أولًا: مدخل تحليلي
خروج الإمارات العربية المتحدة من اليمن لا يمكن فهمه خارج إطار الرهان الإماراتي على الدعم الإسرائيلي بوصفه بوابة نفاذ إلى القرار الأميركي وممرًا للهيمنة على جنوب البحر الأحمر.
ما جرى لا يمثل انسحابًا عسكريًا فحسب، بل انهيار تصور استراتيجي كامل بُني على فرضية خاطئة: أن التحالف مع إسرائيل يمكن أن يعوّض غياب العمق الجغرافي والسياسي للإمارات.
ثانيًا: الرهان الإماراتي على إسرائيل… من الوعد إلى الوهم
فكانت النتيجة ان الإمارات دفعت كلفة سياسية ومالية ضخمة، بينما بقيت إسرائيل لاعب ظلّ ينسحب خطوة إلى الخلف عند أول اختبار حقيقي.
ثالثًا: اليمن… ساحة الانكشاف الأكبر
شكّل جنوب اليمن حجر الأساس في المشروع الإماراتي–الإسرائيلي غير المعلن:
لكن:
وهنا، تخلّت إسرائيل عمليًا عن شريكها، مؤكدة أن اليمن لم يكن سوى ساحة استخدام مؤقتة.
رابعًا: التأثير السعودي… استعادة مركز الثقل
أمن الخليج يُدار من الرياض لا من أبو ظبي ولا من تل أبيب.
خامسًا: إسرائيل بعد سقوط الوكيل
بالنسبة لإسرائيل:
أما الإمارات، فبقيت:
سادسًا: ما بعد اليمن… انكماش لا تمدد
خروج الإمارات بهذه السرعة من اليمن كشف ثلاث حقائق كبرى:
1.إسرائيل ليست ضمانة لمن يحاول القفز فوق الجغرافيا والتاريخ.
2.السعودية هي مركز الثقل الإقليمي وصاحبة الكلمة النهائية في أمن الجزيرة العربية.
3.المشروع الإماراتي التوسعي دخل مرحلة الانحسار التاريخي، من لاعب طامح إلى دولة تحاول احتواء الخسائر.
أخيرا .. الخلاصة النهائية:
ما سقط في اليمن لم يكن وجودًا عسكريًا فقط، بل سقط وهم الدولة الصغيرة القادرة على لعب أدوار إمبراطورية عبر التحالف مع إسرائيل.
السعودية قادمة والإقليم يعيد ترتيب نفسه، والمرحلة القادمة عنوانها:
نفوذ الرياض بحساب الوزن الحقيقي الأمني والسياسي والعسكري… لا بحساب الشيكات والتحالفات الوهمية.
المصدر:
مأرب برس