كتب نبيل بو منصف في" النهار": تبرز في خلفية الخطاب المنفجر لدى قيادة "
حزب الله "، غضب واستقواء بقناعة لا تقل تصلبًا عن عقيدة تقديس السلاح، وهي عقيدة تتصل بتاريخ من الانقلابات الناجحة على
الدولة اللبنانية . ينكشف هذا الجنوح في التذكير التهوّيلي بمحطات مثل اتفاق 17 أيار أو عملية 7 أيار أو سواهما، بما يثبت أن الحزب لم يسلم بعد بـ"الاعتراف التاريخي" الذي تمليه الكارثة التي نالت منه واستدرج إليها نفسه ولبنان.
يأتي الأمر وسط أسوأ ما يمكن تصوّره إذا ثبت أن الحزب مسؤول عن الانفجار المشبوه في مستودع ضخم لأسلحته وذخائره في منطقة صور، فيما تتواصل عملية التعبئة التي يقودها في الشارع
الشيعي ضد
قرار مجلس الوزراء .
والحال أن التجارب الانقلابية ضد "الدولة"، ما قبل
الطائف وما بعدها، شكّلت العنوان القاتل للشرعية
اللبنانية .
تبعًا لذلك، تغدو الانفعالات المتفجّرة وحملات التعبئة المقذعة ضد الحكومة والرئيس
نواف سلام شخصيًا، وعبرهما ضد عهد الرئيس
جوزاف عون وسائر مكونات الحكومة، من أغرب أنماط الإنكار إطلاقًا، ما دام وزراء
الثنائي لا يستقيلون. إنه المأزق الجديد بكل معايير التطورات الجذرية الهائلة التي يواجهها الحزب، الذي كان لعقدين على الأقل يسخر بدعوة خصومه إلى أن "يبلّوا إعلان
بعبدا ويشربوا ميته"، وهو الآن يدعوهم إلى أن "يبلّطوا البحر". فماذا عن الذين "يحرثون البحر" بعبثية قاتلة لإدارة عقارب الزمن إلى زمنٍ أفَل وخرّ صريعًا؟