آخر الأخبار

حصاد الرياضة الليبية 2025.. عام التناقضات الكبرى بين إخفاق المنتخب وتألق الأندية والأبطال

شارك
مصدر الصورة
تفوق سلة الأهلي طرابلس على الصعيد المحلي والدولي. (فيسبوك)

كان العام 2025 عامًا استثنائيًا في سجل الرياضة الليبية، ليس لكثرة الألقاب أو غيابها فحسب، بل لأنه جسّد بوضوح حالة التناقض الصارخ بين منتخب وطني عالق في دوامة الإخفاقات، وأندية وأبطال فرديين نجحوا في رفع اسم ليبيا عاليًا في المحافل القارية والعالمية.

مصدر الصورة مصدر الصورة

عام حمل الإحباط لجماهير كرة القدم مع «فرسان المتوسط»، على الرغم من استقدام مدرب كبير بحجم السنغالي أليو سيسيه، إلا أنه في المقابل منحت ألعاب أخرى الليبيين لحظات فخر في كرة السلة والطائرة ورفع الأثقال والملاكمة، وأعاد الأمل بعودة البنية التحتية، ورسّخ حضور الكفاءات الوطنية في الاتحادات العربية.

لم يكن العام 2025 عامًا عاديًا في الذاكرة الرياضية الليبية، بل جاء محمّلًا بالتناقضات الحادة، بين منتخب وطني لكرة القدم أنهى موسمه خالي الوفاض، وأندية وأبطال فرديين نجحوا في كتابة صفحات مضيئة على المستويين القاري والعالمي. عام اجتمعت فيه خيبة الجماهير الكروية مع فخر الإنجازات الفردية والجماعية، ليعكس واقع الرياضة الليبية بكل ما فيه من أزمات وفرص.

المنتخب الوطني.. عام ثقيل بلا حصاد
دخل المنتخب الوطني الليبي الأول لكرة القدم العام 2025 وهو محاط بآمال كبيرة، خاصة بعد التوسّع في عدد المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026، ما منح المنتخبات المتوسطة فرصة تاريخية لطرق أبواب المونديال. غير أن «فرسان المتوسط» فشلوا في تحويل هذه الفرصة إلى واقع، وخرجوا من جميع استحقاقات العام دون إنجاز يُذكر.

الإخفاق لم يكن مفاجئًا بقدر ما كان مؤلمًا، لأنه جاء بعد سنوات من الانتظار والترقب، ولأنه أعاد إلى السطح شعورًا قديمًا لدى الجماهير بأن المنتخب ما زال يدور في الحلقة نفسها، دون مشروع واضح أو رؤية بعيدة المدى، على الرغم من استقدام مدرب كبير بحجم السنغالي أليو سيسيه.

حلم المونديال.. فرصة ضائعة أخرى
تصفيات كأس العالم 2026 شكّلت العنوان الأبرز لإخفاقات المنتخب خلال 2025. دخل المنتخب الليبي المنافسات بأحلام مشروعة، مدعومًا بزيادة عدد المقاعد الأفريقية، لكن سرعان ما اصطدم بواقع فني صعب، تجلّى في تذبذب الأداء، وضعف الفاعلية الهجومية، وهشاشة الخط الخلفي في لحظات حاسمة.

التغييرات المتكررة في الجهاز الفني، وغياب الاستقرار التكتيكي، انعكست سلبًا على الانسجام داخل الملعب، ليبدو المنتخب في كثير من المباريات بلا هوية واضحة، وغير قادر على مجاراة منتخبات أكثر تنظيمًا وخبرة. وهكذا، تبخر حلم المونديال مبكرًا، ليضاف إلى قائمة طويلة من الفرص الضائعة.

الغياب الأفريقي يتواصل
ولم يكن الخروج من تصفيات كأس العالم سوى امتداد لسلسلة خيبات قارية، بعدما فشل المنتخب الوطني في التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليًا في المغرب. غياب جديد عمّق جراح الجماهير، وطرح تساؤلات مشروعة حول جدوى برامج الإعداد القصيرة، وعدم وجود مشروع طويل الأمد يضمن التطور والاستمرارية.

