آخر الأخبار

"أغلبية المستشارين" تشيد بحصيلة الحكومة في ورش الحماية الاجتماعية

شارك

قال فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين إن الحكومة منذ تنصيبها “ظلت تملك تشخيصًا عميقًا وواقعيًا لوضعية الحماية الاجتماعية ببلادنا، وتدرك جيدًا النواقص التي كانت تعتري البرامج الاجتماعية السابقة، وهو ما ساهم في وضع اللبنات الأولى لهذا المشروع الاجتماعي، وإحاطته بكل الضمانات التشريعية والإدارية والمالية، مع خلق كل الشروط الضرورية لاستهداف الفئات المعنية وديمومة تمويلاته”.

واستثمر “فريق الأحرار” جلسة الأسئلة الشفوية الموجهة إلى رئيس الحكومة بشأن السياسة العامة، اليوم الثلاثاء، للتأكيد على أن “الأغلبية البرلمانية بالغرفتين كانت دائمًا تستحضر خصوصية هذا البرنامج الملكي، الذي يتجاوز كل السياقات السياسية، ويغذي الإرادة العامة في تملك جميع القوى الحية في بلادنا قضية الحماية الاجتماعية”.

“جهد حكومي”

محمد البكوري، رئيس الفريق، أشار خلال كلمة باسم الأخير أثناء الجلسة المخصصة لمناقشة “السياسة العامة المرتبطة بترسيخ مقومات الإنصاف والحماية الاجتماعية” إلى أن “المشروع موجّه لكل المغاربة، ويحظى بعناية خاصة لدى هذه الحكومة التي نجحت باقتدار في تنزيل كل مضامينه، طبقًا للتوجهات الملكية، بما يعزز تكريس الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لدى جميع المغاربة على حد سواء”.

وسجل البكوري أن “الحكومة مضت قدمًا، ليس بشكل تقني أو إداري تقليدي، وإنما بروح عالية من نكران الذات، وبإرادة صلبة لتعبئة جميع القوى الحية للأمة، من مؤسسات دستورية وهيئات منتخبة وشركاء اجتماعيين واقتصاديين ومجتمع مدني، دون أي نزعة إقصائية أو منطق حزبي ضيق أو حسابات سياسية ظرفية”.

وتابع المتحدث ذاته: “لقد واكب هذا الورش إصلاح تشريعي وقانوني عميق، كان ضروريًا من أجل تقطيع الصحة الاجتماعية بجودة وفعالية، وضمان حكامة جيدة لتدبير الموارد والمؤسسات”، مضيفا أن “من أبرز هذه الإصلاحات القانون الإطار المتعلق بالحماية الاجتماعية، الذي أسس لتوسيع التغطية الصحية الإجبارية لتشمل جميع الفئات دون استثناء، وهو ما يعكس انسجامًا واضحًا بين التشريع والممارسة، وبين النصوص القانونية والتنزيل العملي”.

وشدد القيادي في “حزب الحمامة” على أن “الجهود الحكومية المبذولة مكّنت فئات واسعة من المواطنين من الولوج العادل والمنصف إلى المستشفيات العمومية والخاصة، في إطار الخدمات التي يوفرها برنامج ‘أمو تضامن'”، مبرزا أن “استفادة المواطنين والفئات الهشة من الخدمات الصحية الكاملة، واسترجاع مبالغ التحاليل الطبية والأدوية، أصبح واقعًا ملموسًا وإجراءً روتينيًا، لا يخضع لأي منطق سوى منطق الحق في الاستفادة الكاملة من الخدمات الصحية التي تضمنها الدولة لفائدة كل المغاربة على اختلاف مستوياتهم”.

وزاد المتحدث: “نؤكد وبكل مسؤولية أنه في عهد هذه الحكومة أصبح لكل مغربي ومغربية الحق في التغطية الصحية، سواء كان تاجرًا أو فلاحًا أو صانعًا تقليديًا أو عاملاً حرًا أو متقاعدًا أو من الفئات الهشة. لم يعد هناك مغرب نافع ومغرب غير نافع، أو فئات مخدومة وأخرى مهمشة. لقد كسرت حكومتكم هذا التفاوت، وانتصرت لقيم العدالة والإنصاف”.

“حليف موثوق”

حين تناول رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بالغرفة البرلمانية الثانية، عبد الكريم الهمس، الكلمة، تحدث عن ما سمّاها “النجاحات التي حققها الدعم المباشر الموجه للسكن”، فهي “ناطقة بنفسها دون الحاجة إلى الدفاع عنها”، معتبرا أن “ذلك نتيجة التمنيع والتحسين الذي حكم وضع مختلف الآليات، ووسائل التعامل الرقمي الشفاف، وفتح المجال مباشرة أمام المواطنات والمواطنين، عوض المنعشين العقاريين”.

وقال الهمس: “في سياق الحصيلة الاجتماعية نسجل الأدوار الاجتماعية الطلائعية التي لعبها قطاع الثقافة خلال الولاية الحكومية الحالية، إذ عرفت الثقافة الوطنية إشعاعًا كبيرًا أعاد الوهج للتراب المغربي داخليًا وخارجيًا، وعزز من حمايته ورفع من شأنه ومن صورة المغرب وتاريخه وعاداته الاجتماعية العريقة؛ ناهيك عن تعزيز طموحات فئة الشباب بفعل تدابير كبيرة، كـ ‘جواز الشباب'”.

كما توقف المتحدث عند “الثورة التشريعية التي سعت إليها وزارة العدل، بانخراط مسؤول وقوي من البرلمان، من أجل تجويد وتغيير ترسانة قانونية طال انتظارها لأزيد من خمسين سنة، مثل مشاريع المسطرة المدنية والجنائية، وقانون العقوبات البديلة، وقانون السجون، وقانون المفوضين القضائيين، وغيرها؟”، واعتبر أنه “لا يمكن الحديث عن الحصيلة الشاملة للحكومة الحالية دون الإشارة إلى جهودها ونجاحها الكبير في تحقيق المناعة الطاقية لبلادنا، وضمان استمرار التزويد بالكهرباء”، وزاد: “يظل نور المملكة الشريفة ساطعًا رغم كيد الكائدين”، مضيفا أن “الحكومة الحالية وفرت الماء الشروب عبر مشاريع إستراتيجية أُنجزت في وقت قياسي، وتدارك الخصاص الذي كان معدًّا لمواجهة توالي سنوات الجفاف والصعوبات التي واجهت بلادنا، وغيرها من التدابير والإجراءات الاجتماعية التي نجحت الحكومة في تنزيلها”.

وتابع المستشار مخاطبا رئيس الحكومة عزيز أخنوش: “كما عوّدناكم في الفريق وفي حزب الأصالة والمعاصرة بصفة عامة فإننا حليف موثوق به يُعوّل عليه في الشدائد كما في الرخاء؛ حليف سياسي وفيّ للعهد، منضبط للقرار، مسؤول في التصرف، حليف وطني صادق، وندافع ونعتز بالإنجازات الكبيرة، وفي الوقت نفسه ننبّه لكل ما من شأنه تجويد العمل، بدون حسابات أو خلفيات سياسوية ضيقة”.

ونبه المتحدث رئيس الحكومة إلى “بعض الإجراءات التي الضرورية في ما تبقى من الولاية الحكومية الحالية، لكي نُحقق الترسيخ الحقيقي والفعلي لمقومات الإنصاف”، ضمنها الحرص على “المزيد من التواصل حول هذه النتائج الظاهرة؛ فحظ هذه الحكومة العاثر أنها وُلدت في زمن طغيان المعلومة، وتدفق الإشاعة، وسهولة ترويج خطابات الهدم والتشكيك”.

“حكومة الاجتهاد”

عبد السلام اللبار، رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين، قال إن “المشروع الذي أطلقه الملك وحرصت على تنزيله الحكومة يحقق الكرامة لفائدة جميع المغاربة”، معتبرا أن “الكرامة الحقيقية أن يجد التلميذ مقعده، ويجد العامل معمله ليقتات من عرق جبينه”، وأن “عرض رئيس الحكومة جاء غاصّا بالمعطيات التي لا تحتاج إلى تكرار بخصوص نجاح هذا الورش”.

ووصف اللبار جهود الحكومة بـ”الجبارة التي يتعين على جميع المغاربة أن يفتخروا بها”، وقال: “على الدرب نفسه حققت بلادُنا تقدمًا مهمًّا في مسار استدراك العجز في المؤشرات، وتصحيح الفوارق الجماعية والمجالية، وتعزيز الالتقائية والتكامل في الحكامة، والتدخل العمومي، وتحفيز تمكين الاقتصاد، ثم توجيهه لبلورة برنامج الحماية الجماعية”، مضيفا أن “تثبيت دعائم سياسة عمومية للإنصاف والحماية الجماعية، وتوسيع قاعدة الاستفادة من الخدمات الجماعية، يُسند المجهود الجبار الذي تبذله هذه الحكومة”.

واعتبر القيادي السياسي في حزب الاستقلال أن الغاية هي “تمكين المواطنات والمواطنين من الوصول إلى الموارد والفرص التي توفّر لهم حياة كريمة”، مردفا بأن “إرضاء الفرد يُشعره بالتقدير، ويُحفّزه على القيام بالأفضل، ويجعله قادرًا على الاندماج والإبداع والابتكار، وهو ما يؤدي إلى الزيادة في الإنتاج والنمو الاقتصادي”.

وجدد رئيس “فريق الميزان” الإشادة بـ”المجهودات التي تبذلها الحكومة، خاصة الدبلوماسية المغربية، التي حققت ما نَصْبو إليه، وأظن أن الجميع يفتخر بما قدّمته، دون أن نغفل الجنود المرابطين في الحدود، الذين يجعلون المغرب في القمة”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا