الجزائر تسجّل قفزة نوعية في إنتاج التفاح وتحتل المرتبة الثالثة إفريقيًا

الجزائرالٱن _ الجزائر تسجّل قفزة نوعية في إنتاج التفاح وتحتل المرتبة الثالثة إفريقيًا حيث تحوّل قرار حظر استيراد فاكهة التفاح ، الذي اتخذته السلطات الجزائرية سنة 2013، من مجرد إجراء اقتصادي مؤقت إلى ورشة وطنية أعادت رسم معالم الفلاحة المحلية، وأسّست لمسار إنتاجي طموح يمهّد لدخول الجزائر نادي مصدّري التفاح.

مصدر الصورة

فبعد أكثر من عقد على هذا القرار، تشير المؤشرات إلى أن الجزائر باتت تقترب من تحقيق الاكتفاء الذاتي ، بل وتتهيأ لخوض تجربة التصدير، مدفوعة بإنتاج محلي بلغ مستويات قياسية في عدد من الولايات.

باتنة وخنشلة في الصدارة

برزت ولايتا باتنة وخنشلة كمحورين رئيسيين في تطوير زراعة التفاح، حيث سجلتا إنتاجًا سنويًا تجاوز 180 ألف طن لكل واحدة منهما، ما يمثل نقلة نوعية في المشهد الفلاحي الوطني. ويُنتظر أن يرتفع هذا الرقم في السنوات القادمة بفعل توسيع رقعة المزارع من جهة، وتبنّي الزراعة الذكية والتقنيات الحديثة من جهة أخرى.

هذا التطور لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة لرؤية استراتيجية ركّزت على تعويض الواردات بالإنتاج المحلي، وتشجيع الفلاحين على الاستثمار في الأصناف عالية الجودة، بدعم من الدولة وهيئات الإرشاد الزراعي.

الجزائر في المراتب العالمية

وبفضل هذه الطفرة، تمكنت الجزائر من احتلال المرتبة الثالثة إفريقيًا في إنتاج التفاح، وفقًا لتقرير نشره موقع “تريدج” المتخصص في البيانات الزراعية، كما حلّت في المرتبة 28 عالميًا، بعد أن بلغ حجم إنتاجها 575.9 ألف طن سنة 2023، بزيادة قدرها 4.8% مقارنة بسنة 2022، و18% مقارنة بـ 2018.

ويعكس هذا النمو الثابت ديناميكية جديدة في القطاع الفلاحي، الذي أصبح يراهن على تحويل الجزائر من مستهلكة إلى منتجة ومصدّرة لعدد من المحاصيل.

السياق العالمي وأسعار السوق

في السياق العالمي، أورد تقرير وزارة الزراعة الأمريكية أن إنتاج التفاح بلغ حوالي 84 مليون طن متري لموسم 2024-2025، تتصدره الصين بـ 48 مليون طن سنويًا، تليها دول الاتحاد الأوروبي بـ 11 مليون طن، ثم الولايات المتحدة الأمريكية بـ 4.9 مليون طن، فتركيا بـ 4.15 مليون طن.

أما على مستوى السوق، فقد نشر موقع “أغرو ماركيت 24” بيانات تفيد بأن أسعار التفاح في الأسواق العالمية تراوحت خلال سنة 2024 بين 1 و4 دولارات للكيلوغرام، وذلك بحسب الجودة والمصدر والموسم، مع تسجيل ارتفاع في الأسعار خلال فترات الطلب المرتفع، وانخفاضها خلال مواسم الحصاد الوفير.

نظرة إلى المستقبل

إذا استمر هذا الزخم، فإن الجزائر على موعد مع مرحلة تصدير التفاح نحو الأسواق الإفريقية والعربية وربما الأوروبية، خاصة مع توافر المناخ الملائم وخبرة فلاحية تتوسع عامًا بعد عام. ويبقى التحدي الأساسي في تطوير سلاسل التبريد والتغليف والتوزيع، والامتثال للمعايير الدولية، لضمان دخول المنافسة على المستوى العالمي بثقة واستمرارية.