الجزائرالٱن _ حقّق مشروع ممر الهيدروجين الجديد (SunsHyne) تقدمًا ملموسًا، ما قد يمهّد لتوسيع البنية التحتية لنقل الهيدروجين من شمال إفريقيا إلى أوروبا، في إطار دفع جهود التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة. وتُعد الجزائر الدولة الأقرب لانطلاق هذا المشروع على صعيد القارة الإفريقية، نظرًا لبنيتها التحتية القائمة في تصدير الغاز الطبيعي نحو إيطاليا، ما يجعلها نقطة ربط استراتيجية للمسار الجديد، حسب ما كشفته منصة “الطاقة” المتخصصة.
دراسة جدوى مؤكدة وإمكانات عالية
أظهرت دراسة جدوى أعدتها خمس شركات أوروبية مختصة إمكانية تنفيذ المشروع دون عقبات كبيرة. وتشمل الشركات: سنام الإيطالية، تاغ النمساوية، يوستريم السلوفاكية، نت فور غاز التشيكية، وأو جي إي الألمانية. وتوضح الدراسة أن الممر سيربط مراكز الإنتاج في شمال إفريقيا بأسواق أوروبا، بما في ذلك إيطاليا والنمسا وسلوفاكيا والتشيك وألمانيا، بطول إجمالي يبلغ 3400 كيلومتر وسعة نقل تصل إلى 450 غيغاواط/ساعة.
الربط العربي الإفريقي المحتمل
استنادًا إلى إمكانيات الإنتاج في المنطقة، قد يشمل المشروع الربط بأربع دول عربية: الجزائر والمغرب ومصر وتونس، بما يتيح تصدير الهيدروجين الأخضر ومشتقاته. وتعتبر الجزائر الأقرب للانطلاق في هذا المشروع، لتشكل حلقة وصل حيوية بين شمال إفريقيا وأسواق أوروبا، ما يعزز مكانتها كمنصة محورية للطاقة النظيفة.
الجدول الزمني وخطة العمل
من المقرر انطلاق العمل بالمشروع نهاية العقد الجاري، مع تطوير ممرات ربط جديدة وإعادة تأهيل الخطوط القائمة لتكون صالحة لنقل الهيدروجين. ويشكل نحو 85% من الممر خطوط غاز موجودة معاد توظيفها. وتؤكد الجهات المطورة أن المشروع سيعزز أمن الطاقة الأوروبي ويضمن تنوّع الإمدادات، مع إمكانية دمج الشبكات المحلية للدول المشاركة لتشكيل سوق هيدروجين متكاملة.
الجزائر بوابة الممر نحو أوروبا
تعتبر الجزائر المفتاح الأول لمشروع ممر الهيدروجين، نظرًا لارتباطها بخط أنابيب الغاز الطبيعي إلى صقلية وإيطاليا، ما يجعلها نقطة الانطلاق المثالية لتصدير الهيدروجين نحو أوروبا. وستستفيد البلاد من فرص جديدة في مجال الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في قطاع الاستدامة والطاقة منخفضة الكربون.