الجزائر الآن – منذ أسابيع، يشهد أحد الأحياء السكنية الهادئة في الأبيار، أعالي العاصمة، حالة من التوتر بعد انطلاق أشغال ورشة عقارية يقول السكان إنها أثرت بشكل مباشر على حياتهم اليومية وراحتهم.
انشغالات السكان وصمت البلدية
السكان يؤكدون أنهم تقدموا بعدة شكاوى تتعلق إما بقانونية رخصة البناء أو بأساليب تنفيذ الأشغال، غير أن هذه الانشغالات لم تلق – إلى حد الساعة – أي رد من بلدية الأبيار التي منحت الترخيص للمشروع. وتقع الورشة، بحسب المتضررين، خلف مقر مجلس الدولة وبالقرب من ملحقة البلدية، وهو ما يجعل الوضع محط تساؤلات حول المتابعة والرقابة.
أعمال ليلية ومخاوف من التأثير على المباني
وفق ما نقله الموقع الإلكتروني tsa نقلاً عن تصريحات السكان، فإن الورشة تستمر أحيانًا إلى ساعات متأخرة من الليل، ما يتسبب في إزعاج متكرر للقاطنين.
شهادات بعض السكان تحدثت عن استعمال معدات وطرق عمل تؤدي إلى اهتزاز المنازل المجاورة، وهو ما يثير مخاوف من تأثير محتمل على البنايات القديمة المحيطة.
رخصة بناء محل جدل
وحسب نفس المصادر، فإن المشروع أُقيم بعد هدم فيلا قديمة فوق قطعة أرض محدودة المساحة، في إطار رخصة بناء منحتها البلدية.
ويرى سكان الحي أن هذه الصيغة باتت شائعة في عدة مناطق من العاصمة، حيث تُستبدل فيلات فردية بعمارات سكنية، ما يطرح إشكاليات مرتبطة بقواعد التعمير وكثافة البناء.
كما يشير السكان إلى أنهم لم يتلقوا أي توضيحات رسمية بخصوص طبيعة المشروع أو مراحله، رغم تقديمهم لاعتراضات وتحفظات مكتوبة، وهو ما زاد من حالة الغموض والقلق داخل الحي.
هذا و تبقى هذه الانشغالات المطروحة من قبل سكان الحي مفتوحة في انتظار توضيحات رسمية من بلدية الأبيار أو الجهات الوصية، خاصة ما يتعلق باحترام رخصة البناء ومطابقة الأشغال للقوانين الجاري بها العمل.
وبين تطلعات المرقين العقاريين وحاجة السكان إلى بيئة عمرانية متوازنة، يظل ملف العمران في العاصمة و الولايات الكبرى محل نقاش دائم حول معايير الشفافية و الرقابة، وحق المواطنين في العيش في أحياء هادئة وآمنة.