آخر الأخبار

صحيفة فرنسية تكشف وجه آخر لجرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن الوطني .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ في زمنٍ أراد فيه الاستعمار الفرنسي أن يكسر إرادة الشعب الجزائري، لم تكن البنادق وحدها أداة القمع. ففي صيف 1960، كُلّف جندي فرنسي، المصور مارك غارنجير، بمهام تبدو للوهلة الأولى إدارية، لكنها كانت في الحقيقة جزءًا من آلة ممنهجة لإذلال النساء الجزائريات في قرى الترحيل القسري. وفق تقرير صحيفة Nouvel Obs الفرنسية للصحفية سارة ديفالا، شملت هذه المهمة إجبار النساء على نزع الحجاب بالقوة وتصويرهن، محاولةً لطمس هويتهن الثقافية والدينية.

لم تكن الكاميرا أداة خضوع، بل تحولت إلى مرآة المقاومة الصامتة. أمام العدسة، وقفت النساء بكل جرأة، بعضهن أظهرن الغضب الصامت، وأخريات ابتسمن بسخرية تحديًا للاحتلال. كل صورة كانت رسالة صريحة تقول: “لن تنكسر إرادتنا”.

اعترف غارنجير لاحقًا بأن ما قام به كان ضد ضميره الإنساني، وأنه شعر بأن كل لقطة كانت زيادة في فظاعة العدوان الفرنسي. ومع ذلك، لم يدرِ الاحتلال أن صور النساء اللواتي حاول إذلالهن ستتحول إلى رمز خالد للمقاومة والثبات.

في كل خط من ملامح هؤلاء النساء: الذقون المرفوعة، الأذرع المطوية، والوجوه الموشومة بالتقاليد الأمازيغية، كل ذلك أصبح لغة بصرية تتحدى الغطرسة الاستعمارية. بعد أكثر من ستة عقود، ما زالت هذه الصور تروي قصة القوة والصمود والكرامة، شاهدة على أن إرادة الشعب الجزائري لا يمكن أن تُكسر، وأن المرأة كانت دائمًا سيفًا صامتًا في معركة التحرير الوطني.

شارك

الأكثر تداولا اسرائيل أمريكا حرب غزة

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا