ما تزال عائلة وهيب عبد القادر أبو عرار، الشاب الذي قُتل برصاص الشرطة الإسرائيلية خلال الاشتباكات التي اندلعت في بلدة عرعرة بالنقب، تطالب بالإفراج الفوري عن جثمان فقيدها، وسط اتهامات للشرطة بالمماطلة المتعمدة وتحويل المسؤول عن إطلاق النار إلى "بطل قومي".
وقال منير أبو عرار، قريب القتيل، في تصريح غاضب: "حتى هذه الساعة، ومنذ ليلة الأربعاء التي قُتل فيها فقيدنا على يد الشرطة في عرعرة، تماطل الشرطة في تسليم جثمانه. لقد كذبوا وادعوا ادعاءات باطلة، وحوّلوا القاتل إلى بطل قومي على حساب كرامة المتوفى واحترام دفنه".
وأضاف: "نحن نناشد القيادة العربية، من أعضاء كنيست ورؤساء سلطات محلية، بالتدخل الفوري لوضع حد لهذه المهزلة، والعمل على تحرير جثمان فقيدنا وهيب عبد القادر".
تفاصيل الحادثة: قتيلان وأجواء من التوتر
وقع الحادث قبل أيام خلال اشتباكات عنيفة اندلعت بين عائلتين في بلدة عرعرة بالنقب. وفق رواية الشرطة، فقد وصلت دورية إلى المكان بعد تلقي بلاغات عن إطلاق نار متبادل بين الأطراف المتصارعة. وبحسب البيان الرسمي، فقد "تعرض عناصر الشرطة لإطلاق نار مما شكل خطرًا على حياتهم وعلى حياة المواطنين، وردّوا بإطلاق النار".
أسفر تبادل إطلاق النار عن مقتل الشاب وهيب أبو عرار (26 عامًا)، حيث أفادت الشرطة بأنه كان يحمل بندقية من طراز "M-16" وسلاحًا ناريًا آخر. وتم نقله إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع بحالة حرجة، حيث أُعلن لاحقًا عن وفاته.
كما قُتل في الاشتباك شاب آخر من نفس العائلة، هو عماد أبو عرار (27 عامًا)، الذي لقي مصرعه برصاص أحد الأطراف المتنازعة خلال المواجهات. وسُجل كذلك عدد من الإصابات بين المشاركين في الشجار.
تصريحات بن غفير: "الضابط بطل ويستحق الترقية"
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لم يتردد في التعبير عن دعمه المطلق للضابط الذي أطلق النار. ووصفه بأنه "ضابط شجاع تحلّى بالمهنية"، مضيفًا: "باركت الضابط البطل الذي تصرف بحزم وحيّد الخطر".
بن غفير أعلن أنه طلب ترقية الضابط، قائلاً: "ضابط كهذا يستحق التقدم ويشكل مثالاً يُحتذى به لمرؤوسيه".
تصريحات الوزير أثارت غضب العائلة، التي ترى في هذا التصرف شرعنة للقتل وطمسًا للعدالة، معتبرة أن ما حدث "جريمة قتل بدم بارد"، وفق ما صرّح به منير أبو عرار.
دعوات للتدخل وحالة غضب في المجتمع العربي
الحادثة أثارت موجة من الغضب في أوساط المجتمع العربي في النقب وخارجه، خاصة مع استمرار احتجاز جثمان القتيل، ومع ما تعتبره العائلة "ترويجًا إعلاميًا حكوميًا لبطولة زائفة".
وطالبت شخصيات عربية في الداخل أعضاء الكنيست والقيادات المحلية بممارسة الضغط السياسي والقانوني من أجل الإفراج عن الجثمان، والسماح للعائلة بتشييع ابنها ودفنه بكرامة.
في الوقت ذاته، يتواصل التحقيق في ملابسات الحادثة التي أضافت مزيدًا من التوتر إلى الأجواء المتوترة أصلًا في منطقة النقب.