آخر الأخبار

  بعد خروج الإمارات من اليمن: قراءة أولية في دلالات صعود التأثير السعودي وانحسار النفوذ الإماراتي وسقوط الرهان الإسرائيلي

شارك

مصدر الصورة

أولًا: مدخل تحليلي

خروج الإمارات العربية المتحدة من اليمن لا يمكن فهمه خارج إطار الرهان الإماراتي على الدعم الإسرائيلي بوصفه بوابة نفاذ إلى القرار الأميركي وممرًا للهيمنة على جنوب البحر الأحمر.

ما جرى لا يمثل انسحابًا عسكريًا فحسب، بل انهيار تصور استراتيجي كامل بُني على فرضية خاطئة: أن التحالف مع إسرائيل يمكن أن يعوّض غياب العمق الجغرافي والسياسي للإمارات.

ثانيًا: الرهان الإماراتي على إسرائيل… من الوعد إلى الوهم


* اعتقدت أبو ظبي أن التحالف الأمني والاستخباراتي مع إسرائيل سيمنحها:
* نفوذًا متقدمًا داخل واشنطن
* غطاءً استراتيجيًا للتوسع في اليمن والبحر الأحمر
* دورًا يتجاوز وزنها الطبيعي في الإقليم
* لكن الواقع أثبت أن:
* إسرائيل توظّف الشركاء ولا تحميهم عند تعارض المصالح الكبرى
* القرار الأميركي في الخليج لا يزال سعوديّ المركز
* النفوذ لا يُشترى بالمال وحده ولا يُفرض عبر الوكلاء

فكانت النتيجة ان الإمارات دفعت كلفة سياسية ومالية ضخمة، بينما بقيت إسرائيل لاعب ظلّ ينسحب خطوة إلى الخلف عند أول اختبار حقيقي.

ثالثًا: اليمن… ساحة الانكشاف الأكبر

شكّل جنوب اليمن حجر الأساس في المشروع الإماراتي–الإسرائيلي غير المعلن:


* السيطرة على الموانئ والجزر
* التحكم في مضيق باب المندب
* بناء نفوذ بحري اماراتي يخدم أمن إسرائيل ومصالحها التجارية والعسكرية

لكن:


* الضربات السعودية أسقطت هذا المسار
* الميليشيات المحلية أثبتت هشاشتها
* الحضور الإماراتي انكمش إلى جيوب معزولة بلا غطاء عربي

وهنا، تخلّت إسرائيل عمليًا عن شريكها، مؤكدة أن اليمن لم يكن سوى ساحة استخدام مؤقتة.

رابعًا: التأثير السعودي… استعادة مركز الثقل


* حصلت المملكة العربية السعودية على ضوء أخضر دولي لتصفية التمدد الإماراتي.
* أعادت الرياض تثبيت معادلة:

أمن الخليج يُدار من الرياض لا من أبو ظبي ولا من تل أبيب.


* فشل الرهان الإماراتي أظهر أن أي مشروع يتجاوز السعودية مصيره الاصطدام أو الاحتواء القسري.

خامسًا: إسرائيل بعد سقوط الوكيل

بالنسبة لإسرائيل:


* خسرت أداة تنفيذ متقدمة في جنوب البحر الأحمر
* تراجع حلم التطويق البحري العربي عبر الوكلاء
* اضطرت للعودة إلى سياسة النفوذ غير المباشر والانتظار الطويل

أما الإمارات، فبقيت:


* مكشوفة جغرافيًا
* بلا حلفاء إقليميين حقيقيين
* محاصَرة سياسيًا حتى داخل الفضاء الخليجي

سادسًا: ما بعد اليمن… انكماش لا تمدد


* أي تحرك إماراتي قادم سيكون:
* تعويضيًا (القرن الإفريقي، شبكات تهريب، نفوذ ناعم)
* لا توسعيًا ولا عسكريًا مباشرًا
* الدعم الإسرائيلي – إن وُجد – سيكون استخباراتيًا محدودًا، دون مظلة حماية أو مواجهة عسكرية مباشرة.

سابعًا: الخلاصة الاستراتيجية

خروج الإمارات بهذه السرعة من اليمن كشف ثلاث حقائق كبرى:

1.إسرائيل ليست ضمانة لمن يحاول القفز فوق الجغرافيا والتاريخ.

2.السعودية‎ هي مركز الثقل الإقليمي وصاحبة الكلمة النهائية في أمن الجزيرة العربية.

3.المشروع الإماراتي التوسعي دخل مرحلة الانحسار التاريخي، من لاعب طامح إلى دولة تحاول احتواء الخسائر.

أخيرا .. الخلاصة النهائية:

ما سقط في اليمن لم يكن وجودًا عسكريًا فقط، بل سقط وهم الدولة الصغيرة القادرة على لعب أدوار إمبراطورية عبر التحالف مع إسرائيل.

السعودية قادمة والإقليم يعيد ترتيب نفسه، والمرحلة القادمة عنوانها:

نفوذ الرياض بحساب الوزن الحقيقي الأمني والسياسي والعسكري… لا بحساب الشيكات والتحالفات الوهمية.

مأرب برس المصدر: مأرب برس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا