى أن هناك أصواتاً تتعالى بالفعل من حكومات صديقة لإسرائيل تنادي باتخاذ تدابير ملموسة ضد حكومة نتنياهو.

وتوقّع أولمرت لتلك الأصوات أن تتعالى أكثر وأكثر، لكنه في الوقت ذاته أعرب عن خشيته أن تكون النتيجة هي "عقاب ملموس موجّه ضد دولة إسرائيل" وليس ضد حكومة نتنياهو - متمثلاً في عقوبات اقتصادية ودبلوماسية مُضرّة.

وقال أولمرت إنه يعتقد أن "حكومة نتنياهو هي عدوّ داخليّ لدولة إسرائيل"؛ معتبراً أن هذه الحكومة أعلنت الحرب على دولة إسرائيل وسُكانها.

ورأى أولمرت أن "أياً من الأعداء الخارجيين لإسرائيل على مدى الـ 77 عاماً الماضية لم يُلحق بها ضرراً أكبر من ذلك الضرر الذي ألحقه بها ائتلاف نتنياهو الحاكم الآن – بما اشتمل عليه من شخصيات مثل إيتمار بن غفير، و بتسلئيل سموتريتش".

واختتم أولمرت بالقول: "لقد حان الوقت لكي نتوقف، قبل أنْ تنبذنا الأمم ونُستدعى أمام المحكمة الجنائية الدولية بتُهمة ارتكاب جرائم حرب، وليس معنا دفاع جيد. 'يكفي هذا، لقد طفح الكيل!'".

أفعال الحكومة الإسرائيلية "لا يمكن الدفاع عنها"

مصدر الصورة

وننتقل إلى صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، حيث نطالع مقالاً بعنوان "أوروبا بحاجة إلى تصعيد الضغط على نتنياهو"، لمحرّر الشؤون الخارجية بالصحيفة جدعون راخمن.

واستهلّ راخمن بالقول إنه عندما شنّتْ حماس هجوماً وحشياً ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، سارع قادة أوروبا إلى التعبير عن تضامنهم مع الدولة اليهودية، لكنْ بعد 20 شهراً، نشأتْ "فجوةٌ من عدم الفهم" بين أوروبا وإسرائيل.

ولفت الكاتب إلى انتقاد كل من بريطانيا، وفرنسا وكندا توسُّع إسرائيل في حربها على غزة، واصفةً الوضع الإنساني في القطاع بأنه "لا يُطاق".

ونوّه صاحب المقال إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أصبح مُعرّضاً لخطر الاعتقال إنْ هو سافر إلى المملكة المتحدة أو معظم دول الاتحاد الأوروبي – وذلك بسبب إصدار الجنائية الدولية اتهاماً ضده.

ورأى راخمن أن أقوى مبرِّر لزيادة الضغوط على حكومة نتنياهو هو أنّ "شبح الجوع لا يزال يلاحق الناس في قطاع غزة"، على حدّ تعبير الكاتب الذي لفت إلى تحذير الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر بأن حوالي 470 ألف شخص في خطر، وأن "الغالبية العظمى من الأطفال في غزة يواجهون الحرمان الشديد من الطعام".

ولفت الكاتب في هذا الصدد، إلى أن "الاستئناف المحدود لدخول المساعدات الذي سمحتْ به إسرائيل لا يُزيح الخطر عن المدنيين الغزيين".

وأكد صاحب المقال أن الأوروبييين ينبغي أن ترتفع أصواتهم على نحو أكثر جرأة، قائلا إن هذا الضغط على حكومة نتنياهو يمكن أن يكون مُجدياً.

وهنا، نوّه راخمن إلى أن هذه الحكومة الراهنة في إسرائيل لم تعُد تمثّل رأي غالبية السكان الإسرائيليين؛ مشيراً إلى استطلاع رأي حديث يُظهر أن 61 في المئة من الإسرائيليين يرغبون في إنهاء الحرب واستعادة الرهائن – في مقابل 25 في المئة فقط من الإسرائيليين يدعمون سياسة هذه الحكومة بالتوسّع في القتال واحتلال قطاع غزة.

