آخر الأخبار

أم درمان .. مدينة تقاوم القصف والجوع والغلاء والمرض

شارك الخبر

منتدي الاعلام السوداني : غرفة التحرير المشتركة
إعداد: مركز  الألق للخدمات الصحفية
تقرير : سمية المطبعجي

” ام درمان :20 سبتمبر 2024 – موت واصابات كل يوم، قذائف المدفعية تتساقط حولنا .. الوضع الصحي متردي وبتنا خائفين، تحاصرنا الملاريا والإسهالات وأمراض العيون بعد إنتشار البعوض والذباب نتيجة الأمطار .. الغلاء المتزايد يوم بعد آخر ارهقنا وبتنا لا نقوى على مواجهته ..” .

هكذا تحدثت إلينا (نور. م) التي نزحت شمال المدينة، ضمن مواطني ام درمان القديمة الى محلية (كرري)  طلباً للأمن، ليصبح حالها بعد عام على ذلك الوضع.

تحت نيران القصف والنهب والجوع والغلاء والمرض تعيش ام درمان، فيما يحاول سكانها ممن لم يقووا على الخروج التعايش مع الوضع، تعايش يبدو مستحيلا على أرض الواقع لكن لا مناص.

وتقع معظم مناطق ام درمان، ثالث وأكبر مدن العاصمة السودانية الثلاث (الخرطوم، بحري، ام درمان)، تحت سيطرة الجيش، عدا أجزاء في جنوب وغرب المدينة تحت سيطرة قوات الدعم السريع. ودخل الجانبان الجيش والدعم السريع في حرب منذ 15 ابريل 2023 ، واجبر الدعم السريع سكان أحياء (ام درمان القديمة) التي تقع وسط المدينة في مساحة (614 كلم مربع) في أغسطس من العام الماضي، على ترك منازلهم قبل أن يستعيدها الجيش بعد أشهر، فيما ظل سكانها نازحين خارج أحيائهم.

قصف ونهب الحماة

لا أمان مادمت هنا، العشرات يتساقطون بين قتلى وجرحى كل يوم جراء القصف العشوائي الذي زعم المواطنين والمراقبين بأن مصدره الجانب الشرقي من النيل الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع، فليس مستبعداً أن تكون هدفاً للقصف في أي لحظة. وعلى الأرض يتعرض المواطنون لعمليات السلب والنهب التي باتت منتشرة بشكل واسع. من تحدثوا إلينا حذروا من إيراد اسماءهم خوفاً من تعرضهم للخطر.

(م.ب) شاب في العشرينيات يقول ” التدوين والقصف العشوائي يقع كل يوم وفي كل مكان وعلى المستشفيات، الناس يتعرضون للموت والإصابات … وهناك أناس على دراجات نارية يحملون السلاح ويجوبون الطرقات داخل الأحياء بينهم عسكريين بالجيش ولصوص لنهب المواطنين .. ” .

تردي أمني واضح  أكده المراقب والصحفي الناشط محمد الفاتح العالم الذي وصف الوضع بالخطير ” القذائف العشوائية تطلق على منازل المواطنين رغم عدم وجود منطقة عسكرية قربها.. انفجرت قذائف قرب منزلنا وتطايرت الشظايا واصابت المنزل عدة مرات .. السلاح اصبح منتشرا بشكل كثيف دون ضوابط بين المواطنين ولايمكن تمييز لأي جهة عسكرية رسمية ينتمون .. انتشرت حوادث السلب والنهب بشكل يومي وتكررت الإصابة بالرصاص الطائش الذي يطلق دون اسباب … ” .

شعور بعدم الأمان والحماية بات يسيطر على المواطنين دفع البعض للجوء إلى محاولة حماية أنفسهم في موقف أقرته الحكومة نفسها بإعلانها (الإستنفار) بتكوين قوة شعبية مسلحة من المواطنين،

زادت هذه الدعوة من تعقيدات الموقف الأمني الذي تحول لحالة من الفوضى على حساب المواطنين. (م.ب) كان ضمن من استجابوأ لحملة الإستنفار على طريقته وفق المبررات التي ساقها، ” إلتحقت بالاستنفار لأحمي نفسي، المسلحون ينتشرون داخل الأحياء، بينهم مستنفرين حملوا السلاح ضد المواطنين.. في الأسواق يتجول العسكريون سكارى يتهمونك بالإنتماء للدعم السريع، فإما أن تثبت لهم عكس ذلك أو تعطيهم نقودا، وإلا تعرضت للنهب وإطلاق الرصاص عليك”.

ويقدر عدد ضحايا الحرب في السودان منذ نشوبها في الخامس عشر من ابريل بأكثر من 18 ألف قتيل واكثرمن 33 الف جريج، وترجح منظمة الصحة العالمية (Who) أن أعداد الضحايا أكثر بكثير من ذلك، وان معظم الوفيات نتيجة لاستخدام الاسلحة الثقيلة في المناطق المكتظة بالسكان” ، وذلك وفقا لتقرير مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (اوتشا) .

أحياء امدرمان القديمة التي أصابها دمار واسع، ظلت خاوية من سكانها حتى بعد إخراج قوات الدعم السريع منها . متطوعون من شبابها عملوا على استعادة الماء والكهرباء والقيام بعمليات نظافة واسعة ولكنها ظلت مثل مدينة أشباح عصفت بها أعاصير فما استبقت شيئاً، تتساقط عليها القذائف بين حين وآخر.

(نور .م) قالت… ” منازلنا في ام درمان القديمة أصبحت لا تصلح للعيش، دمرت واحرقت ونهبت، منزلنا تعرض لست قذائف ولازالت المنطقة تتعرض للقصف .. هنالك من حاولوا العودة ولكن عادوا ادراجهم لعدم الأمان .. الجميع شاركوا في النهب،… الجيش والدعم السريع وبعض أبناء الحي واللصوص، جميعهم “.

الخبير العسكري وخبير إدارة الأزمات والتفاوض بمركز الدراسات والبحوث اللواء د. أمين اسماعيل مجذوب فند الإتهامات ضد الجيش بشأن أعمال النهب والعنف على المواطنين وإن لم يستبعد وجود خروقات فردية، قائلاً ” تلك الإتهامات تدخل في دائرة الحرب الإعلامية ما بين القوات المسلحة والدعم السريع وتمثل ورقة ضغط من قبل الدعم السريع في الوسائط لتكون الإدانة للطرفين وليس للدعم السريع وحده .. وهذا لا ينفي وقوع أخطاء قليلة من بعض الأفراد ولكن ليس بذلك الإنتشار بما يوازي ما تقوم به قوات الدعم السريع .. المواطنين لا يميزون بين القوات المسلحة والعصابات ومن ينتحل شخصيات ترتدي الزي الرسمي للجيش .. وإذا كان هنالك مثل تلك الخروقات فلدى القوات المسلحة شرطة عسكرية واستخبارات قادرة على الحسم” . ويقول مجذوب  بشأن تأمين المناطق المستعادة من الدعم السريع ” التأمين الأرضي للمناطق التي تم تحريرها موجود، فهناك ارتكازات للجش ومراكز شرطة، ومع ذلك لايمكن استعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الحرب فيما لاتزال الحرب مستمرة .. فمستحيل التأمين بقوات كبيرة لكل المناطق بحيث تغطي كل شارع ومنزل .. بالفعل توجد مشاكل نسميها ارتدادات أمنية، تتمثل في العصابات واللصوص وغيرها .. أما الحماية ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر

إقرأ أيضا