آخر الأخبار

قوات الدعم السريع تقترب من السيطرة على مدينة الفاشر

شارك الخبر

تقترب قوات الدعم السريع من السيطرة على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان بعد دخولها عمق المدينة، واحتدام المعارك مع الجيش بعد أسابيع من حصارها، وتؤكد تقارير محلية أن الجيش السوداني يبدو في موقف لا يحسد عليه. وخسارة الفاشر ستكون ضربة نفسية ومعنوية كبيرة لقواته، خاصة أنها تمثل مركزًا استراتيجيًا في دارفور والسودان عمومًا.

وذكر تقرير لمركز رصد بوابة السودان، قوات الدعم السريع تتقدم نحو قيادة الفرقة العسكرية (السادسة مشاة) والمناطق الحيوية في المدينة بعد نجاحها في بسط نفوذها على المناطق المحيطة.

وجاء هذا التقدم بعد قطع جميع طرق الإمداد للجيش السوداني، مما عزز من سيطرة قوات الدعم على الطرق والممرات الرئيسية في كافة أرجاء الإقليم، في حين تشير معلومات إلى ارغام بعض المدنيين على القتال قسراً بجانب الجيش والحركات المسلحة.

وبحسب التقرير فإن سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر ستترك تداعيات سياسية هائلة على المستويين المحلي والوطني، وكذلك على المستويين الإقليمي والدولي. لاسيما أن المدينة تعد رمزًا للاستقرار النسبي في الإقليم بأكمله، واستيلاء قوات الدعم السريع عليها سيشكل ضربة كبيرة للجيش السوداني الذي امتدت سيطرته على الإقليم لما يقارب الأربعة عقود، كانت المدينة فيها مركز استخباراته الرئيسي.
كما ستعزز سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر من موقع زعيمها محمد حمدان دقلو حميدتي في صراعه مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الذي يحظى بدعم النظام الإسلامي الذي أسقطته ثورة ديسمبر 2018.

ورغم أن قوات الدعم السريع تبدو في طريقها لحسم المعركة لصالحها، فإن التساؤلات حول قدرتها على بسط الأمن وتحقيق الاستقرار في المدينة تظل قائمة، خاصة مع تزايد المخاوف من احتمالية تحول المدينة إلى ساحة فوضى مما يزيد من معاناة السكان. وهناك تساؤلات حول ما إذا كان الجيش سيسمح بسيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، أو سيخوض معركة عنيفة أخيرة للدفاع عنها.

ويرى مراقبون أن الجيش قد يضطر إلى التراجع مؤقتًا، خاصة في ظل الضغط المتزايد من قوات الدعم السريع، وفقدانه ميزة سلاح الطيران بعد التوغل الكبير لقوات الدعم السريع داخل المدينة، وجعل المسافة بينها وبين قوات الجيش والقوات المساندة له غير مناسبة للقصف الجوي، مما يجعل من الطيران في هذه الظروف سلاحًا ذا حدين، وقد ثبت ذلك عمليًا بعد قصف طيران الجيش لقواته والقوات المتحالفة معه عن طريق الخطأ مرتين. وهذه التطورات تمنح قوات الدعم السريع أفضلية، خاصة وأنها قوات متمرسة في المعارك البرية، ما يزيد من احتمالية حسم المعركة لصالحها.

ويرى المركز أنه السيناريو الأرجح بالنظر للتطورات على أرض المعارك في الفترات الأخيرة، ما يعني توسع نفوذ حميدتي وقواته في دارفور، وتعزيز موقعه في المفاوضات المستقبلية.

وقد يختار الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه (حركة مني أركو مناوي) التي تخوض معركة وجود في الفاشر، خوض معارك انتحارية للدفاع عن المدينة، مما قد يؤجل حسم المعركة لصالح الدعم السريع. لكن هذا الخيار من المستبعد أن يؤدي إلى تحقيق انتصارات حاسمة لصالح الجيش على الأرض، خاصة في ظل فقدانه ميزة التفوق الجوي، الأمر الذي سيزيد من معاناة المدنيين.

.حذّر المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في مقابلة مع وكالة فرانس برس الأحد من أنّ الوضع في السودان “يائس” والمجتمع الدولي “لا يلاحظ ذلك”، مشيرا بالخصوص إلى أوضاع النازحين الذين يحاولون الفرار من البلد الغارق في الحرب.

وقال غراندي إنّ “هذه الأزمة الخطيرة للغاية – أزمة حقوق الإنسان وأزمة الاحتياجات الإنسانية – تمرّ دون أن يلاحظها أحد تقريبا في مجتمعنا الدولي” المنشغل بأزمات أخرى، من أوكرانيا إلى غزة.

وأوضح أنّه منذ بدء الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في نيسان/أبريل 2023 “نزح أكثر من 10 ملايين شخص من ديارهم”، بينهم أكثر من مليوني سوداني لجأوا إلى دول أخرى.

لكنّ “ما يثير القلق” بالنسبة للمسؤول الأممي هو أنّ “الناس بدؤوا ينتقلون إلى ما هو أبعد من الجوار المباشر في محاولة منهم للعثور على المساعدة في مكان أبعد”.

وأعرب المفوّض السامي عن أسفه لأنّ المجتمع الدولي لم يعر الأزمة في السودان الاهتمام الكافي، حتى قبل اندلاع الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وقال إنّ الحرب في السودان كانت “مهمّشة إلى حدّ بعيد” على الرغم من آثارها الهائلة، معربا عن أسفه “لحالة نقص الاهتمام المخيفة والصادمة” بالأزمات التي تعصف بإفريقيا، من منطقة الساحل إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية.

وتساءل غراندي “ما هو مستقبل بلد مثل السودان الذي دمّرته الحرب حتى لو حلّ السلام فيه؟”، مشيرا إلى أنّ الطبقة المتوسطة التي أبقت هذا البلد “صامدا” طيلة عقود من الاضطرابات والحروب “تمّ تدميرها” الآن.

وقال “هم يعلمون أنّ الأمر انتهى: لقد فقدوا أعمالهم، ودُمرت منازلهم، وقُتل العديد من أحبائهم. إنّه أمر فظيع”، وبالتالي “ما هو مستقبل الشعب السوداني؟”.

ميدل ايست اونلاين

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر

إقرأ أيضا