آخر الأخبار

بصمات على فوارغ الرصاص.. الكيمياء تحل لغز الجرائم الغامضة

شارك

في مسرح الجريمة، لا يشغل المجرمون أنفسهم بفوارغ الرصاص (الأغلفة المعدنية التي تخرج من السلاح بعد الإطلاق)، لأنهم يعلمون أن الشرطة لن تجد بصماتهم عليها.

لكن يبدو أنهم سيكونون مستقبلا أكثر حرصا على الاهتمام بجمع هذه الفوارغ، بعد أن طور باحثان من معهد كاثلين لونسديل لأبحاث الصحة البشرية بجامعة ماينوث من أيرلندا، طريقة كيميائية كهربائية جديدة، تساعد على استعادة البصمات من تلك الفوارغ، حتى بعد إطلاق النار.

وتتعرض فوارغ الرصاص عند إطلاق النار لدرجات حرارة عالية جدا، واحتكاك قوي، وغازات محترقة، وكل هذا يؤدي إلى تدمير أي آثار بيولوجية أو بصمات أصابع على سطحها، مما يجعل من المستحيل تقريبا التعرف على من حمل أو أطلق السلاح، لكن الطريقة التي أعلنت الدكتورة إيثني ديمبسي، وطالبها الدكتور كولم مككيفر، تعد بسد هذه الفجوة، لتصبح تلك الفوارغ أداة مساعدة في الأدلة الجنائية.

مصدر الصورة استعادة بصمة الأصبع من فوارغ الرصاص لا يحتاج إلى مواد سامة أو أجهزة ضخمة (جامعة ماينوث)

آلية سهلة وبسيطة

وتعتمد الطريقة الموصوفة بدورية " فورينسيك كيميستري"، على وضع فوارغ الرصاص النحاسية داخل خلية كيميائية كهربائية تحتوي على مواد كيميائية خاصة، وعند تطبيق جهد كهربائي صغير (فولت منخفض)، تبدأ المواد في الالتصاق بسطح الغلاف، لتقوم هذه المواد بتغطية المساحات الفارغة بفعل الحرارة بين خطوط البصمة، فتظهر الخطوط الأصلية بوضوح شديد، لتعود البصمة خلال ثوانٍ معدودة، وكأنها تظهر "بسحر".

ويعلق الدكتور مككيفر على العملية في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة: "نستخدم بقايا الاحتراق على السطح كأنها استنسل (قالب)، نملأ الفجوات بينها بمواد خاصة، فتظهر البصمة المخفية".

ولا تحتاج هذه الطريقة إلى مواد سامة أو أجهزة ضخمة، وتستخدم بوليمرات غير سامة (مواد بلاستيكية آمنة)، وتستهلك طاقة قليلة جدا، وتعمل على النحاس، وهو أكثر أنواع أغلفة الرصاص استخداما في العالم، والأهم كما يوضح، مككيفر، أنها يمكنها إظهار بصمات حتى على أغلفة عمرها أكثر من 16 شهرا.

مصدر الصورة استعادة بصمة الأصبع من فوارغ الرصاص لا يحتاج إلى مواد سامة أو أجهزة ضخمة (جامعة ماينوث)

تقدم متوقع بالتحقيقات

وحتى الآن، فإن أفضل ما يمكن لمحققي الجرائم فعله هو ربط الفوارغ بالسلاح الذي أُطلق منه، وليس بالشخص الذي أطلقه، لكن هذه التقنية قد تجعل من الممكن ربط الغلاف مباشرة بالشخص الذي حمَل السلاح أو أطلق النار، وهو تقدم هائل في التحقيقات الجنائية.

إعلان

كما يمكن تطويرها لاحقًا لتعمل على أسطح معدنية أخرى، مما يفتح الباب لاستخدامها في جرائم الحرائق أو حوادث أخرى تتضمن معادن محترقة.

وتستخدم هذه الطريقة جهازا يُسمى (بوتينشيوستات)، وهوجهاز يتحكم في الجهد الكهربائي، ويمكن أن يكون صغيرا بحجم الهاتف المحمول، مما يعني أنه يمكن تصميم نماذج ميدانية صغيرة لاستخدامها في مسارح الجرائم مباشرة.

لكن قبل اعتماد هذه التقنية رسميا، يجب أن تمر هذه التقنية عبر اختبارات صارمة وتحقق من الموثوقية قبل أن تعتمدها أجهزة الشرطة حول العالم.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار