قال محمد صالح بن عديو، محافظ شبوة السابق، إن اليمن يقف اليوم أمام منعطف بالغ الأهمية، في ظل تضاعف معاناة المواطنين وتبعثر قواهم بين مواجهة تداعيات إسقاط الدولة والانشغال بصراعات داخلية تُضعف قدرتهم على مواجهة التحديات الكبرى التي تعصف بالبلاد.
وأوضح بن عديو أن اليمنيين كانوا في أمسّ الحاجة إلى توحيد صفوفهم ولمّ شتاتهم لمواجهة أزماتهم المتراكمة، غير أن أطرافًا مضت بعيدًا في تمويل مشاريع تُحوّل اليمن إلى ساحة صراع دائمة، تستنزف أبناءه، وتهدد جيرانه، وتُلحقه بمشاريع لا تربطه بها أي صلات، ما جعل تصويب المسار وإعادة الأمور إلى نصابها ضرورة وطنية لا تحتمل التأجيل.
وأكد أن المصلحة العليا لأبناء اليمن كانت ولا تزال تكمن في تجاوز الخلافات بين مختلف القوى، وتعزيز حضور مؤسسات الدولة، وضمان وحدة القرار، انطلاقًا من المسؤولية تجاه شعب أنهكته الأزمات الاقتصادية والمعيشية، مشيرًا إلى أن الاتجاه نحو نشر الفوضى والتمرد، وصولًا إلى أكثر المناطق استقرارًا، ومحاولة اختطاف القرار الوطني بقوة السلاح وخطاب عدائي، وضع مصالح اليمنيين وأمن المنطقة برمتها على المحك.
وأشار محافظ شبوة السابق إلى أن هذا الوضع استدعى تحرك مؤسسات الدولة، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي ومجلس الدفاع الوطني والحكومة وكافة المؤسسات الوطنية، لاتخاذ القرارات الصائبة وفق واجباتها الوطنية، لافتًا إلى بروز الموقف الأخوي للأشقاء في المملكة العربية السعودية في هذه اللحظة التاريخية، باعتبارهم سندًا وداعمًا لليمن وأمنه واستقراره.
وشدد بن عديو على أن القرارات الصادرة عن مؤسسات الدولة، والمدعومة بمواقف إقليمية ودولية، تضع الأطراف المعنية أمام مسؤولية كبرى للاستجابة لصوت العقل، والابتعاد عن المقامرة بمصير الوطن الذي لا يحتمل مزيدًا من الصراعات، مؤكدًا أن عدالة القضية الجنوبية تكمن في مطالبها العادلة وتطلعات الملايين إلى وطن آمن ومستقر وعيش كريم ودولة عادلة، لا في الاحتكار أو الوصاية أو تحويلها إلى عنوان للتمرد وصناعة الفوضى.
المصدر:
عدن الغد