ولفت الكاتب إلى أن رئيسَي الوزراء الإسرائيليَين السابقين إيهود باراك وإيهود أولمرت (من يسار ويمين الوسط السياسي الإسرائيلي) قد أدانا حكومة نتنياهو بعبارات أقوى من تلك التي استخدمها الساسة الأوربيون أنفسهم.

ورصد راخمن قول كثيرين في اليمين الإسرائيلي إن الانتقادات الأوروبية لإسرائيل هي متجذّرة في التاريخ الأسود للقارة العجوز فيما يتعلق بمعاداة السامية، "لكنّ هذا الطرح قد مضى زمنُه"، على حدّ تعبير الكاتب.

ولفت صاحب المقال إلى أن أوروبا على مدى العقود الماضية، دأبتْ على كسر العُزلة الاقتصادية والثقافية التي تعانيها إسرائيل في محيطها الشرق أوسطي، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لإسرائيل.

وعليه، رأى راخمن أن اتّهام هذه الدول الأوروبية ذاتها بدعْم السفّاحين وقَتلة الأطفال – هو "فِريَة دموية"، كما يروق لنتنياهو أن يقول بحسب الكاتب.

واختتم راخمن بالقول إن الأوروبيين لطالموا أبدوا استعدادهم للدفاع عن إسرائيل ضد أعدائها، لكنّ "ما تأتيه حكومة إسرائيل من أفعال في غزة اليوم لا يمكن الدفاع عنه".

"صبْر أقرَب الحُلفاء بدأ ينفد"

مصدر الصورة

ونختتم جولتنا من نيويورك تايمز الأمريكية، والتي نشرت تحليلاً بعنوان "تصريحات ترامب بخصوص غزة تعكس تزايُداً في عُزلة إسرائيل"، لمراسل الصحيفة في القدس باتريك كينغزلي.

وقال كينغزلي إن أقرب حلفاء إسرائيل ظلّوا على مدى شهور يتفادون الانضمام لموجة انتقادات عالمية ضد الحرب الإسرائيلية في غزة، "لكن هؤلاء الحلفاء الآن – بما فيهم الإدارة الأمريكية- يبدو أن صبرَهم بدأ ينفد".

ورأى الكاتب أن ذروة ضغوط هؤلاء الحلفاء على إسرائيل تمثّلتْ في دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد الماضي إلى "إنهاء الحرب في غزة بأسرع ما يمكن".

ولفت كينغزلي إلى أن هذا الموقف من جانب ترامب "يتناقض" مع موقفه في يناير/كانون الثاني الماضي لدى عودته للبيت الأبيض – عندما وضع اللوم على حماس، لا على إسرائيل، في استمرار الحرب في غزة.

"فضلاً عمّا كان يُبديه ترامب آنذاك من حِرصٍ على الظهور في جبهة موحَّدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو"، وفقاً للكاتب.

ولفت الكاتب إلى موقف الحكومة الإسرائيلية "المتحَدّي" لمواقف حُلفاء إسرائيل الغربييين، مشيراً في هذا الصدد إلى تصريح أدلى به وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بأن بلاده ستتخذ "تدابير أحادية" حال واجهتْ مزيداً من التهديدات الأوروبية.

كما لفت الكاتب إلى استمرار القوات الإسرائيلية في التقدّم في غزة، والسيطرة على نحو 40 في المئة من أراضي القطاع، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.

وأشار كينغزلي في هذا الصدد إلى موقف نتنياهو "المتحَدّي" أيضاً للحلفاء الغربيين، واتهامه بريطانيا، وكندا وفرنسا بـ "تعضيد حماس".

"لكن، في الداخل الإسرائيلي، يُنظَر إلى هذه التحركات بأنها خطوات على صعيد العُزلة الدبلوماسية"، وفقاً للكاتب.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا