في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
رغم الدمار الهائل الذي خلفته الحرب الأخيرة في قطاع غزة، تواصل حركة حماس تمسكها بإدارة القطاع، مما يطرح تساؤلات عن مستقبل غزة وإمكانية نشوب حرب جديدة.
القيادي في حركة حماس طاهر النونو أكد أن "الحركة ستواصل حكم القطاع حتى يتم العثور على بديل فلسطيني"، مشيرًا إلى رفض حركة فتح لمقترحات مصرية لحل الأزمة.
تتمحور هذه المقترحات حول خيارين:
أو
لكن كلا الطرحين يواجهان عقبات سياسية، حيث ترفض إسرائيل أي سيناريو يبقي حماس في السلطة، كما صرح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بأن "إسرائيل ستستأنف الحرب إذا بقيت حماس في الحكم".
خطة دبلوماسية أم تصعيد عسكري؟
وسط الجمود السياسي، تناقش إسرائيل سيناريوهات متعددة تتراوح بين استئناف الحرب وبين حل دبلوماسي طويل الأمد، حيث كشفت صحيفة جيروزاليم بوست عن مقترح لمرحلة انتقالية تمتد بين 3 إلى 5 سنوات، يتم خلالها تقسيم غزة إلى منطقة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية وأخرى تحت إدارة أمنية إسرائيلية.
وفي ظل التحركات الإسرائيلية، يؤكد صادق أبو عامر، رئيس مجموعة الحوار الفلسطيني، خلال حديثه لبرنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية أن "نقل مسؤولية إدارة القطاع إلى السلطة الفلسطينية هو الحل الأمثل لإنهاء الإبادة الجماعية ومنع التهجير القسري"، مشددًا على وجود إجماع فلسطيني بهذا الشأن رغم العقبات السياسية.
سيناريوهات المستقبل.. بين إعادة الإعمار والتصعيد
من أبرز التحديات التي تواجه غزة اليوم مسألة إعادة الإعمار، إذ يرى مراقبون أن بقاء حماس في السلطة قد يعطل وصول المساعدات الدولية ويمنح إسرائيل ذريعة للاستمرار في فرض الحصار.
ويشير أبو عامر إلى أن "محاولات إسرائيل تحميل حماس مسؤولية الوضع الإنساني في غزة تأتي ضمن استراتيجية لإضعافها واستمرار الانقسام الفلسطيني".
في المقابل، هناك مؤشرات على استعداد حماس للتعامل بمرونة مع المتغيرات السياسية، حيث يؤكد أبو عامر أن "حماس لا تخسر شيئًا من نقل السلطة، بل لديها القدرة على التكيف"، مضيفًا أن الحركة مستعدة "للتعاون مع السلطة الفلسطينية أو شخصيات مستقلة، مما يعكس واقعية سياسية في التعاطي مع الأزمة".
هل يقود الانقسام الفلسطيني إلى نكبة جديدة؟
يبقى السؤال الأهم: هل يؤدي استمرار الوضع الحالي إلى كارثة أكبر؟
يرى أبو عامر أن "استمرار الأوضاع الحالية قد يقود إلى نكبة أكبر من نكبة 1948، ما لم يتم توحيد الموقف الفلسطيني وتنسيق الجهود على المستوى الإقليمي والدولي".
ويشير إلى أن "الانقسام الفلسطيني ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لمسار طويل من التباينات السياسية، تغذيه عوامل داخلية وإقليمية ودولية"، مضيفًا أن "التاريخ يظهر أن الانقسام كان حاضرًا في كل المحطات الفلسطينية، مما أعاق تحقيق الأهداف الوطنية".
غزة بين مأزق الحكم وخطر التصعيد
في ظل تمسك حماس بالسلطة واستعداد إسرائيل لتصعيد جديد، يبدو المشهد الفلسطيني معقدًا أكثر من أي وقت مضى.
وبينما يتساءل الفلسطينيون عن سبب استمرار الانقسام رغم الإبادة الجماعية، تبقى الخيارات محدودة: إما حل سياسي يعيد توحيد المؤسسات الفلسطينية، أو استمرار المواجهة التي قد تؤدي إلى كارثة أكبر.
هل تتمكن الأطراف الفلسطينية من تجاوز خلافاتها قبل أن تفرض إسرائيل واقعًا جديدًا في غزة؟
هذا هو التحدي الأكبر الذي سيحدد مستقبل القطاع، وربما مستقبل القضية الفلسطينية برمتها.