الكرة الليبية تملك مواهب شابة، لكن هذه المواهب لم تجد البيئة التنافسية المناسبة لصقلها، في ظل ضعف المنافسة المحلية وتذبذب روزنامة الدوري، ما جعل الفجوة تتسع بينها وبين بقية منتخبات القارة.

سقوط عربي يُكمل الصورة القاتمة
على الصعيد العربي، واصل المنتخب الليبي نتائجه السلبية، بخروجه من التصفيات المؤهلة إلى كأس العرب 2025 في قطر عقب الخسارة أمام منتخب فلسطين. مباراة مثّلت محطة مفصلية، لكنها كشفت مرة أخرى عن محدودية الحلول الفنية وغياب الشخصية القوية في المواجهات الحاسمة.

وفي الوقت الذي كانت فيه الجماهير تتابع البطولة بشغف، انتهى المشوار الليبي سريعًا، لتُختتم المسابقة بتتويج المنتخب المغربي باللقب، في مشهد زاد من حدة المقارنات، وأعاد فتح ملف الفجوة بين الكرة الليبية ونظيراتها العربية.

إخفاقات متراكمة.. لا صدفة
المحصلة العامة لمشوار المنتخب في 2025 أكدت أن الإخفاق لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة تراكمات إدارية وفنية، تبدأ من غياب الاستقرار داخل المنظومة الكروية، مرورًا بتعدد القرارات وتضاربها، وصولًا إلى ضعف التخطيط طويل المدى.

واقع جعل المنتخب يدفع ثمن سنوات من الحلول الموقتة، في وقت باتت فيه كرة القدم الحديثة تعتمد على المشاريع المستدامة والاستثمار في القاعدة، صاحبها وداع مبكرا للأندية الأربعة في أفريقيا الأهلي طرابلس والهلال من دوري الأبطال والاتحاد والأخضر من «الكونفدرالية».

كرة السلة.. صورة مزدوجة بين المنتخب والنادي
في كرة السلة، انقسم المشهد الليبي بوضوح على مستوى المنتخب، أنهى المنتخب الليبي مشاركته في النافذة الأولى من التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم قطر 2027 دون أي انتصار، بعد ثلاث خسائر متتالية، كان آخرها أمام الرأس الأخضر.

الأداء لم يكن سيئًا بالكامل، لكنه افتقر للحسم والخبرة، ما فرض ضرورة إعادة ترتيب الأوراق قبل استئناف التصفيات في 2026.

الأهلي طرابلس.. سيّد السلة محليًا وقاريًا
في المقابل، واصلت الأندية، وعلى رأسها الأهلي طرابلس، تقديم صورة مشرقة. الفريق تُوّج بلقب كأس السوبر الليبي لكرة السلة، مؤكدًا تفوقه المحلي، قبل أن يكتب فصلًا تاريخيًا في سجل الرياضة الليبية بتحقيق برونزية كأس العالم للأندية لكرة السلة.

فوز الأهلي طرابلس على فلامنغو البرازيلي لم يكن مجرد انتصار رياضي، بل لحظة فارقة جعلت النادي أول فريق عربي وأفريقي يصعد منصة التتويج في هذه البطولة العالمية، في إنجاز تجاوز حدود الرياضة إلى الفخر الوطني.

الطائرة الليبية تحلّق عالميًا
كرة الطائرة بدورها كانت ضمن العناوين الإيجابية في 2025، مع إعلان نادي السويحلي مشاركته في بطولة العالم للأندية بالبرازيل، ممثلًا عن القارة الأفريقية.

مشاركة تُعد تتويجًا لمشروع ناجح، وتأكيدًا على أن التخطيط الصحيح قادر على إيصال الأندية الليبية إلى أكبر المحافل العالمية.

رفع الأثقال.. ذهب يؤسس للمستقبل
واصلت رفع الأثقال الليبية تألقها اللافت، بحصد ميداليات ذهبية في دورة الألعاب الأفريقية للشباب، عبر الرباعين محمد محمود البخنسي وعبدالرؤوف الككلي.

- من طرابلس إلى طوكيو.. سيرة صالح دراويل الجامع بين الإدارة والرياضة والصحافة
- بطولات كأس العرب.. فكرة لبنانية ولدت من رحم الحلم العربي الكبير
- صلاح الفيتوري يعود لرئاسة الهلال.. واجتماع أول يرسم ملامح المرحلة

هذه الإنجازات أكدت أن الألعاب الفردية باتت أحد أعمدة التفوق الليبي، وقاعدة صلبة لصناعة أبطال المستقبل.

الملاكمة.. الزناد يرفع الراية عاليًا
في الملاكمة، واصل البطل الليبي مالك الزناد تألقه الدولي، بعدما حقق فوزًا لافتًا بالضربة القاضية في لندن، ليعزز مكانته بين نخبة الملاكمين عالميًا، ويؤكد قدرة الرياضي الليبي على النجاح في أقسى المنافسات.

البنية التحتية.. عودة بنغازي الدولية
شهد العام 2025 حدثًا مهمًا بعودة ملعب بنغازي الدولي لاحتضان مباريات الدوري بعد غياب دام 15 عامًا. عودة أعادت الأمل في تطوير البنية التحتية، ومنحت الدوري الليبي إضافة نوعية، ورسالة بأن الاستثمار في المنشآت لا يقل أهمية عن الاستثمار في اللاعبين.

الكفاءات الليبية.. حضور عربي فاعل
اختيار خمس كفاءات ليبية لعضوية لجان الاتحاد العربي لرفع الأثقال عكس الثقة المتزايدة في الخبرات الوطنية، وأكد أن ليبيا تملك كوادر قادرة على المساهمة في تطوير الرياضة العربية.

وداع قامة رياضية
الرياضة الليبية ودّعت خلال 2025 اللاعب الدولي السابق المبروك المصراتي، أحد الأسماء التي تركت بصمة لاعبًا وإداريًا، في خسارة إنسانية ورياضية مؤثرة.

الإعلام الرياضي.. تكريم واستمرارية
شهد العام تتويج برنامج «في التسعين» بجائزة أفضل برنامج رياضي، إلى جانب نجاح الجائزة الليبية الذهبية في تكريم نجوم الموسم، ما عكس تطور الخطاب الإعلامي الرياضي، ودوره في دعم الحركة الرياضية.

الأهلي طرابلس.. هيمنة كروية محلية
في كرة القدم المحلية، فرض الأهلي طرابلس نفسه بقوة، بعد تتويجه بالثلاثية المحلية (الدوري، الكأس، السوبر)، ليؤكد أن الأندية قادرة على النجاح حين تتوفر الإدارة والاستقرار.

ليبقى العام 2025 قاسيًا على المنتخب الوطني، لكنه في المقابل كشف عن قدرات حقيقية في الأندية والأبطال الفرديين. عام أثبت أن المشكلة ليست في اللاعب الليبي، بل في المنظومة، وأن الإنجاز ممكن حين يتوفر التخطيط.

مصدر الصورة
منتخب ليبيا لكرة القدم أمام الرأس الأخضر في تصفيات أفريقيا. (فيسبوك)
مصدر الصورة
تتويج ثلاثي محلي لفريق الكرة بنادي الأهلي طرابلس. (فيسبوك)
بطل الملاكمة المتوج بالقاضية مالك الزناد. (فيسبوك)
طائرة السويحلي تظهر في مونديال البرازيل. (فيسبوك)
تتويج برنامج «في التسعين» بجائزة أفضل برنامج رياضي. (تصوير - محمود دردور - بوابة الوسط)
رحيل المبروك المصراتي في العام 2025. (إنترنت)
لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا